بدون أية مقدمات نقول للدولة بأن عليها واجبات تجاه شعبها لابد وأن تستوفيها وتعمل جاهدة على تحقيقها، فإن كان بعض صناع القرار أو كبار المسؤولين لا يعرفون ماذا يحصل في الشارع لبعدهم مسافات عنه، فالصحافة و«بعض» مؤسسات المجتمع المدني تعرف تفاصيل التفاصيل «المؤلمة» وذلك لقربهم من الناس ولكونهم خط التواصل الأول معهم.
نقول: اذكروا الناس وقت الرخاء ووقت الهدوء ليذكروكم وقت الأزمات، وما أكبر من أزمة الانقلاب التي عصفت بالبلد، وكيف وقف المخلصون ليدافعوا عن بلدهم وليثبتوا أركان نظامهم، لكن اليوم نرصد موجات من الإحباط والاستياء والتذمر، وهو واقع حال المواطنين، وهو واقع حال نجزم بأن مسؤولي «الأمور طيبة» لن يوصلوه بأمانة للقيادة وصناع القرار.
ماذا يريد المواطن البحريني غير بلد يسوده الأمان، وحراك على كل المستويات يعمل لتحقيق آماله وتطلعاته؟! شعب البحرين ليس شعباً «مرفهاً» حتى تتركز مطالباته على كماليات وعلى مزيد من «الدعة» و«الرفاهية»، هو شعب يريد أن يعيش كريماً لا يمد يده لأحد، ولا يريد أن يرفع يده للأعلى ويقول «حسبي الله ونعم الوكيل»، رغم أن المولى عز وجل هو الأحق بالدعاء، لكنه أيضاً جعل لولاة الأمر مسؤولية تجاه الناس.
اليوم ما نلحظه هو التهاء تام للدولة في الشأن السياسي بما جعل كثيراً من الأمور المهمة للناس «معطلة» ولا تتحرك إلا بحراك بطيء زحف السلحفاة أسرع منه. ما نراه هو عمل بأسلوب «الفزعة» لدى بعض جمعيات المجتمع المدني التي نذرت نفسها بـ«القول» إنها معبرة عن الناس مدافعة عنهم، وهو عمل «خفت» بريقه فالناس «ملت» من الوعود على كافة الأصعدة، وملت من مسألة «العشم» بأن القادم أفضل أو أجمل.
خلال محاولة الانقلاب خرج المخلصون دفاعاً عن هذا الوطن، لا يريدون شيئاً سوى ألا يذهب وطنهم «لقمة سائغة» للطامعين وللموالاة الإيرانية الخامنئية (هذه حقيقتهم ولو أنكروها ولو حلفوا على المصحف كذباً)، خرج الناس ليدافعوا عن مصير بلد ومصير أهله، بالتالي اليوم لا يحق لأحد لومهم إن بلغ منهم الاستياء مبلغه وهم يحسون أن همه لا يكترث به، صراخهم وحديثهم لا آذان تصغي له، وألمهم لا يوجد من يشفيه.
البحرين فيها خير كثير، خير لو وجه للناس لكفاهم وزاد، وكما قلنا هذا المواطن البحريني «بسيط» لم يصب غالبيته حتى الآن بداء الطمع، بالتالي يكفي ما يوجه للخارج، أو يصرف على استرضاء الانقلابي والإرهابي والخائن، وجهوه للداخل، أصلحوا بيتكم، عالجوا جروح المخلصين ونفوسهم المكسورة، هؤلاء هم عماد البلد و«عزوته» وخط دفاعه الأول، هؤلاء هم من لو عصفت بالبحرين أية أزمة (ربنا يكفينا الشر) لما ترددوا مرة أخرى للخروج دفاعاً عنها رغم ألمهم وإحباطهم. نعم، بعضهم يقول (وهذا حديث متداول) بأنه لن يكترث هذه المرة، لماذا يدافع عمن لا يريد الدفاع عن المخلصين، وعمن لا يريد تطبيق القانون على الإرهابي والخائن؟! لكن رغم ذلك، نعلم تماماً بأنه كلام يقال وقت الألم ونتيجة الاستياء، لكن والله وبالله نقسم بأنه لو احتاج تراب البحرين لأبنائه ليهبوا له من جديد لما تردد من يحب هذا التراب ويفديه ليخرج مرة وثانية وثالثة.
