من تابع تصريحات إحدى الجماعات السياسية وتغريدات المنتمين إليها والمحسوبين عليها في الداخل والخارج وتعليقاتهم الساخرة والأخبــــار التي «عمموها» على الفضائيــــات المساندة لهم في الأيام التي هطلت فيها الأمطار أخيراً؛ يعتقد أنهم يتحدثون عن أفقر دولة في العالم قبل مائة عام، وليس عن البحرين التي هي اليوم قاب قوسين أو أدنى من الإفلات من مجموعة دول العالم الثالث.
منذ اللحظة الأولى التي هطلت فيها الأمطار بدأت الماكينة الإعلامية لهؤلاء العمل ضد الحكومة بطريقة التهويل والتضخيم والمبالغة، بغية التقليل من شأن إنجازاتها وتثبيت اتهامات الفساد عليها، وبغية توصيل رسالة إلى الخارج مفادها أن الحكومة تركت دورها في تقديم الخدمات المتطورة لمواطنيها، وصرفت الأموال في شراء الأسلحة ومسيلات الدموع وفي تحسين صورتها أمام العالم.
كل ما قيل ويقال هذه الأيام وما سيقال مع كل قطرة مطر تنزل هو لتحقيق هذا الغرض والدفع في هذا الاتجاه، فما فعلته الحكومة طوال السنوات الماضية وما حققته من إنجازات كبيرة يشهد لها الداني والقاصي بالتميز هو صفر على الشمال طالما أن الأمطار تجمعت في بعض الطرقات، وطالما أن بعض البيوت «خرّت» وطالما أن شيئاً ما «تبلل»! والأهم طالما أن مقاليد الأمور في يدها وليست في يد.. غيرها!
ما قيل عن الأمطار وما نتج عنها من مشكلات فيه جزء من الحقيقة، هو ذلك المتعلق بأن آثار الأمطار كان ينبغي أن تكون أقل وأن الاستعدادات لموسم الأمطار كان ينبغي أن تكون أبكر وأن المقاولين الذين نفذوا بعض المشروعات و«كلوتوا» الشغل المطلوب منهم ينبغي محاسبتهم. كل هذا صحيح، ويجب أن يقال، بل يجب أن تنتقد الحكومة لوجود هذا التقصير وهذه الأخطاء، لكن ما لا يجب أن يحدث هو هذا الخلط المسيء بين الأمطار ومشكلاتها والسياسة، وتوظيف هذه الأخطاء للإساءة إلى الدولة والتقليل من شأن الحكومة وإنجازاتها.
التقصير والأخطاء وبعضها كبير أمور لا يمكن لأحد أن ينكرها، ولكن هذا لا يعني أن الحكومة مقصرة بدرجة مائة في المائة وأنها غير مهتمة بالمواطنين ومصالحهم وحياتهم وغير هذه من اتهامات تم توجيهها لذلك الغرض الذي بات مكشوفاً.
سؤال لهؤلاء وغيرهم ممن يدفعون في ذلك الاتجاه السلبي؛ هو لماذا لم تخصص هذه الجماعات جزءًا من الوقت والطاقة التي تصرفها أدواتها المنفذة في «العمليات الميدانية» وتتسبب في تعطيل حياة الناس لخدمة القرى التي تقول إنها تعمل من أجلها ومساعدة الأهالي في إصلاح سقوف منازلهم كي تحميهم من المطر؟ أوليس هذا أجدر من عمليات التخريب التي ظلوا يقومون بها على مدى ثلاث سنوات؟
نعم؛ الحكومة مسؤولة عن توفير الخدمات وتطويرها ومسؤولة عن أي أخطاء وعن كل تقصير، لكن هذا لا يخلي الجهات الأخرى من المسؤولية.
ما حدث هو أن هذه الجماعات الداخلة في السياسة عنوة اعتبرت الأمطار فرصة ربما لا تتكرر فاستغلتها للطعن في أداء الحكومة والتقليل من إنجازاتها و«إثبات» أن ما تقوله عنها دائماً صحيحاً. ما حدث هو أن هذه الجماعات خلطت الأمطار التي لا بد أن «تبلل» من تسقط عليه بالسياسة، تماماً مثلما خلطت قبل قليل عزاء الحسين بالسياسة وستخلط بعد قليل أموراً أخرى بها. وما حدث هو أنها اعتبرت الحكومة مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة، وبالتالي فإن غير الحكومة بريء من كل فعل وخطأ مهما كان كبيراً.
