يقولون في الأمثال؛ «ادعي لجارك بتلاقيه في دارك». وهكذا نحن ندعو بالخير للجميع بأن يصلح أحوالهم ويهدئ بالهم ويحجب دم العباد في كل مكان ونتمنى السلام أن يعم أرجاء البلاد. ولكونها دعوة صادقة من قلوب ناس أصبح طموحها فقط أن تعيش وتنعم بالأمان، فربنا من أعالي سماه حقق للشعب ما يتمناه واحفظ الجميع من سرطان الإرهاب الكبير الذي كان مختبئاً بين الأحشاء وتم استئصاله على يد رجال عاهدوا الله عهداً حقاً بأن يرهنوا حياتهم وأرواحهم لأجل أن تبقى أرواح الناس في الأبدان وألا تتبدل ابتسامتهم بدموع وهموم وأحزان. وهكذا كان وما سمعناه وشاهدناه من تقارير لم تكن ملفقة أو خدعاً بصرية لتذهل فيها الأذهان بل حقيقة حتمية ولا تقبل الظن والطعن بمكان.
وإن تمكنا بقوة الرحمن أن نحجب دم العباد على أيدي هؤلاء البواسل والشجعان ولكن متى سنتحرر من الأهوال التي تعترضنا كل يوم في الشوارع والأحياء وفي كل الأوقات والأزمان؟؟
فمن يومين كنت أمر مع أولادي بأحد شوارع المملكة وإذ بنا نعلق بزحمة سير خانقة بسبب الإطارات المشتعلة التي تقطع الطريق... لاشك بأنني خفت كثيراً خاصة أن أطفالي معي والنار يرتفع وهجها كثيراً ورائحة الدخان تخترق فتحة المكيف حيث كنا سنختنق، وفي كل هذه اللحظات العصيبة قطع حاجز الصمت والترقب صوت ولدي وكيف كانت كلماته تعبر عن فرحة لا متناهية لسبب أنه يشاهد رجال الدفاع المدني وهم يطفئون الحريق معتقداً بأنهم أبطال المسلسل الكرتوني الذي يشاهده على إحدى القنوات التلفزيونية وكان يسأل عن «سامي» وهو قائد الفريق. ومسروراً جداً لرؤيته سيارة الإطفاء تقوم بواجبها في إخماد الحريق.
وكان السؤال الطبيعي الذي سيطرحه مع أحداث هذا الموقف، من فعل كل هذه النيران يا ماما؟ وفي أثناء ما كنت أرتب جواباً مقنعاً له وينسجم مع تفكيره البريء أسعفتني ابنتي بعفويتها عندما جاوبته قائلة: «رمى الجيران كانون الشواء في سلة المهملات، ولهذا السبب اشتعلت النيران وتم الاستعانة برجال الإطفاء». فكان علي تأييد إجابتها كي لا أنبههم على الحقيقية المحرقة بأن فئة ضالة من أهل البلد هم من يحرقون البلد.
يا لها من براءة أطفال تراقب وهج نورها ينطفئ رويداً رويداً... فكم تمنيت الحوار الذي دار بين أبنائي أن يكون حقيقياً... ولكن مع الأسف الكبير أن ما حصل لم يحدث بالخطأ وبسبب سوء تقدير بل عن عمد وقصد وسابق ترتيب وكثير من التخطيط. ولكن هذا التخطيط ليس لمواجهة الأشرار والنيل من الأعداء؛ وليس لوضع سياسة إنمائية ترفع من عجلة الاقتصاد وتعدل ميزان الصرف وتقلل من المديونات. بل العكس صحيح وفي كل معنى الكلمة. ولكن مع توضيح صغير أن الشعب بكل أطيافه هو المتضرر الرئيس!! فالنار عندما تسير لن تعمل حساباً لمن يقف في الطريق؛ ولن تسلم على فئة وتعادي فئة أخرى. فكلنا سنكون بنار الإرهاب محترقين ومن دخانها مخنوقين.
فأعجبني ما قرأت لأحد الشعراء عندما قال:
سلمٌ سلام مسلم ومسالم
نبع السلامة منطقاً ومعاني
دع عنك كل مشكك ومخرب
هذا كذوب وذاك ضل مكاني
ما ضر ماء البحر لو عكرته
ما نفع ضوء الشمس للعميان
ضج السؤال وقد تردد حائراً
بين روض الفكر والوجدان
وإن تمكنا بقوة الرحمن أن نحجب دم العباد على أيدي هؤلاء البواسل والشجعان ولكن متى سنتحرر من الأهوال التي تعترضنا كل يوم في الشوارع والأحياء وفي كل الأوقات والأزمان؟؟
فمن يومين كنت أمر مع أولادي بأحد شوارع المملكة وإذ بنا نعلق بزحمة سير خانقة بسبب الإطارات المشتعلة التي تقطع الطريق... لاشك بأنني خفت كثيراً خاصة أن أطفالي معي والنار يرتفع وهجها كثيراً ورائحة الدخان تخترق فتحة المكيف حيث كنا سنختنق، وفي كل هذه اللحظات العصيبة قطع حاجز الصمت والترقب صوت ولدي وكيف كانت كلماته تعبر عن فرحة لا متناهية لسبب أنه يشاهد رجال الدفاع المدني وهم يطفئون الحريق معتقداً بأنهم أبطال المسلسل الكرتوني الذي يشاهده على إحدى القنوات التلفزيونية وكان يسأل عن «سامي» وهو قائد الفريق. ومسروراً جداً لرؤيته سيارة الإطفاء تقوم بواجبها في إخماد الحريق.
وكان السؤال الطبيعي الذي سيطرحه مع أحداث هذا الموقف، من فعل كل هذه النيران يا ماما؟ وفي أثناء ما كنت أرتب جواباً مقنعاً له وينسجم مع تفكيره البريء أسعفتني ابنتي بعفويتها عندما جاوبته قائلة: «رمى الجيران كانون الشواء في سلة المهملات، ولهذا السبب اشتعلت النيران وتم الاستعانة برجال الإطفاء». فكان علي تأييد إجابتها كي لا أنبههم على الحقيقية المحرقة بأن فئة ضالة من أهل البلد هم من يحرقون البلد.
يا لها من براءة أطفال تراقب وهج نورها ينطفئ رويداً رويداً... فكم تمنيت الحوار الذي دار بين أبنائي أن يكون حقيقياً... ولكن مع الأسف الكبير أن ما حصل لم يحدث بالخطأ وبسبب سوء تقدير بل عن عمد وقصد وسابق ترتيب وكثير من التخطيط. ولكن هذا التخطيط ليس لمواجهة الأشرار والنيل من الأعداء؛ وليس لوضع سياسة إنمائية ترفع من عجلة الاقتصاد وتعدل ميزان الصرف وتقلل من المديونات. بل العكس صحيح وفي كل معنى الكلمة. ولكن مع توضيح صغير أن الشعب بكل أطيافه هو المتضرر الرئيس!! فالنار عندما تسير لن تعمل حساباً لمن يقف في الطريق؛ ولن تسلم على فئة وتعادي فئة أخرى. فكلنا سنكون بنار الإرهاب محترقين ومن دخانها مخنوقين.
فأعجبني ما قرأت لأحد الشعراء عندما قال:
سلمٌ سلام مسلم ومسالم
نبع السلامة منطقاً ومعاني
دع عنك كل مشكك ومخرب
هذا كذوب وذاك ضل مكاني
ما ضر ماء البحر لو عكرته
ما نفع ضوء الشمس للعميان
ضج السؤال وقد تردد حائراً
بين روض الفكر والوجدان