لا خجل ولا حياء؛ تتبرأ ما تسمى القوى المعارضة بل هي القوى المجرمة الباطشة، وذلك حين أعلنت براءتها من تفجير «الديه»، هذه هي القوى الباطشة التي لم يتوقف محاموها وسياسيوها عن الدفاع عن الإرهابيين، ثم يظهرون بوجوه كالحة مارقة ويقولون «نطالب بضبط النفس والتصرف بحكمة ومسؤولية لتفادي وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح، وما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي والحقوقي»، ثم تعقبه بإدانة لكسر قطعة زجاج من باب مقرها فتقول «أدانت القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة الاعتداء الخطير على المقر الرئيس لجمعية الوفاق»، والتي تدعي بأن من قام به «مجموعات من الملثمين وبأيديهم أسلحة بيضاء هشموا خلالها الزجاج وكانوا ينوون الاعتداء والقتل على من هم داخل المبنى»، وطالبت على إثره بتدخل دولي عاجل في البحرين، فهذه هي العقلية التي تمت دعوتها للحوار والتي تقيم الدنيا وتقعدها على كسر «جامة»، وقد يكون حادثاً مدبراً من جهتها بعد أن أدركت أن جريمتها لا يمكن أن تغطيها لا بفبركة ولا تمثيلية ولا إنكار، لأن إرهابها وصل إلى زهق أرواح أبرياء لا تستطيع أن تقول عنهم كما قالت عن المريسي الذي «هرسته» عجلات سياراتها بأنه مجرد دمية.
كذلك صاحب الفتوى الشهيرة «اسحقوهم»، هو الآخر تبرأ من تفجير الديه وقال «إن الأشتر أو المقاومة هو عنوان مجهول الهوية والواقع عندنا تماماً»، ولكن ها هم من أطلقوا على أنفسهم «أنصار 14 فبراير» يعلنون عن دعمهم لفتوى «اسحقوهم» فيقولون «ندعم فتوى سحق المرتزقة المعتدين التي أطلقها العلامة آية الله الشيخ عيسى قاسم»، لكن كما ذكر حالهم الله حتى في يوم القيامة تبرأ المجرمون من بعضهم بعضاً في قوله تعالى «إذا تبرأ الذين أتُبعوا من الذين أتَبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب).
إذاً من قام بهذه التفجيرات هم من الجن والأشباح نزلوا فجأة ثم اختفوا، وذلك حسب زعم عيسى قاسم والجمعيات الضالة المضلة، بأنهم لا يعرفون لهم اسماً ولا يدرون عنهم مكاناً، هذه الجمعيات التي تحسب أنفاس أتباعها وغير أتباعها، فلديها سجلات النفوس في البحرين، ولديها جميع العناوين والصور وتعرف انتماءاتهم وهواياتهم، لأن لديها كل وسائل التنصت الحديثة، كما لديها الكاميرات المباشرة، فها هو علي سلمان يرصد حركة الشارع وما يدور فيه وهو على كرسي الراحة في صالته، أي أنهم يعلمون من قام بالتفجير، وما اسم «الأشتر» أو الأبتر إلا اسم للتمويه لإلقاء الجرائم الإرهابية الكبيرة عليهم والتنصل من مسؤوليتها، فالبحرين ليست دولة بها صراعات بين جماعات إرهابية تريد أن تتسيد على الدولة، بل هي جماعة واحدة اجتمعت على الدوار تطالب بإسقاط النظام وأعلن قادتها قيام جمهورية إسلامية، وها هي هذه الجمعيات تطالب بإطلاق سراحهم وسراح كل السجناء الذين اشتركوا في المؤامرة الانقلابية، كما إن ما يسمى حركة 14 فبراير هي جماعة تتبع للوفاق، والدليل عندما رفع خليل مرزوق علم الحركة، ولكن نقول لهم إن لعبة الأشتر والأبتر لا تنطلي إلا على من أراد أن تنطلي عليه.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل رجال الأمن ومن استشهد من مواطنين ومقيمين، ونتمنى من الدولة إنزال أقصى العقوبة على المجرمين والمحرضين وأولهم قادة الإرهاب، لأن اجتثاث الإرهاب يبدأ بالرأس لا الذيل فقط، أما إذا كانت الدولة مازالت لديها بارقة أمل بأنه قد ينفع معهم الحوار، فإنها بالفعل وقعت فريسة لأحلام وآمال أبعد من السراب، لأنه لا يمكن أن يتحول الشيطان إلى ملاك، ولا يمكن أن يتحول هذا الحقد على الدولة إلى محبة وألفة، وذلك حين يكون الحقد قد جعل سفك الدماء تقرباً إلى الله ورمزاً للعدالة.. ولتعاود النظر الدولة إلى تسجيلات الدوار وتشاهد المشانق والتوابيت، لأن الانتقام لن يقف عند سفك دماء رجال الأمن.
وقفة مع تغريدة وزير سابق..
يقول في تغريدته «كلما اقتربنا من حل سياسي يحدث أمر ما يعيدنا لمربع الحل الأمني! تفجير الرفاع، اعتقال خليل مرزوق، وأخيراً تفجير الديه، ضمن هذا السياق»، وهو ما يؤكد أن هذه الشخصية منحازة فكرة وعقيدة إلى الوفاق، وها هي تساوي بين تفجير إرهابي يذهب ضحيته رجال الأمن، وبين اعتقال خليل مرزوق الذي حمل بالورد واستقبل بالياسمين وحضرت محاكمته وفود دولية، فأي صفة يمكن أن نطلقها على هذا الشخص، وأي مشورة تتحراها الدولة من رجل لا يخفي مناصرته للانقلابيين، فالمسألة خطيرة قد تتكرر فيها الحادثة التاريخية التي سلم فيها المستعصم بالله بغداد إلى التتار.