أرصد بعض الآراء سواء المكتوبة أو المنشورة، وأضيف عليها بعض التصريحات لمسؤولين في محافل هنا وهناك، أوفعاليات متناثرة، أواحتفالات وغيرها، ووسط هذا الرصد أبحث عن موقع المواطن من الإعراب، وبرغم أن وجوده في «أدنى الأولويات»، بالفعل لا بالتصريحات «لأنه في الكلام المواطن ما فوقه فوق»، أبحث عنه فأجد أن كثيراً ممن ينشر رأياً أو يطلق تصريحات يضع هذا المواطن وكأنه هو»الملام» على كل شيء وكأنه هو المسؤول عن فعل كل شيء!
لنبسط الكلام هنا، في فعالية هنا أو هناك، لهذه الجهة أو تلك، ستجدون حتماً من يتحــدث ويقول – كمثال - بأن الزمن الحالـــي فيه تحديات عديدة، وبناء على ذلك فإنه «يجب على المواطن» أن يفعل كذا وكذا وأن عليه مسؤولية كذا وكذا.
في تصريحات لكثير من المسؤولين لابد وأن نجد إشارة لهذا المواطن الذي يخيل لمن يلاحظ استخدام اسمه على الدوام وكأنه «سوبرمان» الذي يمكنه فعل كل شيء، بالتالي نجد بعضهم يقول بأن «المواطن عليه مسؤولية كذا وكذا»، وأن المواطن ينتظر منه «لعب دور مؤثر» في كذا وكذا وأن نشهد منه «حراكاً واجتهاداً» في سبيل كذا وكذا.
الفكرة هنا وحتى لا نطيل في سرد أمثلة، بأن المواطن اليوم هو الذي ينتظر منه كثير من المسؤولين في الدولة أن يقوم بالتغيير ويحدث الفارق وعبر ماذا؟ عبر اجتهادات منه، وهي للأسف اجتهادات يحولها بعض المتحدثين في جدلية «المواطن بين واجباته وحقوقه» وكأنها واجبات يجب على المواطن القيام بها وإلا تحول لمواطن مقصر ووطنيته منقوصة.
تخيلوا أن مسؤولي الدولة هم من ينتظرون من المواطن، لا والمواطن الذي ينتظر منهم، في معادلة مريضة ومقلوبة!
للأسف الشديد هذه ظاهرة سائدة اليوم، ولكم أن ترصدوا عدد التصريحات وكم المسؤولين الذين يمثلون الدولة، وهم بالتحديد موظفون فيها مهمتهم «خدمة» الوطن والمواطن، لكم أن ترصدوا عدد تصريحاتهم التي فيها يلبسون المواطن «العمة» ويحملونه حتى مسؤولية فشلهم هم كمسؤولين حينما يقولون «يجب على المواطن، يجب ويجب.. إلخ».
من يطالب المواطن اليوم بالقيام بأفعال واجتهادات، ومن يشدد على أن المواطنين مسؤولون اليوم عن تأسيس كيانات أو جمعيات أوأن يقوموا بأفعال في هذا الاتجاه أوذاك، هو من يفترض أولاً أن يخبر الناس بما قام به من جهد جهيد يخوله القول بأنه «أدى ما عليه على أكمل وجه» والآن حتى يؤتي عمله ثماره جاء دور المواطن! هو من يفترض أن يكون النموذج المثالي الذي لا يضاهيه أحد.
المصيبة أن هناك مسؤولين لا يقومون بأدنى شيء، وكثير منهم «فالحون» في الكــلام والتنظير، وكثير منهم لا يهمه الناس ولا تحقيق الرضا لديهم ولا الاهتمام حتى بسماع صوتهم وآرائهم، ويكملون خيبتهم فوق كل ذلك بإلقاء الكرة في ملعب الناس والتفلسف عليهم بالقول بأن الناس هم مسؤولون عن كذا وكذا. والله لا نقول إزاء ذلك سوى «عيب»!
نعم، على المواطن واجبات يؤديها لهذا الوطن، وأضع خطاً تحت كلمة «الوطن»، فواجبات المواطن لا يجب أن تؤدى لمسؤولين، ولا يجب أن تكون «مفصلة» حسب مزاج هذا المسؤول أوذاك، أولأن هذا الوزير أوغيره قال ذلك. لكن قبل أن نطالب المواطن بواجباته يا مسؤولي الدولة، وقبل أن يخرج أحد لينظر و«يتفلسف» عليه، فليقم هؤلاء المسؤولون بأداء أدوارهم بشكل صحيح، لأن نتاج أدائهم هو ما يعتبر تحقيقاً لـ«حقوق المواطن».
