تعيش إيران هذه الأيام ذكرى مرور خمسة وثلاثين عاماً على الإطاحة بنظام الشاه وانتصار ثورة الشعوب، هذه الثورة التي شارك فيها مختلف الشعوب والقوميات والتيارات والقوى السياسية والدينية على أمل أن تحقق ما كانت تسعى إليه من حرية وكرامة وعيش رغيد؛ غير أن هذا الحلم قد ذهب أدراج الرياح عقب اختطاف الملالي للثورة التي حولها نظام ولاية الفقيه إلى وحش كاسر، أكل أولئك الثوار وأبناءهم وأحفادهم.
لم يدر بخلد أبناء الشعوب في إيران، الذين خرجوا آنذاك هاتفين بسقوط الشاه أن تتحول ثورتهم، التي كانوا يأملون منها أن تحقق لهم الأحلام المشروعة، وأن يأتي يوم يصبحون فيه نادمين على خروجهم للإطاحة بالشاه. لقد مرت ثلاثة عقود ونصف على انتصار تلك الثورة، ولم يتحقق لها حلم واحد فقط من الأحلام الوردية التي كانت تأملها الشعوب في إيران؛ بل إن ما عاشته وتعيشه هذه الشعوب من مرارة الحياة والمأساة جعلها تقوم مرات عدة بانتفاضات وثورات للتخلص من كابوس جمهورية ولاية الفقيه، غير أنها في كل مرة تواجه بقمع دموي يزيد مأساتها. ورغم قساوته، فقد أصبح هذا القمع يزيد هذه الشعوب إصراراً على المضي قدماً في استعادة الثورة من أيدي أنصار ولاية الفقيه المستبدين الجائرين.
وكنموذج على الاستياء العارم الذي يسود أبناء الشعوب الإيرانية جراء سياسة نظام ولاية الفقيه، يقول أحد المثقفين الإيرانيين الذين شاركوا في الثورة ضد الشاه: «عندما كنا في عهد الشاه نتعرض إلى الظلم كنا نلوذ بالحوزة الدينية وبرجال الدين، غير أن رجال الدين أصبحوا اليوم هم من يمارسون الظلم علينا، وهم من يصدرون أحكام السجن والإعدامات بحق المواطنين المطالبين بالعدالة والحرية». ويضيف قائلاً: «لقد بشرنا قبل أيام وزير العمل والرفاه الاجتماعي في حكومة الرئيس حسن روحاني أن على الشعب أن يستعد لتزايد أرقام العاطلين عن العمل، حيث يتوقع أن يصل إلى عشرة ملايين عاطل»، أما وزير داخلية حسن روحاني الجنرال عبدالرضا رحماني فضلي، ولكي يبعد الأنظار عن فشل النظام في تلبية مطالب الشعوب الإيرانية، فإنه ذهب إلى تقديم إحصائيات عن ضحايا الإدمان على المخدرات، والذين قدر عددهم بستة ملايين شخص، تشكل النساء نسبة 10% منهم، في حين يعلم الجميع أن التجار ورؤساء العصابات التي تروج المخدرات هم من قادة الحرس الثوري ومسؤولين في النظام.
ويشكو أحد المواطنين الأحوازيين قائلاً: «كان إقليم الأحواز العربي في عهد الشاه يحتل المرتبة الثانية من حيث التنمية والإعمار، ورغم هذا شاركنا في الثورة ضد الشاه أملاً في أن يحقق لنا الخميني العدالة والمساواة، غير أن التنمية في الأحواز في عهد جمهورية ولاية الفقيه تدنت إلى المرتبة الـ 17، ناهيك عن سياسة القمع وتزايد حالات الإعدام وتهجير السكان وسلب الأراضي وتجفيف مياه الأنهر وغيرها من الممارسات العنصرية والطائفية الأخرى».
أما سعيد شاملو، وهو مواطن إيراني من القومية الآذرية، فيقول: «لقد اعتدنا في عهد جمهورية ولاية الفقيه ألا نشاهد تنمية بل نسمع وعوداً، أما لماذا لا توجد تنمية فإن السبب هو كثرة الفساد وسرقة المال العام ونهب الثروات من قبل الملالي وقادة الحرس الثوري، الذين تقاسموا السلطة والثروة بينهم ولم يتركوا للمواطن سوى خيارين؛ إما السجن إذا ما طالب بحقه وإما الهجرة إن كان غير راغب في الانخراط في ركاب النظام».
ويضيف المواطن الإيراني الكردي كاكا أحمد قائلاً: «من المضحك المبكي أن كل حكومة عندما تأتي إلى الحكم تحظى بتأييد ودعم مبالغ به من المرشد، لكنها لا تقدم شيئاً يذكر، وعندما تأتي الحكومة تلعن التي سبقتها وتحملها مسؤولية الفشل الحاصل على الصعد المختلفة، والمرشد يقوم أيضاً بتأييد ودعم الحكومة الجديدة، وهكذا دواليك يتضخم الفساد وتتزايد المأساة مع كل حكومة تأتي».
ويعلق المواطن الإيراني البلوشي إسماعيل زهي على سياسة حكومة الرئيس حسن روحاني قائلاً «لقد حاول روحاني تقليد أسلافه أحمدي نجاد وخاتمي في إطلاق الوعود البراقة، غير أنه بدأ عهده بتصعيد حملة الإعدامات التي زادت على مائتي حالة إعدام في غضون ثلاثة أشهر، وذلك في محاولة لاستعراض القوة وفرض مزيد من الرعب لإسكات المحتجين على سياسات نظام الولي الفقيه».
