بعيداً عن التحليل السياسي أو الأمني لما يحدث في البحرين من تصعيد أمني «نوعي» خطير جعل البحرين مركزاً خليجياً لتصنيع القنابل وتخريج خبراء التفخيخ والتفجير والاغتيالات. وبعيداً عن التحليل النفسي للشخصية البحرينية التي صارت مهددة بزيادة نسبة التشوهات النفسية الناتجة عن التآلف غير المسبوق مع أخبار الانفجارات ومسيرات التشييع والجنازات وصور الجثث الممزقة والمتفحمة والدماء المسفوكة على الإسفلت. بعيداً عن كل ذلك تبقى عدالة السماء أمضى في قضايانا ويبقى القانون الإلهي يمهل الظالمين ولا يهملهم.
كم عددهم الذين أصيبوا بجروح غائرة وهم يواجهون رجال الأمن في اشتباكات مفتعلة لا طائل من ورائها إلا بث الفوضى والقلاقل في البلاد؟ كم عدد الذين أصيبوا بحروق عميقة تركت تشوهات بالغة في أجسادهم أصيبوا بها وهم يرمون الزجاجات الحارقة على رجال الأمن أو يشعلون الإطارات في الشوارع أو يصابون في انفجار نتيجة خطأ تقني أثناء «تضبيط» القنابل؟ كم عدد الذين اشتدت المخاطر السابقة بهم وأدت إلى تفحم جثثهم أو تهشم أجسادهم وماتوا عوضاً عمن أرادوا قتلهم؟ أولئك، والجيوش الجرارة التي تقف خلفهم أو بجانبهم، صاروا يمثلون البحرين الشاذة التي لا نعرفها والتي نخاف أن نعتاد عليها.
هؤلاء القتلى كانوا يخططون لقتل غيرهم، وكانوا ينتظرون أن يروا مآتم غيرهم تنصب، فشاء الله أن ينصب ذووهم مآتمهم. هؤلاء كانوا يريدون لنساء قوم آخرين أن يترملوا ولأطفالهم أن يتيتموا فأرادت الحكمة الإلهية أن يتيتم أطفالهم وتترمل نساؤهم.
والعجب العجاب لمن ينبري في سرعة البرق ليلفق قصصاً خرافية حول مؤامرات أجهزة الدولة الأمنية في تدبير قتل هؤلاء وتأليف حكايات مركبة حول مسرح الجريمة المزعوم الذي شيدته وزارة الداخلية لتروج للعالم أن البحرين تواجه الإرهاب وأن البحرين تعاني من خلايا تخطط للاغتيالات وتصنع القنابل، ناشرين بين أتباعهم المضللين أن ذلك إنجاز تحلم الحكومة البحرينية بتحقيقه لتشويه صورة المعارضة فاقدة المشروع والرؤية والمشروعية!!
شيء واحد استطاعت فرق الموت والتلفيق الإرهابية في البحرين أن تسوقه لأتباعها الذين سقطوا صرعى بأيديهم قبل أن يغدروا بغيرهم، وهو تحرير (إفادة) الشهادة مدفوعة الأجر بالدماء التي يوزعونها على عناصرهم. وهذا شكل آخر من أشكال التشوه النفسي في البحرين. فثمة تجار موت في البحرين، وسماسرة قتل يطوفون بيننا ويشترون أرواح شبابنا ويبيعونها في حفلات التشييع التي يغلقون بها القرى والشوارع ثم يرصدون ضحاياها في قوائم الشهادة التي قد تتجاوز، إن طال بنا العهد، شهداء الثورة الجزائرية الذين سقطوا في مواجهة المحتل وفي مقاتلة الفرنسيين المغتصبين.
بأيديهم لا بأيدي غيرهم تنكشف جرائمهم، وبتدبيرهم لا بتدبير غيرهم ينالون جزاءهم. والنار التي يشعلونها في البحرين الجميلة صارت تحرق دورهم قبل أن تصل إلى شواطئ غيرهم. ونواياهم الخبيثة التي سولت لهم أن يطفئوا أنوار الأمن والأمل من حولنا سارت بهم إلى عتمة الجثث وظلمة القبور. فلا تستهزئوا بسلعة الأرواح التي صرتم تتداولونها، ولا تستخفوا بنعمة الحياة التي صرتم تهددوننا بها، ولا تبتزوا شعب البحرين المسالم بضعف الإجراءات الأمنية التي مازلنا نجهل لماذا وكيف تأخرت عن وقف التدهور الأمني الخطير في البلاد. فقد صرتم تواجهون عدالة السماء، وقد تحولتم إلى خصم للقوانين الإلهية فسيرينا الله فيكم عجائب صنعه.