أبسط دليل على محاولة هذه الجهات الاستفادة من الأمطار لخدمة برامجها السياسية أفلام الفيديو القصيرة التي تم تداولها بتشف وتظهر تجمع المياه في بعض الساحات والشوارع، رغم أن هذه المشاهد تعتبر عادية في الدول التي تأتيها الأمطار «في السنة احسنة»!
{{ article.visit_count }}
منذ اللحظة الأولى التي هطلت فيها الأمطار بدأت الماكينة الإعلامية لهؤلاء العمل ضد الحكومة بطريقة التهويل والتضخيم والمبالغة، بغية التقليل من شأن إنجازاتها وتثبيت اتهامات الفساد عليها، وبغية توصيل رسالة إلى الخارج مفادها أن الحكومة تركت دورها في تقديم الخدمات المتطورة لمواطنيها، وصرفت الأموال في شراء الأسلحة ومسيلات الدموع وفي تحسين صورتها أمام العالم.
كل ما قيل ويقال هذه الأيام وما سيقال مع كل قطرة مطر تنزل هو لتحقيق هذا الغرض والدفع في هذا الاتجاه، فما فعلته الحكومة طوال السنوات الماضية وما حققته من إنجازات كبيرة يشهد لها الداني والقاصي بالتميز هو صفر على الشمال طالما أن الأمطار تجمعت في بعض الطرقات، وطالما أن بعض البيوت «خرّت» وطالما أن شيئاً ما «تبلل»! والأهم طالما أن مقاليد الأمور في يدها وليست في يد.. غيرها!
ما قيل عن الأمطار وما نتج عنها من مشكلات فيه جزء من الحقيقة، هو ذلك المتعلق بأن آثار الأمطار كان ينبغي أن تكون أقل وأن الاستعدادات لموسم الأمطار كان ينبغي أن تكون أبكر وأن المقاولين الذين نفذوا بعض المشروعات و«كلوتوا» الشغل المطلوب منهم ينبغي محاسبتهم. كل هذا صحيح، ويجب أن يقال، بل يجب أن تنتقد الحكومة لوجود هذا التقصير وهذه الأخطاء، لكن ما لا يجب أن يحدث هو هذا الخلط المسيء بين الأمطار ومشكلاتها والسياسة، وتوظيف هذه الأخطاء للإساءة إلى الدولة والتقليل من شأن الحكومة وإنجازاتها.
التقصير والأخطاء وبعضها كبير أمور لا يمكن لأحد أن ينكرها، ولكن هذا لا يعني أن الحكومة مقصرة بدرجة مائة في المائة وأنها غير مهتمة بالمواطنين ومصالحهم وحياتهم وغير هذه من اتهامات تم توجيهها لذلك الغرض الذي بات مكشوفاً.
سؤال لهؤلاء وغيرهم ممن يدفعون في ذلك الاتجاه السلبي؛ هو لماذا لم تخصص هذه الجماعات جزءًا من الوقت والطاقة التي تصرفها أدواتها المنفذة في «العمليات الميدانية» وتتسبب في تعطيل حياة الناس لخدمة القرى التي تقول إنها تعمل من أجلها ومساعدة الأهالي في إصلاح سقوف منازلهم كي تحميهم من المطر؟ أوليس هذا أجدر من عمليات التخريب التي ظلوا يقومون بها على مدى ثلاث سنوات؟
نعم؛ الحكومة مسؤولة عن توفير الخدمات وتطويرها ومسؤولة عن أي أخطاء وعن كل تقصير، لكن هذا لا يخلي الجهات الأخرى من المسؤولية.
ما حدث هو أن هذه الجماعات الداخلة في السياسة عنوة اعتبرت الأمطار فرصة ربما لا تتكرر فاستغلتها للطعن في أداء الحكومة والتقليل من إنجازاتها و«إثبات» أن ما تقوله عنها دائماً صحيحاً. ما حدث هو أن هذه الجماعات خلطت الأمطار التي لا بد أن «تبلل» من تسقط عليه بالسياسة، تماماً مثلما خلطت قبل قليل عزاء الحسين بالسياسة وستخلط بعد قليل أموراً أخرى بها. وما حدث هو أنها اعتبرت الحكومة مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة، وبالتالي فإن غير الحكومة بريء من كل فعل وخطأ مهما كان كبيراً.
أبسط دليل على محاولة هذه الجهات الاستفادة من الأمطار لخدمة برامجها السياسية أفلام الفيديو القصيرة التي تم تداولها بتشف وتظهر تجمع المياه في بعض الساحات والشوارع، رغم أن هذه المشاهد تعتبر عادية في الدول التي تأتيها الأمطار «في السنة احسنة»!