كان لافتاً الخبر الذي نشر في الصحافة المحلية قبل نحو أسبوعين وملخصه أن العديد من أهالي المعامير قاموا بتنظيف ساحلها من الأوساخ العالقة فيه، وأن الكثيرين أبدوا رغبتهم في المشاركة في مشروع تنظيف الساحل، كما صرح الناشط البيئي جاسم آل عباس، الذي أكد وجود مبادرة لجذب الأهالي إلى حيث يمكنهم الاستمتاع بما سيتوفر من خدمات بعد تنظيف الساحل.
عمل طيب ينبغي تشجيعه ودعمه من قبل كافة الجهات ذات العلاقة، فهو عمل موجب من شأنه أن يصرف من تعلق بنقيضه عما ظل يشغلهم فينفعوا أنفسهم وقريتهم ووطنهم ويفعلوا شيئاً مفيداً ينسب إليهم.
مبادرات كهذه مطلوبة في كل القرى والمدن، دون أن يعني هذا أن الدولة ليست مسؤولة عن هكذا أعمال وخدمات، حيث الفكرة هي تحريك المياه الراكدة بدل الجأر بالشكوى والصراخ و«التحلطم» وبدل التخريب الذي لا يتضرر منه سوى أهالي القرى أنفسهم. مبادرات كهذه من شأنها أن تحرك مختلف الجهات ذات العلاقة لتقوم بواجبها، فليس معقولاً مثلاً أن تكتفي البلديات بالتفرج على من يقوم بتنظيف الساحل الذي هو من مسؤولياتها حيث ستجد نفسها تلقائياً وقد شاركت في العملية واستردت دورها القيادي فيها، والأمر نفسه فيما يخص الوزارات الأخرى ذات العلاقة.
ما قام به بعض أهالي المعامير يدخل في باب الأفكار المبدعة، وهو عمل بإمكان أهالي القرى الأخرى القيام به والإتيان بأفكار إبداعية أخرى تعود بالنفع عليهم وعلى قراهم. لكن هذا وغيره لا يمكن أن يتحقق لو استمروا في تضييع وقتهم في ممارسات تشغل الدولة عن القيام بواجبها والتزاماتها تجاه قراهم (هذه رسالة ينبغي أن تصل إلى الجمعيات السياسية وكل من اعتبر نفسه منضوياً تحت لواء السياسة).
إن الوقت الذي يصرفونه حالياً في الخروج في مسيرات والقيام بأعمال التخريب التي يتضررون منها هم قبل غيرهم ينبغي أن يصرفوه في الوصول إلى الأفكار التي لو تم تنفيذها لقدموا لأهاليهم ولقراهم ما يستحقون عليه الشكر والتقدير، فهو مليون مرة أفضل من صرفه في تلك الممارسات التي لا تجلب لهم سوى الأذى وسوى مزيد من العزلة عن الشركاء في الوطن.
كان كلاوديو باناتا، وهو فنان إيطالي ومصمم جرافيك محترف زار البحرين أخيراً ونزل بأحد الفنادق القريبة من مركز البحرين للمعارض، كان قد لاحظ -حسب الخبر الذي نشرته إحدى الصحف الزميلة- وجود صعوبة في الحصول على سيارة أجرة في تلك المنطقة، وأن انتقاله من الفندق إلى منطقة السيف يستغرق على الأقل نصف ساعة. باناتا شغل نفسه بهذا الموضوع الذي اعتبره مشكلة وتوصل بالتعاون مع الفنان البحريني صلاح بوشهري إلى تصميم جسر للمشاة من شأنه أن يتيح لزائري البلاد ممن يرتادون مركز البحرين للمعارض فرصة الانتقال إلى السيف بسهولة ويسر، في زمن قد لا يزيد عن خمس دقائق. أما الجسر المقترح فيحتوي أيضاً من الجماليات التي تجذب السياح وقد يتحول إلى معلم يقصدونه ذات يوم.
مثل هذه الفكرة نبعت عن حاجة لمسها الفنان وصاحبه ولم يتأخرا عن تقديم ما يعين على حل المشكلة التي لمساها. مثل باناتا وبوشهري يوجد في قرى البحرين المئات، إن لم نقل الآلاف، الذين يمكنهم الوصول إلى الأفكار الإبداعية التي من شأنها أن تحول قراهم إلى أماكن تغري الجميع لزيارتها والتعرف عليها.
