فيما كنت أسترجع وأسرد أجمل الذكريات اللطيفة التي عاشها البحرينيون الأوائل منذ العصور القديمة وحتى هذه اللحظة المشوشة، مع أحد الإخوة الكرام، من الذين أكنّ لهم كل الحب والتقدير والاحترام، قال لي بالحرف الواحد: «لو كانت الإرهاصات السياسية والطائفية التي تمر بها البحرين، تحدث في دولة أخرى، لرأينا الدم يسيل في كل أزقتها وأركان مدنها، لكن ورغم شدة ألم انتشار ثقافة الكراهية مؤخراً، إلا أن المجتمع البحريني يظل مجتمعاً محصناً من الداخل، وذلك بفضل القيم الراقية التي نشأ عليها هذا المجتمع المتماسك، وتربى في ظلها طيلة قرون ممتدة من الزمن».
كلنا يستطيع أن يملك أدوات القتل والتدمير والخراب في هذا الوطن، وربما بعضهم يملك ما يؤذي به الآخرين، إلا أن النزعة العدائية لدى الإنسان البحريني غير مؤثرة على الصعيد العملي، بل تكاد تكون معدومة، حيث إن الحب هو عنوان شخصية هذا الإنسان الذي حرث الأرض وزرعها، وغاص البحر واستخرج اللؤلؤ والمرجان، فعاش رقيقاً ناعماً بين العيون والنخيل، وهو لا يعرف للعنف طريقاً.
هنالك من يحاول أن يشحن أبناء هذا البلد، بقيم الطائفية المقيتة، لكنهم نسوا أو تناسوا أن لدى البحريني حصانة كافية من الوعي، كما إنه يدرك مفاتيح اللعبة الطائفية جيداً، ومن هنا فإذا كانت هنالك بعض من الاستجابات لنداءات الفتنة، فلا تعدو في كونها حالات فردية لا تتجاوز الواقع.
لكن، من المهم ألا نعوِّل على وعي الآباء فقط، خصوصاً في وقتنا الراهن، إذ من المهم جداً أن نقوم بتحصين صغارنا وشبابنا من الدخول في دوامة الاحتراب الطائفي، وأن نحقنهم بالمصل الوطني الذي أعطانا إياه الآباء والأجداد، لا أن نشجعهم على ما نراه أمام أعيننا مما يحدث في بعض الأوطان العربية للأسف من فوضى طائفية ومن انفلات واضح للمشاعر السلبية والمذهبية، والتي بدورها تؤدي لو استمرت، إلى الاقتتال والموت وسفك الدم.
نحن لم نصل لهذه المستويات الهابطة ولا نريد أن نصل، لأننا نمتلك حصناً منيعاً بسبب ما توارثناه من قيم راقية، لكن هذا لا يعفينا من القلق المشروع من محاولة دخول بعض الطائفيين على خط الصراع السياسي أو الديني في البحرين، ممن يغذون صغارنا بثقافات الكراهية والاصطفافات الطائفية، ولذلك وجب الحذر على المنظور البعيد، من تغلغل أمثال هؤلاء بيننا، لأننا في الحقيقة نشأنا في بيئة لا يمكن أن تتكرر في كل أنحاء العالم، بيئة قوامها الحب وروحها التسامح والتعايش وقبول المختلف.
كلنا يستطيع أن يملك أدوات القتل والتدمير والخراب في هذا الوطن، وربما بعضهم يملك ما يؤذي به الآخرين، إلا أن النزعة العدائية لدى الإنسان البحريني غير مؤثرة على الصعيد العملي، بل تكاد تكون معدومة، حيث إن الحب هو عنوان شخصية هذا الإنسان الذي حرث الأرض وزرعها، وغاص البحر واستخرج اللؤلؤ والمرجان، فعاش رقيقاً ناعماً بين العيون والنخيل، وهو لا يعرف للعنف طريقاً.
هنالك من يحاول أن يشحن أبناء هذا البلد، بقيم الطائفية المقيتة، لكنهم نسوا أو تناسوا أن لدى البحريني حصانة كافية من الوعي، كما إنه يدرك مفاتيح اللعبة الطائفية جيداً، ومن هنا فإذا كانت هنالك بعض من الاستجابات لنداءات الفتنة، فلا تعدو في كونها حالات فردية لا تتجاوز الواقع.
لكن، من المهم ألا نعوِّل على وعي الآباء فقط، خصوصاً في وقتنا الراهن، إذ من المهم جداً أن نقوم بتحصين صغارنا وشبابنا من الدخول في دوامة الاحتراب الطائفي، وأن نحقنهم بالمصل الوطني الذي أعطانا إياه الآباء والأجداد، لا أن نشجعهم على ما نراه أمام أعيننا مما يحدث في بعض الأوطان العربية للأسف من فوضى طائفية ومن انفلات واضح للمشاعر السلبية والمذهبية، والتي بدورها تؤدي لو استمرت، إلى الاقتتال والموت وسفك الدم.
نحن لم نصل لهذه المستويات الهابطة ولا نريد أن نصل، لأننا نمتلك حصناً منيعاً بسبب ما توارثناه من قيم راقية، لكن هذا لا يعفينا من القلق المشروع من محاولة دخول بعض الطائفيين على خط الصراع السياسي أو الديني في البحرين، ممن يغذون صغارنا بثقافات الكراهية والاصطفافات الطائفية، ولذلك وجب الحذر على المنظور البعيد، من تغلغل أمثال هؤلاء بيننا، لأننا في الحقيقة نشأنا في بيئة لا يمكن أن تتكرر في كل أنحاء العالم، بيئة قوامها الحب وروحها التسامح والتعايش وقبول المختلف.