أنصــح السيــد أوبامــا بعــدم تقليد حلفائه البحرينيين مــن جماعة المرشد الإيراني ويقول للأخوة في المملكة العربية السعودية حين يزورهم الشهر القادم «نحن لم نكن نسعى لإسقاط النظام في البحرين نحن كنا نسعى لإصلاحه»!!
فمثلما نضحك على هذه التصريحات سنضحك على تصريحات أمريكية مشابهة يكررها حلفاؤه هذه الأيام، وإن كان سفيركم لم يعتلِ مسرح «باقون حتى يسقط النظام» كدليل ساطع على خيانتهم، فنحن نعرف أين كان سفيركم حينها!!
البحرين كانت هي العرض القادم عام 2011 وقد هيأتم مسرحها، وإن وصل عدد قتلى الانفجارات في العراق في شهرين اثنين فقط إلى 1857 هما شهرا يوليو وأغسطس العام الماضي، فإن نصف هذا العدد كافٍ لإشعال احتراب بحريني بحريني، وكأنكم لم تكتفوا!
ومازال مسلسل الموت العراقي مستمراً يحصد الأرواح، هكذا يحيا العراقي يومه تجنباً للموت فقط، حياة يتلاشى فيها الحلم فلا يبقى من الإنسان فيها سوى جثة حية، هذا هو ما آل إليه الربيع العراقي الذي وعدت به الولايات المتحدة الأمريكية شعوب المنطقة أرادت أن تعممه على باقي شعوب المنطقة ووعدت به مجموعة المرشد الإيراني في البحرين.
إنما بعد أن جربت الشعوب العربية حكم المرشدين (الشيعي في العراق والسني في مصر) ليست أحلام الجماعات الدينية السياسية في الوصول لسدة الحكم تراجعت فحسب، بل تلاشت الثقة تماماً بحليف سابق كالولايات المتحدة الأمريكية دعم تلك الجماعات ورسم معها الشرق الأوسط الجديد الذي سيحكم شماله الأفريقي مرشد سني وسيحكم عراقه وشرق جزيرته العربية مرشد شيعي.
ما آل إليه الوضع في العراق هو نموذج مصغر لشكل وحال مسرح الشرق الأوسط الجديد الذي أعدته الولايات المتحدة لنا كنساء وأطفال وشباب، ولم تكتفِ باللون القرمزي التي صبغت به خشباً سنديانياً أصيلاً للمسرح العراقي ولم تشبع من رائحة الدم والموت التي انتشرت فيه، بل أرادت أن تسقينا ذات الكأس.
يزور أوباما المملكة العربية السعودية في الشهر القادم وتسبقه هذه الصورة وهذا المشهد، يزور منطقة رسمت لها إداراته فوضاها الخلاقة التي ابتكرت طرق ووسائل الموت مغلفة بورق سوليفاني رخيص، أعدت فيه «دمى» اعتقدت أنها سترتقي خشبة مسرحنا وتشغلنا بنصها البائس و«سيموت» المشاهدون ضحكاً على حركاتها البهلوانية، فهم جمهور ميت أصلاً بلا حراك، هكذا ظنت.
يزورها بعد أن هيأت إدارته مجانين ومهووسي دماء ومتطرفين ليعتلوا مسارحنا كومبارس فاشلين كجلبي في العراق وكومبارس «مطر، والأسود، والخواجة، ورجب» ليلعبوا فيه أدوار البطولة على المسرح البحريني، بمكياج رخيص أدخلتهم على دباباتها في العراق وبمكياج أرخص لا يزيد عن حنجور أخضر للجل جهزت دماها البحرينية.
لن ننسى ما رسمتموه لنا، لن ننسى يوم وقف أوباما في الأمم المتحدة، وهو يقول لأهل البحرين اجلسوا مع الوفاق بصفاقة لم نشهدها من قبل وهو الذي لا يعرف هذه الوفاق وأشك أنه يعرف حتى البحرين، غير أنها مكان ما على وجه الأرض يستضيف أسطولاً له خامساً.
شعب البحرين لن ينسى 2011 ما بقي في الروح نفس، لن ننسى كيف أرادت لنا سياستكم أن نخضع لعمامة الولي الفقيه ونحن شعب أبي حر.
أي شرق أوسطي جديد هذا الذي رسمتموه لنا؟ شرق أفقد فيه آدميتي كامرأة وأتبع فيها عمامة؟ لو رضيتها لميشيل فيحق لك أن ترضاها لنا.
أي ربيع هذا الذي يعيد وطناً حراً ومجتمعاً مدنياً متطوراً قروناً للوراء ويضعها تحت حكم بابوي تخلصتم أنتم منه ومن عبوديته وتريدون أن تفرضوه علينا؟ ثم تلقون على «نسريننا» فُتاتاً لنوبل وهي تقاتل لاستعادة كرامتها وآدميتها بعد أن استلبتها العمامة.
لن ننسى الخوف والرعب الذي أسقطموه في قلوبنا ونحن نستمع إليك وأنت تغصبنا على «الوفاق» وكأنك تقول للبحرينيين (ترقبوا العرض القادم) في البحرين بعد انتهاء عرضه على شاشات بغداد، لن ننسى وأنت تفرض علينا الفرع البحريني لحزب الدعوة العراقي، وتجبر شعب البحرين على قبول «سيستاني» آخر و«مالكي» ثانٍ.
شعوب المنطقة لن تثق بكم وسيظل أثر خنجركم في ظهورنا أنتم وحلفاؤكم الذين خانوا شركاءهم في الوطن وأرادوا الوصول للحكم بأي ثمن يتساوى فيها من وصلها على ظهور دباباتكم أو على ظهر NDI لكم، وكل تجملات سفرائكم بريمر أو مساعده لن تنجح في محو أو إخفاء جريمتكم في البحرين عام 2011، عام الخيانات بامتياز. فلا أهلاً ولا سهلاً.