لكن أن «ينام» بعضهم، أو»يختفي» بعض آخر، ثم حينما تأتي الضربة في الرأس، ليخرج ويقول بأن المواطن عليه مسؤولية وأنه شريك، فهذا كلام «مأخوذ خيره»، وكلام يثبت فشلاً وغير أهلية ولا صلاحية، والناس بأنفسهم ملوا من هذه الشاكلة من المسؤولين الذين لا يتذكرون الناس إلا وقت الشدة، وحين الرخاء يدوسونهم ويتناسونهم.
لنبسط الكلام هنا، في فعالية هنا أو هناك، لهذه الجهة أو تلك، ستجدون حتماً من يتحــدث ويقول – كمثال - بأن الزمن الحالـــي فيه تحديات عديدة، وبناء على ذلك فإنه «يجب على المواطن» أن يفعل كذا وكذا وأن عليه مسؤولية كذا وكذا.
في تصريحات لكثير من المسؤولين لابد وأن نجد إشارة لهذا المواطن الذي يخيل لمن يلاحظ استخدام اسمه على الدوام وكأنه «سوبرمان» الذي يمكنه فعل كل شيء، بالتالي نجد بعضهم يقول بأن «المواطن عليه مسؤولية كذا وكذا»، وأن المواطن ينتظر منه «لعب دور مؤثر» في كذا وكذا وأن نشهد منه «حراكاً واجتهاداً» في سبيل كذا وكذا.
الفكرة هنا وحتى لا نطيل في سرد أمثلة، بأن المواطن اليوم هو الذي ينتظر منه كثير من المسؤولين في الدولة أن يقوم بالتغيير ويحدث الفارق وعبر ماذا؟ عبر اجتهادات منه، وهي للأسف اجتهادات يحولها بعض المتحدثين في جدلية «المواطن بين واجباته وحقوقه» وكأنها واجبات يجب على المواطن القيام بها وإلا تحول لمواطن مقصر ووطنيته منقوصة.
تخيلوا أن مسؤولي الدولة هم من ينتظرون من المواطن، لا والمواطن الذي ينتظر منهم، في معادلة مريضة ومقلوبة!
للأسف الشديد هذه ظاهرة سائدة اليوم، ولكم أن ترصدوا عدد التصريحات وكم المسؤولين الذين يمثلون الدولة، وهم بالتحديد موظفون فيها مهمتهم «خدمة» الوطن والمواطن، لكم أن ترصدوا عدد تصريحاتهم التي فيها يلبسون المواطن «العمة» ويحملونه حتى مسؤولية فشلهم هم كمسؤولين حينما يقولون «يجب على المواطن، يجب ويجب.. إلخ».
من يطالب المواطن اليوم بالقيام بأفعال واجتهادات، ومن يشدد على أن المواطنين مسؤولون اليوم عن تأسيس كيانات أو جمعيات أوأن يقوموا بأفعال في هذا الاتجاه أوذاك، هو من يفترض أولاً أن يخبر الناس بما قام به من جهد جهيد يخوله القول بأنه «أدى ما عليه على أكمل وجه» والآن حتى يؤتي عمله ثماره جاء دور المواطن! هو من يفترض أن يكون النموذج المثالي الذي لا يضاهيه أحد.
المصيبة أن هناك مسؤولين لا يقومون بأدنى شيء، وكثير منهم «فالحون» في الكــلام والتنظير، وكثير منهم لا يهمه الناس ولا تحقيق الرضا لديهم ولا الاهتمام حتى بسماع صوتهم وآرائهم، ويكملون خيبتهم فوق كل ذلك بإلقاء الكرة في ملعب الناس والتفلسف عليهم بالقول بأن الناس هم مسؤولون عن كذا وكذا. والله لا نقول إزاء ذلك سوى «عيب»!
نعم، على المواطن واجبات يؤديها لهذا الوطن، وأضع خطاً تحت كلمة «الوطن»، فواجبات المواطن لا يجب أن تؤدى لمسؤولين، ولا يجب أن تكون «مفصلة» حسب مزاج هذا المسؤول أوذاك، أولأن هذا الوزير أوغيره قال ذلك. لكن قبل أن نطالب المواطن بواجباته يا مسؤولي الدولة، وقبل أن يخرج أحد لينظر و«يتفلسف» عليه، فليقم هؤلاء المسؤولون بأداء أدوارهم بشكل صحيح، لأن نتاج أدائهم هو ما يعتبر تحقيقاً لـ«حقوق المواطن».
لكن أن «ينام» بعضهم، أو»يختفي» بعض آخر، ثم حينما تأتي الضربة في الرأس، ليخرج ويقول بأن المواطن عليه مسؤولية وأنه شريك، فهذا كلام «مأخوذ خيره»، وكلام يثبت فشلاً وغير أهلية ولا صلاحية، والناس بأنفسهم ملوا من هذه الشاكلة من المسؤولين الذين لا يتذكرون الناس إلا وقت الشدة، وحين الرخاء يدوسونهم ويتناسونهم.