في الحياة التي نحيا، نحن دائماً مستعجلون، نتكلم دون أن نسمع، ونجهز الردود قبل أن نعي معنى الكلام الذي يقال، ونتسرع بالرد دون أن نترك لأنفسنا فواصل لترتيب الفكرة التي نحاول إيصالها إلى من نتحدث معه. من هنا فإننا نقع في الكثير من المطبات التي لم نحسب لها أي حساب.
مستعجلون إلى درجة أننا لا نشعر بالمحبة التي تتحرك حولنا، مع حركة الهواء، أو في كأس الماء، أو في لقمة تجمعنا على طاولة الأكل.
لا نرى أنوار المحبة في وجوه زوجاتنا أو أزواجنا أو في ابتسامات أطفالنا وأهلنا وجيراننا. فالانشغالات اليومية تكاد تحجب عنا كل ما هو جميل ورائع في بيوتنا وفي جلسات أصحابنا.
وكثيراً ما كنت أتمنى أن يتوقف الواحد منا، عدة ثوانٍ قبل أن ينطق بكلمة أو باتخاذ قرار، وخاصة تلك القرارات المصيرية والتي من الممكن أن تكون خطيرة على مستوى المستقبل.
بالضبط تماماً كما حدث في القصة الواقعية الجميلة والمعبرة والتي نقلتها لنا الأستاذة نزيهة عاصي على صفحتها في «الفيسبوك». تقول القصة: عاقب أب ابنته ذات الأعوام الأربعة لأنها أفسدت لفة من ورق التغليف المذهب، وقد ثارت ثائرة الأب عندما حاولت الطفلة تزيين صندوق كانت تريد وضعه في المكتبة. ومع ذلك أحضرت الطفلة الصندوق إلى أبيها صباح اليوم التالي وقالت له: هذا لك يا أبي، أحس الأب بالحرج وندم على رد فعله المتسرع لكن سرعان ما اشتعل غضبه عندما تبين له أن الصندوق كان فارغاً، فصرخ في الطفلة: ألا تعرفين أنك عندما تقدمين إلى شخص ما علبة فإنه يفترض أن يكون هناك شيء ما داخلها؟! نظرت الطفلة الصغيرة إلى والدها والدموع تترقرق في عينيها، وقالت: أبي.. إنه ليس فارغاً.. فقد أودعت فيه قبلاتي لك! في تلك اللحظة أحس الأب بالانسحاق، طوّق الصغيرة بذراعيه واحتضنها وضمها إلى صدره متوسلاً منها السماح، ويقال بأن الرجل ظل يحتفظ بذلك الصندوق الذهبي بجانب سريره لسنوات طوال. وكلما أحس بالإحباط كان يعمد إلى الصندوق فيخرج منه تلك القبلات المتخيلة، ويتذكر حب تلك الطفلة التي كانت قد وضعته هناك. وفي الحقيقة فإن كلاً منا نحن البشر أعطي صندوقاً ذهبياً مملوءاً بحب غير مشروط. وقبلات من أطفالنا وأفراد عائلاتنا وأصدقائنا ومعارفنا.
وليس بوسع إنسان أن يمتلك ما هو أغلى أو أثمن من ذلك الحب. هناك أمور نقدمها لغيرنا لا تقدر بثمن لكنها تغير الكثير نحو الإيجاب. إن الحياة التي نحيا، فيها الكثير من الأمور الصغيرة البسيطة المعبرة عن المحبة في أرقي أشكالها، وإن كانت لا ترى بالعين المجردة، أو لا يراها الإنسان المستعجل، الراكض كالماموث وراء توافه الأمور.
المحبة الكونية في الكثير من الأحيان لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل أو تحليل، لا تحتاج إلا مبادلة الحب بالحب والخير بالخير والابتسامة بالابتسامة. هل نقوم بعيش الحياة ببساطتها دون تعقيدات أو تفسيرات أو تحليلات، لا نحتاجها عملياً، لأننا نملك الحب ومن يملك الحب يملك كل الدنيا والآخرة.
مستعجلون إلى درجة أننا لا نشعر بالمحبة التي تتحرك حولنا، مع حركة الهواء، أو في كأس الماء، أو في لقمة تجمعنا على طاولة الأكل.
لا نرى أنوار المحبة في وجوه زوجاتنا أو أزواجنا أو في ابتسامات أطفالنا وأهلنا وجيراننا. فالانشغالات اليومية تكاد تحجب عنا كل ما هو جميل ورائع في بيوتنا وفي جلسات أصحابنا.
وكثيراً ما كنت أتمنى أن يتوقف الواحد منا، عدة ثوانٍ قبل أن ينطق بكلمة أو باتخاذ قرار، وخاصة تلك القرارات المصيرية والتي من الممكن أن تكون خطيرة على مستوى المستقبل.
بالضبط تماماً كما حدث في القصة الواقعية الجميلة والمعبرة والتي نقلتها لنا الأستاذة نزيهة عاصي على صفحتها في «الفيسبوك». تقول القصة: عاقب أب ابنته ذات الأعوام الأربعة لأنها أفسدت لفة من ورق التغليف المذهب، وقد ثارت ثائرة الأب عندما حاولت الطفلة تزيين صندوق كانت تريد وضعه في المكتبة. ومع ذلك أحضرت الطفلة الصندوق إلى أبيها صباح اليوم التالي وقالت له: هذا لك يا أبي، أحس الأب بالحرج وندم على رد فعله المتسرع لكن سرعان ما اشتعل غضبه عندما تبين له أن الصندوق كان فارغاً، فصرخ في الطفلة: ألا تعرفين أنك عندما تقدمين إلى شخص ما علبة فإنه يفترض أن يكون هناك شيء ما داخلها؟! نظرت الطفلة الصغيرة إلى والدها والدموع تترقرق في عينيها، وقالت: أبي.. إنه ليس فارغاً.. فقد أودعت فيه قبلاتي لك! في تلك اللحظة أحس الأب بالانسحاق، طوّق الصغيرة بذراعيه واحتضنها وضمها إلى صدره متوسلاً منها السماح، ويقال بأن الرجل ظل يحتفظ بذلك الصندوق الذهبي بجانب سريره لسنوات طوال. وكلما أحس بالإحباط كان يعمد إلى الصندوق فيخرج منه تلك القبلات المتخيلة، ويتذكر حب تلك الطفلة التي كانت قد وضعته هناك. وفي الحقيقة فإن كلاً منا نحن البشر أعطي صندوقاً ذهبياً مملوءاً بحب غير مشروط. وقبلات من أطفالنا وأفراد عائلاتنا وأصدقائنا ومعارفنا.
وليس بوسع إنسان أن يمتلك ما هو أغلى أو أثمن من ذلك الحب. هناك أمور نقدمها لغيرنا لا تقدر بثمن لكنها تغير الكثير نحو الإيجاب. إن الحياة التي نحيا، فيها الكثير من الأمور الصغيرة البسيطة المعبرة عن المحبة في أرقي أشكالها، وإن كانت لا ترى بالعين المجردة، أو لا يراها الإنسان المستعجل، الراكض كالماموث وراء توافه الأمور.
المحبة الكونية في الكثير من الأحيان لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل أو تحليل، لا تحتاج إلا مبادلة الحب بالحب والخير بالخير والابتسامة بالابتسامة. هل نقوم بعيش الحياة ببساطتها دون تعقيدات أو تفسيرات أو تحليلات، لا نحتاجها عملياً، لأننا نملك الحب ومن يملك الحب يملك كل الدنيا والآخرة.