كنت قد حدثتكم في المقال السابق عن التدمير والبناء في السياسة الإيرانية مع الدول المستوردة للثورة، ولتتضح الصورة أكثر لابد من نموذج لهذه السياسة وأوضحة في العراق الذي أحكمت سيطرتها عليه، وللأسف بدأت تطبيق هذه السياسة في أخطر مؤسسات الدولة... التربية والتعليم.
المنظومة التعليمية في العالم هي أساس البناء والتنمية والارتقاء بالإنسان والمجتمع، بل إن سر نمو الحضارات وتطورها يعتمد بشكل مباشر على التعليم، وقد نقلت لنا كتب التاريخ التي تحدثت عن الحضارة الإسلامية احترام الخلفاء للمعلمين واعتناءهم بهم، فالتعليم من أصعب المهن لأنها صنعة مادتها العقل والفكر، ومهمة المعلم ملء الأماكن الفارغة في هذا الوعاء، وعليه فإن أي دولة تبحث عن التطور والتقدم والازدهار يجب عليها أن تستثمر في المعلم أولاً ليوصلها إلى الهدف المنشود فالبداية تكون من هذه المنظومة، والعكس صحيح فإن من يريد التدمير وإعادة البناء على الطريقة والفكر الذي يريد، عليه أن يبدأ بالتعليم، وهذا ما حصل في العراق بعد احتلاله، فقد دمرت المؤسسة التعليمية على الصعد كافة، وأهين المعلم بشكل متعمد وبسلوكيات وألفاظ جارحة صدرت من كبار المسؤولين في وزارة التربية على شاشات الفضائيات وصلت إلى درجة وصف المعلمين «بالحمير» هذا الابتذال مقصود وممنهج فهو أداة من أدوات تدمير المنظومة التعليمية والتربوية.
ولعل أقصر الطرق لتدمير التعليم إهمال العنصر البشري الذي يعتمد عليه التعليم والمتمثل بالمعلم والمربي وإضعاف أجره ليكون أمام أمرين؛ إما أن يتوجه إلى مهنة أخرى ليحل محله من لا خبرة له ويكون التعليم بالنسبة له محطة يتركها عند أول فرصة، أو أنه سيذهب للبحث عن عمل إضافي وعندها لن يتمكن من أداء واجبه على الوجه الصحيح، فالمعلم يقضي في المدرسة خمس أو ست ساعات لكنه يحتاج إلى الوقت ذاته في البيت للتحضير والتطوير، وهو ما لا يستطيع فعله مع انشغاله بعمل آخر.
سياسة التدمير في العراق اقتضت أن يكون راتب المعلم تافهاً لا يستحق عناء المهنة، وجعلت راتب وزير التربية يعدل عشرين ضعف راتب المعلم -هذا من غير المكافآت والعمولات التي يعد الراتب الشهري قطرة في بحرها- المضحك المبكي أن أحد المسؤولين «الفلتات» في وزارة التربية عندما سئل عن السبب، قال: «هل يستوي الأعمى والبصير» واصفاً المعلم بالأعمى، والوزير بالبصير!.
في الوقت الذي تتسابق فيه الدول المتقدمة لتقديم أفضل الخدمات التعليمية نجد الدول التي وقعت تحت سيطرة إيران تدمر منظومة التعليم فيها ليعاد بناؤها بطريقة وفكر جديد.
- مقارنة..
عندما أضرب القضاة في ألمانيا مطالبين بمساواة رواتبهم برواتب المعلمين، قالت لهم أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا: «هل لكم الجرأة لتطالبوا أن تساوى أجوركم بأجور من علموكم وأصبحتم في هذه المناصب».. ما علينا منهم.. لكم دينكم ولي دين.
المنظومة التعليمية في العالم هي أساس البناء والتنمية والارتقاء بالإنسان والمجتمع، بل إن سر نمو الحضارات وتطورها يعتمد بشكل مباشر على التعليم، وقد نقلت لنا كتب التاريخ التي تحدثت عن الحضارة الإسلامية احترام الخلفاء للمعلمين واعتناءهم بهم، فالتعليم من أصعب المهن لأنها صنعة مادتها العقل والفكر، ومهمة المعلم ملء الأماكن الفارغة في هذا الوعاء، وعليه فإن أي دولة تبحث عن التطور والتقدم والازدهار يجب عليها أن تستثمر في المعلم أولاً ليوصلها إلى الهدف المنشود فالبداية تكون من هذه المنظومة، والعكس صحيح فإن من يريد التدمير وإعادة البناء على الطريقة والفكر الذي يريد، عليه أن يبدأ بالتعليم، وهذا ما حصل في العراق بعد احتلاله، فقد دمرت المؤسسة التعليمية على الصعد كافة، وأهين المعلم بشكل متعمد وبسلوكيات وألفاظ جارحة صدرت من كبار المسؤولين في وزارة التربية على شاشات الفضائيات وصلت إلى درجة وصف المعلمين «بالحمير» هذا الابتذال مقصود وممنهج فهو أداة من أدوات تدمير المنظومة التعليمية والتربوية.
ولعل أقصر الطرق لتدمير التعليم إهمال العنصر البشري الذي يعتمد عليه التعليم والمتمثل بالمعلم والمربي وإضعاف أجره ليكون أمام أمرين؛ إما أن يتوجه إلى مهنة أخرى ليحل محله من لا خبرة له ويكون التعليم بالنسبة له محطة يتركها عند أول فرصة، أو أنه سيذهب للبحث عن عمل إضافي وعندها لن يتمكن من أداء واجبه على الوجه الصحيح، فالمعلم يقضي في المدرسة خمس أو ست ساعات لكنه يحتاج إلى الوقت ذاته في البيت للتحضير والتطوير، وهو ما لا يستطيع فعله مع انشغاله بعمل آخر.
سياسة التدمير في العراق اقتضت أن يكون راتب المعلم تافهاً لا يستحق عناء المهنة، وجعلت راتب وزير التربية يعدل عشرين ضعف راتب المعلم -هذا من غير المكافآت والعمولات التي يعد الراتب الشهري قطرة في بحرها- المضحك المبكي أن أحد المسؤولين «الفلتات» في وزارة التربية عندما سئل عن السبب، قال: «هل يستوي الأعمى والبصير» واصفاً المعلم بالأعمى، والوزير بالبصير!.
في الوقت الذي تتسابق فيه الدول المتقدمة لتقديم أفضل الخدمات التعليمية نجد الدول التي وقعت تحت سيطرة إيران تدمر منظومة التعليم فيها ليعاد بناؤها بطريقة وفكر جديد.
- مقارنة..
عندما أضرب القضاة في ألمانيا مطالبين بمساواة رواتبهم برواتب المعلمين، قالت لهم أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا: «هل لكم الجرأة لتطالبوا أن تساوى أجوركم بأجور من علموكم وأصبحتم في هذه المناصب».. ما علينا منهم.. لكم دينكم ولي دين.