نشرت الصحف قبل أيام الخبر التالي: «تواجه الفنانة اللبنانية إليسا، موجة هجوم شديدة من اللبنانيين بسبب تعليقها على الانفجارين اللذين وقعا في منطقة بئر حسن، بالضاحية الجنوبية لبيروت وأديا إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى».
وجاء في تفاصيله أنه في الوقت الذي أدان فيه معظم الفنانين اللبنانيين ما حدث ونعوا ضحاياه؛ قامت إليسا بتبني إحدى العبارات التي كتبها أحد المنتجين في محطة MTV، حملت فيها مسؤولية ما حصل لحزب الله بطريقة غير مباشرة، حيث قال التصريح: «حزب الله يقاتل في سوريا، والأبرياء في لبنان يضرسون «it s sooo sad». وفور تبني إليسا لهذا التصريح، انهالت عليها الانتقادات؛ فهل أخطأت إليسا؟
للوهلة الأولى نعم أخطأت، خصوصاً أن معظم الفنانين اللبنانيين أدانوا الحادث ونعوا ضحاياه، لكنها في واقع الأمر لم تخطئ، فما قالته حقيقة ينبغي عدم الفرار منها، ذلك أن كل ما يحدث في لبنان الآن يدخل في باب رد الفعل والانتقام بسبب دور حزب الله في سوريا، ولولا تدخل حزب الله في سوريا ووقوفه إلى جانب النظام هناك بالفعل وبالمشاركة في القتال لما حدث كل هذا الذي لايزال يحدث في لبنان. أما ما زاد الطين بلة فهو تصريح أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله في خطابه يوم العاشر من محرم بأن حزب الله سيظل مستمراً في موقفه وفي فعله في سوريا. هذا يعني باختصار أن إليسا لم تخطئ وأن ما صار يضرسه الأبرياء في لبنان سببه حزب الله الذي يقاتل في سوريا.. عيني عينك.
ما قالته إليسا وقاله قبلها ذلك المنتج قاله ويقوله كثيرون ممن ينظرون إلى الأمور بواقعية وبموضوعية، فما يحدث في لبنان هو نتيجة منطقية لمشاركة حزب الله في القتال في سوريا، وبما أن لبنان ساحة مفتوحة وهو مخترق دائماً لذا فإن عمليات انتقامية يتوقع أن تنفذ يومياً بل في كل لحظة.
ما حدث هو أن حزب الله ساعد بمشاركته في القتال، خصوصاً في الفترة الأخيرة في تقوية نظام بشار الأسد وجعل دفة الحرب في صالحه، وما حدث هو أن حزب الله صار يتباهى ويفخر بإنجازات مقاتليه وبوقوفه إلى جانب نظام بشار الأسد الذي تبين أنه مدعوم من إيران بقوة. ولكن ألم يتوقع حزب الله ردود الأفعال ومحاولات الانتقام وانتقال بعض مشاهد القتال في سوريا إلى لبنان؟
الأكيد أنه توقع هذا الأمر، ومن الطبيعي ألا يكون غافلاً عن أمر كهذا، والدليل هو أنه رفع منذ عدة أشهر من مستوى التدابير الأمنية الاستثنائية في بيروت وفي الضاحية الجنوبية بشكل خاص فزادت نقاط التفتيش المشددة وزادت عمليات المراقبة الدقيقة.
لكن كل هذا لا يجدي طالما أن لبنان مخترق وطالما أن لدى الآخر السبب الذي يدفعه لتنفيذ العمليات الانتقامية في لبنان والتي صارت حقاً مكتسباً له. والواقع يؤكد أنه لا يمكن أن تبقى الحياة في لبنان طبيعية وهادئة ومستقرة بينما القتال مستعر في سوريا وبمشاركة قوية ومعلنة من حزب الله اللبناني.
المعلومات التي رشحت عن الشخصين اللذين نفذا التفجيرين بالقرب من السفارة الإيرانية في بيروت أنهما لبنانيان تابعان للقاعدة، أي أنهما من سنة لبنان، هذا يعني باختصار أن تدخل حزب الله في سوريا يمكن أن يتسبب في حرب طائفية جديدة في لبنان تزيد من مساحة الحرب المشتعلة الآن في سوريا وتشعل المنطقة بأكملها.
السبب الحقيقي وراء زعل حزب الله من إليسا هو أنه فهم من كلامها أنها أرادت أن تقول إن هذا الحزب لا يهمه الضحايا من اللبنانيين طالما أنهم ليسوا من جنوده.