{{ article.visit_count }}
كم عددهم الذين أصيبوا بجروح غائرة وهم يواجهون رجال الأمن في اشتباكات مفتعلة لا طائل من ورائها إلا بث الفوضى والقلاقل في البلاد؟ كم عدد الذين أصيبوا بحروق عميقة تركت تشوهات بالغة في أجسادهم أصيبوا بها وهم يرمون الزجاجات الحارقة على رجال الأمن أو يشعلون الإطارات في الشوارع أو يصابون في انفجار نتيجة خطأ تقني أثناء «تضبيط» القنابل؟ كم عدد الذين اشتدت المخاطر السابقة بهم وأدت إلى تفحم جثثهم أو تهشم أجسادهم وماتوا عوضاً عمن أرادوا قتلهم؟ أولئك، والجيوش الجرارة التي تقف خلفهم أو بجانبهم، صاروا يمثلون البحرين الشاذة التي لا نعرفها والتي نخاف أن نعتاد عليها.
هؤلاء القتلى كانوا يخططون لقتل غيرهم، وكانوا ينتظرون أن يروا مآتم غيرهم تنصب، فشاء الله أن ينصب ذووهم مآتمهم. هؤلاء كانوا يريدون لنساء قوم آخرين أن يترملوا ولأطفالهم أن يتيتموا فأرادت الحكمة الإلهية أن يتيتم أطفالهم وتترمل نساؤهم.
والعجب العجاب لمن ينبري في سرعة البرق ليلفق قصصاً خرافية حول مؤامرات أجهزة الدولة الأمنية في تدبير قتل هؤلاء وتأليف حكايات مركبة حول مسرح الجريمة المزعوم الذي شيدته وزارة الداخلية لتروج للعالم أن البحرين تواجه الإرهاب وأن البحرين تعاني من خلايا تخطط للاغتيالات وتصنع القنابل، ناشرين بين أتباعهم المضللين أن ذلك إنجاز تحلم الحكومة البحرينية بتحقيقه لتشويه صورة المعارضة فاقدة المشروع والرؤية والمشروعية!!
شيء واحد استطاعت فرق الموت والتلفيق الإرهابية في البحرين أن تسوقه لأتباعها الذين سقطوا صرعى بأيديهم قبل أن يغدروا بغيرهم، وهو تحرير (إفادة) الشهادة مدفوعة الأجر بالدماء التي يوزعونها على عناصرهم. وهذا شكل آخر من أشكال التشوه النفسي في البحرين. فثمة تجار موت في البحرين، وسماسرة قتل يطوفون بيننا ويشترون أرواح شبابنا ويبيعونها في حفلات التشييع التي يغلقون بها القرى والشوارع ثم يرصدون ضحاياها في قوائم الشهادة التي قد تتجاوز، إن طال بنا العهد، شهداء الثورة الجزائرية الذين سقطوا في مواجهة المحتل وفي مقاتلة الفرنسيين المغتصبين.
بأيديهم لا بأيدي غيرهم تنكشف جرائمهم، وبتدبيرهم لا بتدبير غيرهم ينالون جزاءهم. والنار التي يشعلونها في البحرين الجميلة صارت تحرق دورهم قبل أن تصل إلى شواطئ غيرهم. ونواياهم الخبيثة التي سولت لهم أن يطفئوا أنوار الأمن والأمل من حولنا سارت بهم إلى عتمة الجثث وظلمة القبور. فلا تستهزئوا بسلعة الأرواح التي صرتم تتداولونها، ولا تستخفوا بنعمة الحياة التي صرتم تهددوننا بها، ولا تبتزوا شعب البحرين المسالم بضعف الإجراءات الأمنية التي مازلنا نجهل لماذا وكيف تأخرت عن وقف التدهور الأمني الخطير في البلاد. فقد صرتم تواجهون عدالة السماء، وقد تحولتم إلى خصم للقوانين الإلهية فسيرينا الله فيكم عجائب صنعه.