جاء بيان مجلس الوزراء المصري بشأن اعتبار التنظيم الإخواني تنظيماً إرهابياً، تتويجاً للبيان الأول ضد الجماعة الذي أصدره مؤسسها حسن البنا حين واجه بنفسه إرهاب جماعته وأعلن أن هؤلاء ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين، وحين استشعر النتيجة الخطيرة للتنظيم السري الذي أشرف بنفسه على تأسيسه فقال قولته المشهورة في خواتيم أيامه: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت لعدت معلماً كما بدأت».
القضية ليست خصومة أيديولوجية مع فصيل سياسي مثل جماعة الإخوان، لكن من يقرأ خارطة الوطن العربي يرى بوضوح أنه يواجه موجة إرهاب خطيرة تتسع يوماً بعد يوم وتتستر خلف الإسلام. وأن معظم التلوينات الحركية / الدينية التي تقود موجة الإرهاب خرجت من عباءة (فكر) الإخوان، ومن فكر سيد قطب تحديداً. ويعكف العديد من الباحثين المصريين اليوم، على دراسة أفكار حسن البنا ومقولاته التي أشار بعضهم إلى أنها تحمل النواة الأولى للفكر الإقصائي المتعصب وخصوصاً في نظرته للآخر، وفي بنائه لمفهوم الدعوة ومفهوم المسلم في رسائله وخطبه. يكفي أن نورد مثالاً أن الأب المؤسس لتنظيم القاعدة الذي انتشرت أذرعه في الوطن العربي هو الشيخ عبدالله عزام وهو أحد تلامذة سيد قطب الذي كفر المجتمع بأسره واعتبره يعيش جاهلية أسوأ من الجاهلية الأولى.
وربما ليس من الحكمة معاملة إخوان الخليج والحكم عليهم بمثل إخوان مصر؛ إذ إن الحراك والواقع السياسي في الخليج يختلف عن مصر، لكن هذا لا يعفي دول الخليج من تحمل مسؤوليتها تجاه قضية الإرهاب في الوطن العربي، وهي القضية التي أتوقع أن تصير القضية المركزية للأمن القومي العربي، فأعضاء الجماعات الجهادية التكفيرية من أبناء دول الخليج العربي ليست بقليلة، والكم الغفير من الأموال المتدفقة لتلك الجماعات هي، في غالبها، أموال خليجية؛ لذلك فإن الإعلان العربي (المحتمل) لمكافحة الإرهاب سيكون لدول الخليج الدور الأكبر فيه.
ويبدأ دور دول الخليج في مكافحة الإرهاب في ضبط الخطاب الديني، ومراقبة مراكز التعليم الديني (الخاصة) التي يدير بعضها متوسطي التعليم الحافظين لبعض كتيبات التراث الديني، التي تخرج أحياناً طلبة علم منفصلين عن واقعهم وعن حركة الاجتهاد في البحث الشرعي، وينتمي بعضهم إلى فكر القرون الوسطى، وهذا ما أدى إلى شيوع بعض الأفكار التي تحولت إلى عقائد تستباح لأجلها دماء المسلمين. ففي الحرب ضد أفغانستان كانت بعض تلك الجماعات تقيم حد الردة على المتطوع للجهاد إذا لم يؤمن بكفر بعض الحكام العرب!! ثم صارت القاعدة تقتل مئات المسلمين لأن الأمريكان يتمترسون بينهم، ثم صارت تقتل المسلمين الشيعة بحجة أنهم روافض تابعون للنظام المجوسي في إيران، وتقتل المسيحيين لتطهير جزيرة العرب من غير المسلمين، ثم صارت تقتل عناصر الجيش المصري وأفراد الأمن المصري باعتبارهم أسقطوا النظام الإسلامي الشرعي في مصر، وقتلت المسلمين في مستشفى العرضي العسكري باليمن باعتبارهم وسط وزارة الدفاع التي تقتل في مسلمي القاعدة... وهلم جر. إن محاربة ظاهرة اختراع مبررات القتل (الشرعي) تستدعي مراقبة مصادر التعليم التي تغرس تلك الأفكار التي تستبيح الدم باسم الدين والجهاد.
