هل ستكون «كييف» هي بوابة الحرب الكونية الثالثة؟ هذا السؤال الذي طرحناه بالأمس، وتناولنا الموقف الأمريكي الساخط من التواجد الروسي في أوكرانيا، وكيف وصف أوباما روسيا في كلمته الشهيرة بأنها «تقف في الجانب الخاطئ من التاريخ».
روسيا لم تصمت حيال الموقف الأمريكي، فردت بلغة الواثق من موثقه المعقد من الأزمة الأوكرانية على لسان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، بأن الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش طلب من بوتين مساعدة روسيا العسكرية «للدفاع عن الشعب الأوكراني»، خصوصاً أن أوكرانيا باتت «على شفير الحرب الأهلية».
وفي جنيف ندّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتهديدات بفرض «العقوبات» و»المقاطعة»، وبرر تحرك روسيا في أوكرانيا بأن القوميين المتشددين يهددون «المصالح الإقليمية للروس والسكان الناطقين بالروسية وحياتهم»، أما المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف فإنه حذر الغرب بأن «التدريبات العسكرية التي نفت موسكو أن تكون مرتبطة بالحوادث في أوكرانيا كانت ناجحة»، وهو يقصد تلك التدريبات التي جرت في غرب روسيا، وهي منطقة تقع على الحدود مع أوكرانيا.
أوروبا تقف بين نارين، نار الصمت حيال الوجود الروسي العسكري في «القرم»، ونار المواجهة العسكرية على الأراضي الأوروبية، خصوصاً مع استحضار الحربين الكونيتين السالفتين بكل تفاصيلهما المتوحشة، ومع كل ذلك حاول الغرب أن يكون له موقف موحد يوازي الموقف الأمريكي.
من هذا المنطلق عبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا اجتماعاً طارئاً عن «قلقهم البالغ» بحسب الوزير الفرنسي لوران فابيوس، ودعا الوزراء روسيا إلى اتخاذ «تدابير سريعة وملموسة لنزع فتيل التصعيد»، أولها «انسحاب» القوات الروسية التي انتشرت في الأيام الأخيرة في القرم «إلى أماكن تمركزها الدائمة». ويوجد في العاصمة الأوكرانية وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي حذّر روسيا من «الثمن الذي ستدفعه» لتحركها في أوكرانيا، من جهته سيعقد حلف شمال الأطلسي اجتماع أزمة جديداً على مستوى سفراء الدول الأعضاء لبحث الوضع في أوكرانيا، وذلك بطلب من بولندا، البلد المجاور الذي يعتبر أمنه مهدداً، وقد يعقبه اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي- روسيا على المستوى ذاته.
أما الناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، فلعب على ورقة التهدئة بأن مركل تعتبر أن الوقت «لم يفت» من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا، وأنه ليس هناك «أي خيار عسكري».
كل هذه التداعيات وغيرها من نزاعات الكبار على تقاسم مناطق النفوذ في العالم، ستكون المقدمات المنطقية والحتمية لحرب عالمية ستقع لو استمر صراع الإرادات بين الدول العظمى، فكل المؤشرات تشي بأن هنالك سحابة سوداء قاتمة تسير نحو الأرض، لتفرغ ما في جعبتها من شرور، لكن وفي خضم كل هذا المشهد المرعب، نقوم بإنتاج السؤال التقليدي المشعور، أين الدور العربي من الصراع القائم ومن الحرب المحتملة؟
{{ article.visit_count }}
روسيا لم تصمت حيال الموقف الأمريكي، فردت بلغة الواثق من موثقه المعقد من الأزمة الأوكرانية على لسان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، بأن الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش طلب من بوتين مساعدة روسيا العسكرية «للدفاع عن الشعب الأوكراني»، خصوصاً أن أوكرانيا باتت «على شفير الحرب الأهلية».
وفي جنيف ندّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالتهديدات بفرض «العقوبات» و»المقاطعة»، وبرر تحرك روسيا في أوكرانيا بأن القوميين المتشددين يهددون «المصالح الإقليمية للروس والسكان الناطقين بالروسية وحياتهم»، أما المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف فإنه حذر الغرب بأن «التدريبات العسكرية التي نفت موسكو أن تكون مرتبطة بالحوادث في أوكرانيا كانت ناجحة»، وهو يقصد تلك التدريبات التي جرت في غرب روسيا، وهي منطقة تقع على الحدود مع أوكرانيا.
أوروبا تقف بين نارين، نار الصمت حيال الوجود الروسي العسكري في «القرم»، ونار المواجهة العسكرية على الأراضي الأوروبية، خصوصاً مع استحضار الحربين الكونيتين السالفتين بكل تفاصيلهما المتوحشة، ومع كل ذلك حاول الغرب أن يكون له موقف موحد يوازي الموقف الأمريكي.
من هذا المنطلق عبر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين عقدوا اجتماعاً طارئاً عن «قلقهم البالغ» بحسب الوزير الفرنسي لوران فابيوس، ودعا الوزراء روسيا إلى اتخاذ «تدابير سريعة وملموسة لنزع فتيل التصعيد»، أولها «انسحاب» القوات الروسية التي انتشرت في الأيام الأخيرة في القرم «إلى أماكن تمركزها الدائمة». ويوجد في العاصمة الأوكرانية وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي حذّر روسيا من «الثمن الذي ستدفعه» لتحركها في أوكرانيا، من جهته سيعقد حلف شمال الأطلسي اجتماع أزمة جديداً على مستوى سفراء الدول الأعضاء لبحث الوضع في أوكرانيا، وذلك بطلب من بولندا، البلد المجاور الذي يعتبر أمنه مهدداً، وقد يعقبه اجتماع لمجلس الحلف الأطلسي- روسيا على المستوى ذاته.
أما الناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، فلعب على ورقة التهدئة بأن مركل تعتبر أن الوقت «لم يفت» من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا، وأنه ليس هناك «أي خيار عسكري».
كل هذه التداعيات وغيرها من نزاعات الكبار على تقاسم مناطق النفوذ في العالم، ستكون المقدمات المنطقية والحتمية لحرب عالمية ستقع لو استمر صراع الإرادات بين الدول العظمى، فكل المؤشرات تشي بأن هنالك سحابة سوداء قاتمة تسير نحو الأرض، لتفرغ ما في جعبتها من شرور، لكن وفي خضم كل هذا المشهد المرعب، نقوم بإنتاج السؤال التقليدي المشعور، أين الدور العربي من الصراع القائم ومن الحرب المحتملة؟