ثلاثة أعوام مضت من عمرنا ونحن نتفرج على الإرهاب، ثلاثة أعوام ولم تجد توصيات مجلس وطني، ولا غيره، الحال كما ترون هو.. هو..، الجهات الأمنية تقول لنا إن الإرهاب تم تطويقه، وإن المعدل انخفض، بينما حالنا كما هو؛ عمليات ضد رجال الأمن، حرق الطرقات، تعطيل مصالح الناس، وهكذا.
لكم أن تتخيلوا حالنا وصبرنا منذ ثلاث سنوات، كيف لدولة صغيرة المساحة، وعدد سكان صغير، ولا تستطيع أن تنهي الإرهاب بقوة القانون؟
تمضي الأيام، تسافر لأيام وتعود ولا شيء يتغير، ولا شيء يحدث، أول ما تعود تتعطل في «الهايوي» لأن الإرهابيين يحرقون الشوارع، بلد حالها معلق، بلد ارتضت أن تتعايش مع الإرهاب وتسكت عنه، وتشاهده يكبر بينما يتم الاكتفاء بإزالة مخلفات الحرائق في الطرقات.
تزور بلدان كبيرة وعدد سكانها بالملايين، وتشاهد الأمن يفرض على الجميع، من شرطة المرور إلى أمن الدولة، الجميع يحترم القانون، ومن يخالف القانون يعرف مصيره مسبقاً، بينما نحن ولمدة ثلاثة أعوام نتفرج على تدمير الاقتصاد وعلى حرق البلد ولا نستطيع أن نقبض على الإرهابيين الذين يحرقون الطرقات، ولا كيف نخترقهم، ولا كيف ننهي المشكلة في فترة زمنية محددة، إنها مأساة حقيقية!
نسكن في الربع العلوي للبحرين، ومع ذلك لا نستطيع أن نطوق الإرهاب ونحاصر جماعات حرق الطرقات؛ سيارات الشرطة تحرق، ونحن نتفرج، فقط يقال لك إنه تم القبض على 4 كانوا خلف العملية..!
الحل الأمني في اجتثاث الإرهاب قبل الحل السياسي (إن كان هناك حل سياسي مع الخائن) الحل الأمني أولاً، ثم السياسي والبرلمان هو مكان الحل السياسي هكذا تفعل الدول، وحين نقيم الحوار خارج البرلمان فإننا نعترف أن البرلمان ليس هو من يمثل الشعب.
ما صدر من البرلمان الأوروبي هو استهداف واضح للبحرين، ولا ينبغي أن نضحي بأمن البحرين من أجل الاتحاد الأوروبي أو أمريكا، أمننا الداخلي أهم، انظروا ماذا فعلت مصر مع أمريكا فيما يتعلق بسيادتها، انظروا كيف تدير إيران ظهرها لكل المنظمات والدول، انظروا كيف تقف المملكة العربية السعودية في وجه الجميع وتجعلهم يصمتون.
نضيع الأمن لسنوات، ونقف نتفرج على الإرهاب، وننتظر أن يضرب مرة أخرى وبقوة حتى نقوم بإجراء «تخديري» بعد ذلك، هذا أمر خاطئ تماماً، الإرهاب يجتث تماماً بقوة القانون هكذا تفعل الدول، ولا ينبغي أن نترك وطننا عرضة لتدمير الاقتصاد لأننا لا نريد أن نقضي على الإرهاب الآن حتى ترضى أمريكا.
هل يعقل أن دولة بأكملها لا تستطيع أن تقدم جماعات حرق الشوارع للقانون؟
هل يعقل أن يحرق وطننا لثلاثة أعوام ونحن نتفرج؟
الدولة تريد أن تتحاور مع من يقف خلف الإرهاب، بينما لم تنزع الدولة بعد عصا الإرهاب من طرف يلوح بالإرهاب حتى يخضع الدولة، ويخضع بقية مكونات المجتمع، هذا خطأ فادح ومكلف.
نتشابه مع لبنان كثيراً، حزب الشيطان هو الذي يملك السلاح، وهو الذي يفرض إرادته على الخصوم والدولة، ونحن نسير على ذات الطريق، نترك الإرهاب في يد من يريد أن يملي حلاً على مقاسه الطائفي والفئوي ونقول لنتحاور معه..!