ثلاثة خطوط لو تم السير فيها في آن لتحولت قرى البحرين إلى جنات، الأول هو التوقف عن تلك الممارسات التي لن توصل إلى أي مفيد ولن تغير من موقف الدولة، والثاني الانشغال بالتفكير الإبداعي والعمل الإيجابي من قبل أهالي القرى، والثالث التشجيع والدعم الحكومي لتحويل الأفكار الجميلة إلى واقع أجمل.
عمل طيب ينبغي تشجيعه ودعمه من قبل كافة الجهات ذات العلاقة، فهو عمل موجب من شأنه أن يصرف من تعلق بنقيضه عما ظل يشغلهم فينفعوا أنفسهم وقريتهم ووطنهم ويفعلوا شيئاً مفيداً ينسب إليهم.
مبادرات كهذه مطلوبة في كل القرى والمدن، دون أن يعني هذا أن الدولة ليست مسؤولة عن هكذا أعمال وخدمات، حيث الفكرة هي تحريك المياه الراكدة بدل الجأر بالشكوى والصراخ و«التحلطم» وبدل التخريب الذي لا يتضرر منه سوى أهالي القرى أنفسهم. مبادرات كهذه من شأنها أن تحرك مختلف الجهات ذات العلاقة لتقوم بواجبها، فليس معقولاً مثلاً أن تكتفي البلديات بالتفرج على من يقوم بتنظيف الساحل الذي هو من مسؤولياتها حيث ستجد نفسها تلقائياً وقد شاركت في العملية واستردت دورها القيادي فيها، والأمر نفسه فيما يخص الوزارات الأخرى ذات العلاقة.
ما قام به بعض أهالي المعامير يدخل في باب الأفكار المبدعة، وهو عمل بإمكان أهالي القرى الأخرى القيام به والإتيان بأفكار إبداعية أخرى تعود بالنفع عليهم وعلى قراهم. لكن هذا وغيره لا يمكن أن يتحقق لو استمروا في تضييع وقتهم في ممارسات تشغل الدولة عن القيام بواجبها والتزاماتها تجاه قراهم (هذه رسالة ينبغي أن تصل إلى الجمعيات السياسية وكل من اعتبر نفسه منضوياً تحت لواء السياسة).
إن الوقت الذي يصرفونه حالياً في الخروج في مسيرات والقيام بأعمال التخريب التي يتضررون منها هم قبل غيرهم ينبغي أن يصرفوه في الوصول إلى الأفكار التي لو تم تنفيذها لقدموا لأهاليهم ولقراهم ما يستحقون عليه الشكر والتقدير، فهو مليون مرة أفضل من صرفه في تلك الممارسات التي لا تجلب لهم سوى الأذى وسوى مزيد من العزلة عن الشركاء في الوطن.
كان كلاوديو باناتا، وهو فنان إيطالي ومصمم جرافيك محترف زار البحرين أخيراً ونزل بأحد الفنادق القريبة من مركز البحرين للمعارض، كان قد لاحظ -حسب الخبر الذي نشرته إحدى الصحف الزميلة- وجود صعوبة في الحصول على سيارة أجرة في تلك المنطقة، وأن انتقاله من الفندق إلى منطقة السيف يستغرق على الأقل نصف ساعة. باناتا شغل نفسه بهذا الموضوع الذي اعتبره مشكلة وتوصل بالتعاون مع الفنان البحريني صلاح بوشهري إلى تصميم جسر للمشاة من شأنه أن يتيح لزائري البلاد ممن يرتادون مركز البحرين للمعارض فرصة الانتقال إلى السيف بسهولة ويسر، في زمن قد لا يزيد عن خمس دقائق. أما الجسر المقترح فيحتوي أيضاً من الجماليات التي تجذب السياح وقد يتحول إلى معلم يقصدونه ذات يوم.
مثل هذه الفكرة نبعت عن حاجة لمسها الفنان وصاحبه ولم يتأخرا عن تقديم ما يعين على حل المشكلة التي لمساها. مثل باناتا وبوشهري يوجد في قرى البحرين المئات، إن لم نقل الآلاف، الذين يمكنهم الوصول إلى الأفكار الإبداعية التي من شأنها أن تحول قراهم إلى أماكن تغري الجميع لزيارتها والتعرف عليها.
ثلاثة خطوط لو تم السير فيها في آن لتحولت قرى البحرين إلى جنات، الأول هو التوقف عن تلك الممارسات التي لن توصل إلى أي مفيد ولن تغير من موقف الدولة، والثاني الانشغال بالتفكير الإبداعي والعمل الإيجابي من قبل أهالي القرى، والثالث التشجيع والدعم الحكومي لتحويل الأفكار الجميلة إلى واقع أجمل.