ومصادر التمويل المادي لا تقل خطراً عن مصادر التمويل الفكري. فقد آن الأوان لتقف الحكومات الخليجية وقفة صرامة مع الأموال التي تجمع في الخليج لجماعات دينية عديدة ثبت مؤخراً أن لها انتماءات سياسية. فعلى الرغم من الأموال الطائلة التي جمعت لإغاثة اللاجئين السوريين إلا أن حال مخيم الزعتري لم يتغير ومازالت الأولوية لجمع البطانيات في الشتاء؟!! فأين ذهبت أموال المسلمين من زكوات وصدقات وتبرعات؟ من يراقب الجهات الجامعة للأموال وكيف تصرفها؟ في المقابل تزداد الأموال الموجهة للمقاتلين في سوريا وليبيا وأفغانستان واليمن، ويزداد عدد المتدربين الملتحقين بتلك الجماعات وتزاد أسلحتهم وقوتهم فيزيد بأسهم في قتل المسلمين!! فهل تتسرب أموال الإغاثة إلى الجماعات الإرهابية؟ هل تتحول أموال غذاء وكساء الفقراء إلى شراء الأسلحة وتدريب المقاتلين في تلك البقاع؟ إنه سؤال الإرهاب الكبير الذي على دول الخليج تتبعه؟
الإرهاب ليس محصوراً في تنظيم الإخوان في مصر وإن كان هو من تصدر واجهته السياسية وأعلن عن نيته إحراق مصر وتفتيت جيشها وتشريد مسيحييها إن تم التعرض لحكمهم، لكنه أصبح قضية أمنية عربية، وأصبح الإسلام غطاء للإرهاب الذي تجمع باسمه الأموال وتبرر بتوجيه آياته قتل الأرواح البريئة. إرهاب المتأسلمين هو معركة السنوات القادمة فأعدوا له ما استطعتم من فكر ووعي واصمدوا أمام موجات التكفير العاتية.
القضية ليست خصومة أيديولوجية مع فصيل سياسي مثل جماعة الإخوان، لكن من يقرأ خارطة الوطن العربي يرى بوضوح أنه يواجه موجة إرهاب خطيرة تتسع يوماً بعد يوم وتتستر خلف الإسلام. وأن معظم التلوينات الحركية / الدينية التي تقود موجة الإرهاب خرجت من عباءة (فكر) الإخوان، ومن فكر سيد قطب تحديداً. ويعكف العديد من الباحثين المصريين اليوم، على دراسة أفكار حسن البنا ومقولاته التي أشار بعضهم إلى أنها تحمل النواة الأولى للفكر الإقصائي المتعصب وخصوصاً في نظرته للآخر، وفي بنائه لمفهوم الدعوة ومفهوم المسلم في رسائله وخطبه. يكفي أن نورد مثالاً أن الأب المؤسس لتنظيم القاعدة الذي انتشرت أذرعه في الوطن العربي هو الشيخ عبدالله عزام وهو أحد تلامذة سيد قطب الذي كفر المجتمع بأسره واعتبره يعيش جاهلية أسوأ من الجاهلية الأولى.
وربما ليس من الحكمة معاملة إخوان الخليج والحكم عليهم بمثل إخوان مصر؛ إذ إن الحراك والواقع السياسي في الخليج يختلف عن مصر، لكن هذا لا يعفي دول الخليج من تحمل مسؤوليتها تجاه قضية الإرهاب في الوطن العربي، وهي القضية التي أتوقع أن تصير القضية المركزية للأمن القومي العربي، فأعضاء الجماعات الجهادية التكفيرية من أبناء دول الخليج العربي ليست بقليلة، والكم الغفير من الأموال المتدفقة لتلك الجماعات هي، في غالبها، أموال خليجية؛ لذلك فإن الإعلان العربي (المحتمل) لمكافحة الإرهاب سيكون لدول الخليج الدور الأكبر فيه.