أخطاء التسعينات لم نتعلم منها، القضاء على الإرهاب أولاً، الحل السياسي سيكون سهلاً بعد ذلك، كون الطرف الذي بيده العصا قد نزعت العصا من يده، وسيتساوى مع الجميع.
ثلاثة أعوام احترقت أمام أعيننا، قيل إن المجلس الوطني وتوصياته هي الحل، وأنتم تشاهدون ما نشاهد، لا توصيات ولا مجلس وطني، كل شيء كما هو، نخشى من إملاءات أمريكا وأوروبا ونضيع أمننا الداخلي من أجل أن نرضيهما.
يحق لمن يهدد الدولة بالعصيان أن يفعل ذلك، لماذا لا يفعل وقد تمكن من كل مفاصل الدولة؟
كل الأمور والوزارات بيد من يهدد بالعصيان، كل المؤسسات والشركات المملوكة للدولة بأياديهم، لهم الحق اليوم في إعلان التحدي والقوة، حين يهددون بالعصيان، كل شيء تحت سلطتهم، بينما تحتفظ الدولة ببعض واجهات الوزارات، أو الشركات ممن لا حول لهم ولا قوة.
درس 2011 درس قاس، لكن البعض عاد كما كان، لم يفهم بعد الرسالة، ولم يفهم كيف فرطت الدولة بالدولة، وكيف سلمت الدولة رقبتها لمن يريد خنقها، الأزمة القادمة لن تكون درساً، انتهت الدروس، الأزمة القادمة ستكون انقلاباً بمعنى الكلمة، الدروس لا تتكرر كثيراً، الدروس ليست مجانية، ومن لا يتعلم يسدد الفاتورة الأخيرة بالعمر..!
- رذاذ..
يقولون إنهم سيقاطعون الوزارات، والبنوك، والمؤسسات، يقولون ذلك، في العام الماضي قالوا إنهم سيتغيبون عن الأعمال، وهذا العام تراجعوا عن ذلك، لأن في المسألة «فلوس» ولأنهم فشلوا العام الماضي وحدثت وكانت الحياة طبيعية.
عادوا هذا العام بفكرة مقاطعة الوزارات والبنوك، وسيفشلون أيضاً.
عموماً المواطن يحتاج في بعض الأيام لأن يستمتع بالأجواء الجميلة، ولأن «يشم هوى نظيف»!
{{ article.visit_count }}
لكم أن تتخيلوا حالنا وصبرنا منذ ثلاث سنوات، كيف لدولة صغيرة المساحة، وعدد سكان صغير، ولا تستطيع أن تنهي الإرهاب بقوة القانون؟
تمضي الأيام، تسافر لأيام وتعود ولا شيء يتغير، ولا شيء يحدث، أول ما تعود تتعطل في «الهايوي» لأن الإرهابيين يحرقون الشوارع، بلد حالها معلق، بلد ارتضت أن تتعايش مع الإرهاب وتسكت عنه، وتشاهده يكبر بينما يتم الاكتفاء بإزالة مخلفات الحرائق في الطرقات.
تزور بلدان كبيرة وعدد سكانها بالملايين، وتشاهد الأمن يفرض على الجميع، من شرطة المرور إلى أمن الدولة، الجميع يحترم القانون، ومن يخالف القانون يعرف مصيره مسبقاً، بينما نحن ولمدة ثلاثة أعوام نتفرج على تدمير الاقتصاد وعلى حرق البلد ولا نستطيع أن نقبض على الإرهابيين الذين يحرقون الطرقات، ولا كيف نخترقهم، ولا كيف ننهي المشكلة في فترة زمنية محددة، إنها مأساة حقيقية!
نسكن في الربع العلوي للبحرين، ومع ذلك لا نستطيع أن نطوق الإرهاب ونحاصر جماعات حرق الطرقات؛ سيارات الشرطة تحرق، ونحن نتفرج، فقط يقال لك إنه تم القبض على 4 كانوا خلف العملية..!
الحل الأمني في اجتثاث الإرهاب قبل الحل السياسي (إن كان هناك حل سياسي مع الخائن) الحل الأمني أولاً، ثم السياسي والبرلمان هو مكان الحل السياسي هكذا تفعل الدول، وحين نقيم الحوار خارج البرلمان فإننا نعترف أن البرلمان ليس هو من يمثل الشعب.