خمسة وثلاثون عاماً مرت على الثورة الإيرانية، وفي كل عام تزداد فيه الحاجة إلى ثورة جديدة لاستعادة الثورة التي سرقها الولي الفقيه.
{{ article.visit_count }}
لم يدر بخلد أبناء الشعوب في إيران، الذين خرجوا آنذاك هاتفين بسقوط الشاه أن تتحول ثورتهم، التي كانوا يأملون منها أن تحقق لهم الأحلام المشروعة، وأن يأتي يوم يصبحون فيه نادمين على خروجهم للإطاحة بالشاه. لقد مرت ثلاثة عقود ونصف على انتصار تلك الثورة، ولم يتحقق لها حلم واحد فقط من الأحلام الوردية التي كانت تأملها الشعوب في إيران؛ بل إن ما عاشته وتعيشه هذه الشعوب من مرارة الحياة والمأساة جعلها تقوم مرات عدة بانتفاضات وثورات للتخلص من كابوس جمهورية ولاية الفقيه، غير أنها في كل مرة تواجه بقمع دموي يزيد مأساتها. ورغم قساوته، فقد أصبح هذا القمع يزيد هذه الشعوب إصراراً على المضي قدماً في استعادة الثورة من أيدي أنصار ولاية الفقيه المستبدين الجائرين.
وكنموذج على الاستياء العارم الذي يسود أبناء الشعوب الإيرانية جراء سياسة نظام ولاية الفقيه، يقول أحد المثقفين الإيرانيين الذين شاركوا في الثورة ضد الشاه: «عندما كنا في عهد الشاه نتعرض إلى الظلم كنا نلوذ بالحوزة الدينية وبرجال الدين، غير أن رجال الدين أصبحوا اليوم هم من يمارسون الظلم علينا، وهم من يصدرون أحكام السجن والإعدامات بحق المواطنين المطالبين بالعدالة والحرية». ويضيف قائلاً: «لقد بشرنا قبل أيام وزير العمل والرفاه الاجتماعي في حكومة الرئيس حسن روحاني أن على الشعب أن يستعد لتزايد أرقام العاطلين عن العمل، حيث يتوقع أن يصل إلى عشرة ملايين عاطل»، أما وزير داخلية حسن روحاني الجنرال عبدالرضا رحماني فضلي، ولكي يبعد الأنظار عن فشل النظام في تلبية مطالب الشعوب الإيرانية، فإنه ذهب إلى تقديم إحصائيات عن ضحايا الإدمان على المخدرات، والذين قدر عددهم بستة ملايين شخص، تشكل النساء نسبة 10% منهم، في حين يعلم الجميع أن التجار ورؤساء العصابات التي تروج المخدرات هم من قادة الحرس الثوري ومسؤولين في النظام.
ويشكو أحد المواطنين الأحوازيين قائلاً: «كان إقليم الأحواز العربي في عهد الشاه يحتل المرتبة الثانية من حيث التنمية والإعمار، ورغم هذا شاركنا في الثورة ضد الشاه أملاً في أن يحقق لنا الخميني العدالة والمساواة، غير أن التنمية في الأحواز في عهد جمهورية ولاية الفقيه تدنت إلى المرتبة الـ 17، ناهيك عن سياسة القمع وتزايد حالات الإعدام وتهجير السكان وسلب الأراضي وتجفيف مياه الأنهر وغيرها من الممارسات العنصرية والطائفية الأخرى».
أما سعيد شاملو، وهو مواطن إيراني من القومية الآذرية، فيقول: «لقد اعتدنا في عهد جمهورية ولاية الفقيه ألا نشاهد تنمية بل نسمع وعوداً، أما لماذا لا توجد تنمية فإن السبب هو كثرة الفساد وسرقة المال العام ونهب الثروات من قبل الملالي وقادة الحرس الثوري، الذين تقاسموا السلطة والثروة بينهم ولم يتركوا للمواطن سوى خيارين؛ إما السجن إذا ما طالب بحقه وإما الهجرة إن كان غير راغب في الانخراط في ركاب النظام».
ويضيف المواطن الإيراني الكردي كاكا أحمد قائلاً: «من المضحك المبكي أن كل حكومة عندما تأتي إلى الحكم تحظى بتأييد ودعم مبالغ به من المرشد، لكنها لا تقدم شيئاً يذكر، وعندما تأتي الحكومة تلعن التي سبقتها وتحملها مسؤولية الفشل الحاصل على الصعد المختلفة، والمرشد يقوم أيضاً بتأييد ودعم الحكومة الجديدة، وهكذا دواليك يتضخم الفساد وتتزايد المأساة مع كل حكومة تأتي».
ويعلق المواطن الإيراني البلوشي إسماعيل زهي على سياسة حكومة الرئيس حسن روحاني قائلاً «لقد حاول روحاني تقليد أسلافه أحمدي نجاد وخاتمي في إطلاق الوعود البراقة، غير أنه بدأ عهده بتصعيد حملة الإعدامات التي زادت على مائتي حالة إعدام في غضون ثلاثة أشهر، وذلك في محاولة لاستعراض القوة وفرض مزيد من الرعب لإسكات المحتجين على سياسات نظام الولي الفقيه».
خمسة وثلاثون عاماً مرت على الثورة الإيرانية، وفي كل عام تزداد فيه الحاجة إلى ثورة جديدة لاستعادة الثورة التي سرقها الولي الفقيه.