ويبدأ دور دول الخليج في مكافحة الإرهاب في ضبط الخطاب الديني، ومراقبة مراكز التعليم الديني (الخاصة) التي يدير بعضها متوسطي التعليم الحافظين لبعض كتيبات التراث الديني، التي تخرج أحياناً طلبة علم منفصلين عن واقعهم وعن حركة الاجتهاد في البحث الشرعي، وينتمي بعضهم إلى فكر القرون الوسطى، وهذا ما أدى إلى شيوع بعض الأفكار التي تحولت إلى عقائد تستباح لأجلها دماء المسلمين. ففي الحرب ضد أفغانستان كانت بعض تلك الجماعات تقيم حد الردة على المتطوع للجهاد إذا لم يؤمن بكفر بعض الحكام العرب!! ثم صارت القاعدة تقتل مئات المسلمين لأن الأمريكان يتمترسون بينهم، ثم صارت تقتل المسلمين الشيعة بحجة أنهم روافض تابعون للنظام المجوسي في إيران، وتقتل المسيحيين لتطهير جزيرة العرب من غير المسلمين، ثم صارت تقتل عناصر الجيش المصري وأفراد الأمن المصري باعتبارهم أسقطوا النظام الإسلامي الشرعي في مصر، وقتلت المسلمين في مستشفى العرضي العسكري باليمن باعتبارهم وسط وزارة الدفاع التي تقتل في مسلمي القاعدة... وهلم جر. إن محاربة ظاهرة اختراع مبررات القتل (الشرعي) تستدعي مراقبة مصادر التعليم التي تغرس تلك الأفكار التي تستبيح الدم باسم الدين والجهاد.
ومصادر التمويل المادي لا تقل خطراً عن مصادر التمويل الفكري. فقد آن الأوان لتقف الحكومات الخليجية وقفة صرامة مع الأموال التي تجمع في الخليج لجماعات دينية عديدة ثبت مؤخراً أن لها انتماءات سياسية. فعلى الرغم من الأموال الطائلة التي جمعت لإغاثة اللاجئين السوريين إلا أن حال مخيم الزعتري لم يتغير ومازالت الأولوية لجمع البطانيات في الشتاء؟!! فأين ذهبت أموال المسلمين من زكوات وصدقات وتبرعات؟ من يراقب الجهات الجامعة للأموال وكيف تصرفها؟ في المقابل تزداد الأموال الموجهة للمقاتلين في سوريا وليبيا وأفغانستان واليمن، ويزداد عدد المتدربين الملتحقين بتلك الجماعات وتزاد أسلحتهم وقوتهم فيزيد بأسهم في قتل المسلمين!! فهل تتسرب أموال الإغاثة إلى الجماعات الإرهابية؟ هل تتحول أموال غذاء وكساء الفقراء إلى شراء الأسلحة وتدريب المقاتلين في تلك البقاع؟ إنه سؤال الإرهاب الكبير الذي على دول الخليج تتبعه؟
الإرهاب ليس محصوراً في تنظيم الإخوان في مصر وإن كان هو من تصدر واجهته السياسية وأعلن عن نيته إحراق مصر وتفتيت جيشها وتشريد مسيحييها إن تم التعرض لحكمهم، لكنه أصبح قضية أمنية عربية، وأصبح الإسلام غطاء للإرهاب الذي تجمع باسمه الأموال وتبرر بتوجيه آياته قتل الأرواح البريئة. إرهاب المتأسلمين هو معركة السنوات القادمة فأعدوا له ما استطعتم من فكر ووعي واصمدوا أمام موجات التكفير العاتية.