نتائج الانتخابات الرئاسية في الدول العربية أصبحت معلومة مسبقاً، فالرئيس الذي تفرزه الانتخابات هو الرئيس السابق والحالي والقادم والراحل، بإذن الله، ذلك أن الرؤساء العرب لا يتنازلون عن ثوابتهم رغم كل ما يعتريهم!
تعرض العرب في التاريخ الحديث لمؤامرات عدة، لكن أخطرها وأكبرها تلك الانقلابات العسكرية التي أطاحت بالأنظمة الملكية واستبدلتها بأخرى جمهورية حولتها من دول آمنة ذات أنظمة مستقرة إلى أخرى ديكتاتورية مستبدة فأفقدت البلدان الأمان ودمرت اقتصادها، تحت شعارات التحرر ومحاربة الفساد والرجعية والقضاء على العمالة، حتى أصبح المواطن العربي في تلك الدول يضرب مثلاً بالعهد القديم الملكي إذا تحدث عن الخير والاستقرار والأمان والعدل، أي على مبدأ «إذا أصابك الهم تذكر يوم عرسك»، انقلابات جاءت برؤساء معظمهم عاش حياة صعبة فلما وصل إلى السلطة تغيرت حياته وتغيرت معها أهدافه فراح يبحث عن السبل الكفيلة ببقائه على كرسي الحكم لما تبقى من حياته بغض النظر عن شكل الكرسي، ثابت أم متحرك، فحكم كل منهم عشرين وثلاثين وأربعين سنة تغيرت خلالها أحوالهم النفسية والصحية والبدنية وتغيرت بلدانهم بتغيرهم، فإذا مرض مرض البلد وإذا شاخ شاخ البلد معه، فهو البلد والبلد هو، ويتمنى كل منهم في قرارة نفسه لو كان ملكاً لما واجه عناء التفنن في البقاء في السلطة، لكنه في الظاهر ينتقد الأنظمة الملكية، الفارق بين النظام الجمهوري والنظام الملكي في العالم العربي أن الأول إذا كبر الحاكم فيه وأقعده المرض توقف البلد وكثر فيه الفساد، أما النظام الملكي فرغم كل ما يعتري الحاكم من أمور بدنية وصحية لا يؤثر ذلك على مسيرة البلد فولي عهده يخلفه في مهامه، والمهام الأخرى موزعة على أفراد الأسرة الحاكمة وغيرهم من أبناء البلد والأمور مستقرة.
وليت الرؤساء العرب بقوا على تفننهم في إدارة الانتخابات بطريقة السماح للأموات رحمهم الله بانتخابهم، أو بإخراج الجماهير «قسراً» للمطالبة بترشحهم من جديد، أو بإجراء استفتاء على بقائهم في السلطة دون منافس وتكون النتيجة لصالحهم بنسبة 100%، لكنهم وصلوا إلى مرحلة بقائهم في الحكم وهم أموات كما فعل الطالباني الذي وضعته أمريكا رئيساً على العراق والذي مازال رئيساً للعراق بعد اختفائه أكثر من سنة وربما سيكون رئيساً في الانتخابات القادمة، ولا عجب أن يرشح رئيس مصاب بجلطة دماغية وسرطان ولا يقوى على الكلام والوقوف ويفوز فوزاً ساحقاً على منافسيه، فمن ميزات الرئيس العربي أنه يحكم قائماً فإن لم يستطع فقاعداً، فإن لم يستطع فمن حساب «سكايب» على جهاز لاب توب.
وجود الرئيس العربي على كرسي الرئاسة من أهم ثوابته ولن يتنازل أحدهم عن ثوابته، فحكمه رحلة تمتد من القصر إلى القبر وربما في حياة البرزخ.
{{ article.visit_count }}
تعرض العرب في التاريخ الحديث لمؤامرات عدة، لكن أخطرها وأكبرها تلك الانقلابات العسكرية التي أطاحت بالأنظمة الملكية واستبدلتها بأخرى جمهورية حولتها من دول آمنة ذات أنظمة مستقرة إلى أخرى ديكتاتورية مستبدة فأفقدت البلدان الأمان ودمرت اقتصادها، تحت شعارات التحرر ومحاربة الفساد والرجعية والقضاء على العمالة، حتى أصبح المواطن العربي في تلك الدول يضرب مثلاً بالعهد القديم الملكي إذا تحدث عن الخير والاستقرار والأمان والعدل، أي على مبدأ «إذا أصابك الهم تذكر يوم عرسك»، انقلابات جاءت برؤساء معظمهم عاش حياة صعبة فلما وصل إلى السلطة تغيرت حياته وتغيرت معها أهدافه فراح يبحث عن السبل الكفيلة ببقائه على كرسي الحكم لما تبقى من حياته بغض النظر عن شكل الكرسي، ثابت أم متحرك، فحكم كل منهم عشرين وثلاثين وأربعين سنة تغيرت خلالها أحوالهم النفسية والصحية والبدنية وتغيرت بلدانهم بتغيرهم، فإذا مرض مرض البلد وإذا شاخ شاخ البلد معه، فهو البلد والبلد هو، ويتمنى كل منهم في قرارة نفسه لو كان ملكاً لما واجه عناء التفنن في البقاء في السلطة، لكنه في الظاهر ينتقد الأنظمة الملكية، الفارق بين النظام الجمهوري والنظام الملكي في العالم العربي أن الأول إذا كبر الحاكم فيه وأقعده المرض توقف البلد وكثر فيه الفساد، أما النظام الملكي فرغم كل ما يعتري الحاكم من أمور بدنية وصحية لا يؤثر ذلك على مسيرة البلد فولي عهده يخلفه في مهامه، والمهام الأخرى موزعة على أفراد الأسرة الحاكمة وغيرهم من أبناء البلد والأمور مستقرة.
وليت الرؤساء العرب بقوا على تفننهم في إدارة الانتخابات بطريقة السماح للأموات رحمهم الله بانتخابهم، أو بإخراج الجماهير «قسراً» للمطالبة بترشحهم من جديد، أو بإجراء استفتاء على بقائهم في السلطة دون منافس وتكون النتيجة لصالحهم بنسبة 100%، لكنهم وصلوا إلى مرحلة بقائهم في الحكم وهم أموات كما فعل الطالباني الذي وضعته أمريكا رئيساً على العراق والذي مازال رئيساً للعراق بعد اختفائه أكثر من سنة وربما سيكون رئيساً في الانتخابات القادمة، ولا عجب أن يرشح رئيس مصاب بجلطة دماغية وسرطان ولا يقوى على الكلام والوقوف ويفوز فوزاً ساحقاً على منافسيه، فمن ميزات الرئيس العربي أنه يحكم قائماً فإن لم يستطع فقاعداً، فإن لم يستطع فمن حساب «سكايب» على جهاز لاب توب.
وجود الرئيس العربي على كرسي الرئاسة من أهم ثوابته ولن يتنازل أحدهم عن ثوابته، فحكمه رحلة تمتد من القصر إلى القبر وربما في حياة البرزخ.