ما صدر من البرلمان الأوروبي هو استهداف واضح للبحرين، ولا ينبغي أن نضحي بأمن البحرين من أجل الاتحاد الأوروبي أو أمريكا، أمننا الداخلي أهم، انظروا ماذا فعلت مصر مع أمريكا فيما يتعلق بسيادتها، انظروا كيف تدير إيران ظهرها لكل المنظمات والدول، انظروا كيف تقف المملكة العربية السعودية في وجه الجميع وتجعلهم يصمتون.
نضيع الأمن لسنوات، ونقف نتفرج على الإرهاب، وننتظر أن يضرب مرة أخرى وبقوة حتى نقوم بإجراء «تخديري» بعد ذلك، هذا أمر خاطئ تماماً، الإرهاب يجتث تماماً بقوة القانون هكذا تفعل الدول، ولا ينبغي أن نترك وطننا عرضة لتدمير الاقتصاد لأننا لا نريد أن نقضي على الإرهاب الآن حتى ترضى أمريكا.
هل يعقل أن دولة بأكملها لا تستطيع أن تقدم جماعات حرق الشوارع للقانون؟
هل يعقل أن يحرق وطننا لثلاثة أعوام ونحن نتفرج؟
الدولة تريد أن تتحاور مع من يقف خلف الإرهاب، بينما لم تنزع الدولة بعد عصا الإرهاب من طرف يلوح بالإرهاب حتى يخضع الدولة، ويخضع بقية مكونات المجتمع، هذا خطأ فادح ومكلف.
نتشابه مع لبنان كثيراً، حزب الشيطان هو الذي يملك السلاح، وهو الذي يفرض إرادته على الخصوم والدولة، ونحن نسير على ذات الطريق، نترك الإرهاب في يد من يريد أن يملي حلاً على مقاسه الطائفي والفئوي ونقول لنتحاور معه..!
أخطاء التسعينات لم نتعلم منها، القضاء على الإرهاب أولاً، الحل السياسي سيكون سهلاً بعد ذلك، كون الطرف الذي بيده العصا قد نزعت العصا من يده، وسيتساوى مع الجميع.
ثلاثة أعوام احترقت أمام أعيننا، قيل إن المجلس الوطني وتوصياته هي الحل، وأنتم تشاهدون ما نشاهد، لا توصيات ولا مجلس وطني، كل شيء كما هو، نخشى من إملاءات أمريكا وأوروبا ونضيع أمننا الداخلي من أجل أن نرضيهما.
يحق لمن يهدد الدولة بالعصيان أن يفعل ذلك، لماذا لا يفعل وقد تمكن من كل مفاصل الدولة؟
كل الأمور والوزارات بيد من يهدد بالعصيان، كل المؤسسات والشركات المملوكة للدولة بأياديهم، لهم الحق اليوم في إعلان التحدي والقوة، حين يهددون بالعصيان، كل شيء تحت سلطتهم، بينما تحتفظ الدولة ببعض واجهات الوزارات، أو الشركات ممن لا حول لهم ولا قوة.
درس 2011 درس قاس، لكن البعض عاد كما كان، لم يفهم بعد الرسالة، ولم يفهم كيف فرطت الدولة بالدولة، وكيف سلمت الدولة رقبتها لمن يريد خنقها، الأزمة القادمة لن تكون درساً، انتهت الدروس، الأزمة القادمة ستكون انقلاباً بمعنى الكلمة، الدروس لا تتكرر كثيراً، الدروس ليست مجانية، ومن لا يتعلم يسدد الفاتورة الأخيرة بالعمر..!
- رذاذ..
يقولون إنهم سيقاطعون الوزارات، والبنوك، والمؤسسات، يقولون ذلك، في العام الماضي قالوا إنهم سيتغيبون عن الأعمال، وهذا العام تراجعوا عن ذلك، لأن في المسألة «فلوس» ولأنهم فشلوا العام الماضي وحدثت وكانت الحياة طبيعية.
عادوا هذا العام بفكرة مقاطعة الوزارات والبنوك، وسيفشلون أيضاً.
عموماً المواطن يحتاج في بعض الأيام لأن يستمتع بالأجواء الجميلة، ولأن «يشم هوى نظيف»!