اذكروا سندكم وقت الرخاء ووقت الهدوء ووقت عودة الحياة -نسبياً- لمسارها، ليذكروكم وقت الشدة، فما أضاع الأمم إلا طوابيرها الخامسة وانكسار المخلصين حينما يرون أنهم يتحولون لشعب وقت الطلب.
نقولها بكل أمانة وإخلاص وصدق، فلسنا ممن يرى البلد تحترق وشعبها يئن ثم يذهب لمجالس القيادة ليقول «الأمور طيبة، والجميع يشكرونكم على الإنجازات والنعم»!
لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها، رغم أننا نتوسم كل الخير في قيادة هذا البلد.
- اتجاه معاكس..
والله الكلمات تعجز عن شكر الإمارات شعباً وقيادة، تعجز كل الجمل عن إيفاء الشهيد الإماراتي (والله هو بحريني في قلوبنا) حقه وهو الذي استشهد دفاعاً عن تراب البحرين.
من ذهب ليعزي أهلنا هناك في رأس الخيمة له كل الشكر والتقدير، سواء من ذهب بماله أو من ذهب مستفيداً من المبادرة الطيبة التي قدمتها الناقلة الوطنية «طيران الخليج». رحم الله الشهيد طارق الشحي وأسكنه فسيح جناته، ودمه دين في رقاب كل البحرينيين المخلصين.
إلا أن لي عتباً على من تكبد عناء السفر للتعزية، لكنه في المقابل لم يحرص على التواجد في تشييع شهداء الواجب من البحرينيين وعلى أرض البحرين. هؤلاء الشهداء ليسوا أول من توفي دفاعاً عن البلد وأمن أهله، الدين علينا أن تتحرك أقدامنا لتصلهم، لتصلي عليهم ولتشارك في الدفن والدعاء لهم عند قبورهم.
رحمهم الله جميعاً ونسأل أن يكونوا هم خاتمة أحزاننا على شهداء الواجب والوطن.
نقول: اذكروا الناس وقت الرخاء ووقت الهدوء ليذكروكم وقت الأزمات، وما أكبر من أزمة الانقلاب التي عصفت بالبلد، وكيف وقف المخلصون ليدافعوا عن بلدهم وليثبتوا أركان نظامهم، لكن اليوم نرصد موجات من الإحباط والاستياء والتذمر، وهو واقع حال المواطنين، وهو واقع حال نجزم بأن مسؤولي «الأمور طيبة» لن يوصلوه بأمانة للقيادة وصناع القرار.
ماذا يريد المواطن البحريني غير بلد يسوده الأمان، وحراك على كل المستويات يعمل لتحقيق آماله وتطلعاته؟! شعب البحرين ليس شعباً «مرفهاً» حتى تتركز مطالباته على كماليات وعلى مزيد من «الدعة» و«الرفاهية»، هو شعب يريد أن يعيش كريماً لا يمد يده لأحد، ولا يريد أن يرفع يده للأعلى ويقول «حسبي الله ونعم الوكيل»، رغم أن المولى عز وجل هو الأحق بالدعاء، لكنه أيضاً جعل لولاة الأمر مسؤولية تجاه الناس.
اليوم ما نلحظه هو التهاء تام للدولة في الشأن السياسي بما جعل كثيراً من الأمور المهمة للناس «معطلة» ولا تتحرك إلا بحراك بطيء زحف السلحفاة أسرع منه. ما نراه هو عمل بأسلوب «الفزعة» لدى بعض جمعيات المجتمع المدني التي نذرت نفسها بـ«القول» إنها معبرة عن الناس مدافعة عنهم، وهو عمل «خفت» بريقه فالناس «ملت» من الوعود على كافة الأصعدة، وملت من مسألة «العشم» بأن القادم أفضل أو أجمل.
