كنت قد تلقيت دعوة كريمة من السيدة نوال الدوسري رئيسة نادي نور البحرين للتوستماسترز، لحضور فعالية الماراثون الخطابي الثاني للسيدات، حيث ألقت ثلة من الخطيبات الخليجيات خطبهن على خشبة المسرح بكل طلاقة وجرأة وإبداع. فعالية تذكرنا بتاريخ الخطيبات العربيات اللاتي كانت الصحراء تضج ببلاغتهن وفصاحتهن، فهل تعيد لنا نوادي الخطابة في المنطقة العربية ألق العربية الذي توارى خلف الظلال؟
التاريخ العربي، والقديم منه خاصة، هو تاريخ كللت فيه اللغة العربية بكافة فنونها التقدم الحضاري. ولم تكن اللغة العربية منفصلة عن باقي العلوم ولكنها تطورت بتطورها، واحتاجت العلوم المختلفة إلى تطوير اللغة لتتجاوب مع تطورها العلمي. وكان تقدم الشعر والنثر وجهاً أدبياً متقدماً ينسجم مع التقدم العلمي والازدهار الاقتصادي والتوسع الجغرافي للإمبراطورية العربية الإسلامية.
ومع انحدار الحضارة العربية صارت البلاغة ثرثرة واجتراراً للبلاغة القديمة وإعادة لاستهلاكها في أردية حديثة تكون رديئة أحياناً، ومع انطماس أي تطور حضاري للعرب في العصر الحديث تراجع استخدام العربية إلا في شكلها العامي، وصارت لغة تفاهم فقط، وتراجع الاهتمام بتعليمها وحفرها في أدمغة الطلبة ووجدانهم. واستدعى التصور الخاطئ لأفق سوق العمل تسويق اللغة الإنجليزية باعتبارها بوابة المستقبل ومفتاح كل المهن المرموقة.
وقد يبدو التصور السابق في كون اللغة الأجنبية جواز عبور نحو المهن المربحة صحيحاً إلى حد ما في المهن التجارية والهندسية والطبية. لكن باقي المهن تستدعي بالضرورة التعامل وظيفياً باللغة العربية، فالوظائف الحكومية تستخدم اللغة العربية في معاملاتها بنسبة 90%، ولكن بسبب ضعف لغة الموظفين العربية صار عندنا عدد غير قليل من الموظفين الحكوميين الذين لا يمتلكون مهارة إعداد تقارير باللغة العربية الصحيحة، وصار لدينا مسؤولون كثر لا يكتبون جملة عربية صحيحة، ولا يستطيعون إيصال أفكارهم بسلاسة وترتيب ومنطق في اجتماعاتهم أو توجيهاتهم!!
هل نحتاج إلى مراكز تنمي مهارات الخطابة والطلاقة وسلامة التعبير؟ نعم، نحتاج بكل تأكيد. فقضية اللغة العربية قضية هوية ومصير ومستقبل يعبر عن ذاته بذاته. فها هي أجيال تتخرج من مدارس خاصة وحكومية وهي لا تستطيع أن توصل أفكارها وقضاياها إلا باللغة الأجنبية. تحية لنادي نور البحرين للتوستماسترز. وتحية لكل من يعيد بعث اللغة العربية في أبهى خطبها زاهية متجلية.
التاريخ العربي، والقديم منه خاصة، هو تاريخ كللت فيه اللغة العربية بكافة فنونها التقدم الحضاري. ولم تكن اللغة العربية منفصلة عن باقي العلوم ولكنها تطورت بتطورها، واحتاجت العلوم المختلفة إلى تطوير اللغة لتتجاوب مع تطورها العلمي. وكان تقدم الشعر والنثر وجهاً أدبياً متقدماً ينسجم مع التقدم العلمي والازدهار الاقتصادي والتوسع الجغرافي للإمبراطورية العربية الإسلامية.
ومع انحدار الحضارة العربية صارت البلاغة ثرثرة واجتراراً للبلاغة القديمة وإعادة لاستهلاكها في أردية حديثة تكون رديئة أحياناً، ومع انطماس أي تطور حضاري للعرب في العصر الحديث تراجع استخدام العربية إلا في شكلها العامي، وصارت لغة تفاهم فقط، وتراجع الاهتمام بتعليمها وحفرها في أدمغة الطلبة ووجدانهم. واستدعى التصور الخاطئ لأفق سوق العمل تسويق اللغة الإنجليزية باعتبارها بوابة المستقبل ومفتاح كل المهن المرموقة.
وقد يبدو التصور السابق في كون اللغة الأجنبية جواز عبور نحو المهن المربحة صحيحاً إلى حد ما في المهن التجارية والهندسية والطبية. لكن باقي المهن تستدعي بالضرورة التعامل وظيفياً باللغة العربية، فالوظائف الحكومية تستخدم اللغة العربية في معاملاتها بنسبة 90%، ولكن بسبب ضعف لغة الموظفين العربية صار عندنا عدد غير قليل من الموظفين الحكوميين الذين لا يمتلكون مهارة إعداد تقارير باللغة العربية الصحيحة، وصار لدينا مسؤولون كثر لا يكتبون جملة عربية صحيحة، ولا يستطيعون إيصال أفكارهم بسلاسة وترتيب ومنطق في اجتماعاتهم أو توجيهاتهم!!
هل نحتاج إلى مراكز تنمي مهارات الخطابة والطلاقة وسلامة التعبير؟ نعم، نحتاج بكل تأكيد. فقضية اللغة العربية قضية هوية ومصير ومستقبل يعبر عن ذاته بذاته. فها هي أجيال تتخرج من مدارس خاصة وحكومية وهي لا تستطيع أن توصل أفكارها وقضاياها إلا باللغة الأجنبية. تحية لنادي نور البحرين للتوستماسترز. وتحية لكل من يعيد بعث اللغة العربية في أبهى خطبها زاهية متجلية.