خلال محاولة الانقلاب خرج المخلصون دفاعاً عن هذا الوطن، لا يريدون شيئاً سوى ألا يذهب وطنهم «لقمة سائغة» للطامعين وللموالاة الإيرانية الخامنئية (هذه حقيقتهم ولو أنكروها ولو حلفوا على المصحف كذباً)، خرج الناس ليدافعوا عن مصير بلد ومصير أهله، بالتالي اليوم لا يحق لأحد لومهم إن بلغ منهم الاستياء مبلغه وهم يحسون أن همه لا يكترث به، صراخهم وحديثهم لا آذان تصغي له، وألمهم لا يوجد من يشفيه.
البحرين فيها خير كثير، خير لو وجه للناس لكفاهم وزاد، وكما قلنا هذا المواطن البحريني «بسيط» لم يصب غالبيته حتى الآن بداء الطمع، بالتالي يكفي ما يوجه للخارج، أو يصرف على استرضاء الانقلابي والإرهابي والخائن، وجهوه للداخل، أصلحوا بيتكم، عالجوا جروح المخلصين ونفوسهم المكسورة، هؤلاء هم عماد البلد و«عزوته» وخط دفاعه الأول، هؤلاء هم من لو عصفت بالبحرين أية أزمة (ربنا يكفينا الشر) لما ترددوا مرة أخرى للخروج دفاعاً عنها رغم ألمهم وإحباطهم. نعم، بعضهم يقول (وهذا حديث متداول) بأنه لن يكترث هذه المرة، لماذا يدافع عمن لا يريد الدفاع عن المخلصين، وعمن لا يريد تطبيق القانون على الإرهابي والخائن؟! لكن رغم ذلك، نعلم تماماً بأنه كلام يقال وقت الألم ونتيجة الاستياء، لكن والله وبالله نقسم بأنه لو احتاج تراب البحرين لأبنائه ليهبوا له من جديد لما تردد من يحب هذا التراب ويفديه ليخرج مرة وثانية وثالثة.
اذكروا سندكم وقت الرخاء ووقت الهدوء ووقت عودة الحياة -نسبياً- لمسارها، ليذكروكم وقت الشدة، فما أضاع الأمم إلا طوابيرها الخامسة وانكسار المخلصين حينما يرون أنهم يتحولون لشعب وقت الطلب.
نقولها بكل أمانة وإخلاص وصدق، فلسنا ممن يرى البلد تحترق وشعبها يئن ثم يذهب لمجالس القيادة ليقول «الأمور طيبة، والجميع يشكرونكم على الإنجازات والنعم»!
لا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها، رغم أننا نتوسم كل الخير في قيادة هذا البلد.
- اتجاه معاكس..
والله الكلمات تعجز عن شكر الإمارات شعباً وقيادة، تعجز كل الجمل عن إيفاء الشهيد الإماراتي (والله هو بحريني في قلوبنا) حقه وهو الذي استشهد دفاعاً عن تراب البحرين.
من ذهب ليعزي أهلنا هناك في رأس الخيمة له كل الشكر والتقدير، سواء من ذهب بماله أو من ذهب مستفيداً من المبادرة الطيبة التي قدمتها الناقلة الوطنية «طيران الخليج». رحم الله الشهيد طارق الشحي وأسكنه فسيح جناته، ودمه دين في رقاب كل البحرينيين المخلصين.
إلا أن لي عتباً على من تكبد عناء السفر للتعزية، لكنه في المقابل لم يحرص على التواجد في تشييع شهداء الواجب من البحرينيين وعلى أرض البحرين. هؤلاء الشهداء ليسوا أول من توفي دفاعاً عن البلد وأمن أهله، الدين علينا أن تتحرك أقدامنا لتصلهم، لتصلي عليهم ولتشارك في الدفن والدعاء لهم عند قبورهم.
رحمهم الله جميعاً ونسأل أن يكونوا هم خاتمة أحزاننا على شهداء الواجب والوطن.