كأن الله وضعنا في اختبار صعب خلال ثلاث سنوات من الإرهاب، إن كان أحد يظن أن الأمن تمنحه جيوش أو قوات أمن او تحالفات، فإنه في وهم كبير، رغم أن ما سلف هي من الأسباب. إنما الأمن يمنحه رب العباد للناس، وهو تفضل من الله على عباده المؤمنين، لذلك كلما مرت بنا أزمات وكلما مر بنا ظرف صعب نتخطاه بلطف الله، فإن أول الأمور التي علينا أن نقولها في كل حديثنا، إن الله سبحانه هو الذي حفظ وسلم، فله الشكر وله الحمد من قبل ومن بعد، هكذا يجب أن نقول.
فمن يظن أن الأمن تأتي بها جيوش فعليه بخارطة الدول العربية وغير العربية، دول لديها جيوش ولديها قوات أمن ربما يفوق سكان البحرين بأضعاف، إلا أن الأمن فقد وأصبحت الدول في حالة فوضى واضطراب.
قلت وأقول مجدداً؛ إن الله حفظ البحرين بدعاء المصلين في المساجد، والنساء اللاتي يصلين في بيوتهن، وبالذين يصلون الفجر بالمساجد، بهؤلاء الله حفظ البحرين، وإلا فإن السفينة كانت تميل، وكادت أن تغرق..!
من بعد الحمد لله والشكر له والثناء عليه سبحانه، فإننا نتحدث عن الأسباب من بعد التوكل على الله، من هنا نقول إن على الدولة اليوم أن تجعل سيادتها فوق أراضيها أول أولوياتها، فقد صرح ذات مرة الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله أن الأمن هو أهم وأول الأولويات أمام الدولة، وهذه هي الحقيقة، فما نمر به يستوجب أن نصحح معها خارطة الطريق، الأمن أول الأولويات، والقضاء على الإرهاب أول أولويات سياسة الأمن، إن كانت لدى الدولة نية تصحيح ونيه القضاء على الإرهاب. ذات مرة استمعت لتصريح لأحد الوزراء (بعد انكشاف غمة 2011) يقول إن الحل السياسي هو الذي يجب أن يكون، وكنت أتمنى أن وزير غيره قال هذا الكلام، فهذا يشبه ضياع الرؤية والاستراتيجية لدولة وضياع للهدف، عدم فهم لما جرى. تمنيت من الذي صرح أن يقول إن أولوياتنا القضاء على الإرهاب وتقديم الجناة للعدالة، أكان محرضاً أو ممولاً أو فاعلاً، ومن بعد أن ننتهي من ذلك سوف نطرح الأفكار السياسية التي من شأنها أن تطور الديمقراطية البحرينية. تمنيت أن يقول ذلك، فالحل السياسي إنما هو (وهم) وكما قلت قبل يومين، إن حالنا يشبه الذي يريد البناء فوق فوهة البركان، ذلك أن البركان اليوم خامد..! الحل السياسي في واقعنا هو البناء فوق البركان لأنه خامد، بينما قد يخرج أبخرته وحممه في أي وقت، ويصبح البناء أثراً بعد عين.
هل هناك من يعرف لنا معنى (الحل السياسي)؟
الحل السياسي في الواقع البحريني هو إعطاء من انقلب على الدولة حصصاً من الكعكة حتى يقبل بها (مرحلياً) ومن ثم يعود ويفعل كما فعل وأكبر حتى يصل إلى قمة الهرم، وعندها سيكون حل سياسي واحد، وهو الحل العراقي من بعد أن سلمت أمريكا العراق للصفويين وحدث ما حدث في الشوارع.! هذا هو تفسير الحل السياسي الذي يجهله البعض.
البعض يقول إن الجمعية الانقلابية ضيعت الفرص للحل، وقد يكون ذلك صحيحاً، لكني أقول اليوم إن الدولة تضيع فرصاً أكبر منها لفرض أمنها وسيادتها وهيبة القانون، فقد سنحت فرص كبيرة، إلا أننا ضيعناها. اليوم أيضاً هناك فرصة كبيرة لتطبيق القانون الذي فرطنا فيه كدولة، وفي تطبيق شرع الله في الحدود، فالذي دهس رجال الأمن ذهاباً وأياباً بالسيارة لم ينفذ فيه الحكم الصادر، مع أن القضاء أصدر حكمه، وهذا جزء من تضييع هيبة الدولة وقانونها وتضييع حقوق الناس..! في بيانين صدرا لوزارتي الداخلية والعدل، شعرت كمواطن أن فيهما استعطاف للإرهابي والمحرض أن يكفا عن فعليهما، وهذا شيء مخجل.
كأنهم يقولون نريد من يملك سلطة على الشارع أن يقول للإرهابيين (لو تكرمتم أوقفوا أفعالكم) ونريد من المحرض من فوق المنبر والذي كان يحرض كل جمعة، أن يقف في الجمعة القادمة (غداً) ويقول توقفوا عن الإرهاب لأن وزارة العدل طلبت منا ذلك..!
مع احترامي وتقديري الكبيرين، إلا أن هذا الأمر مخجل، طبقوا القانون، وسيبلع المحرض من فوق المبر لسانه، أو سيدعي المرض وأنه لن يخطب، طبقوا القانون على الإرهابي، فإما أنه يقع في قبضة القانون، وإما أنه يفر خارج البحرين. وهذا لا يحتاج استعطافاً ورجاء الوزارتين من الإرهابي والمحرض أن يكفا عن الفعل، وكأن هذا الإرهاب الذي ضربنا يضربنا للمرة الأولى، ولم تكن هناك سوابق. هل تريدون من الذي (هستر) وقال «اسحقوهم» أن يقول هذه المرة (تقية) على الأهالي تسليم الإرهابيين لرجال الأمن؟ نعم سيقول خطبة تقية (إن لم يمرض هذه المرة) لكنها تبقى خطب تلاعب بالألفاظ والنار، لذلك كان البيانين دون مستوى الحدث، ودون طموحات أهل البحرين، وهذا يظهر سياسات الدولة في تعاملها مع كارثة بشرية كبرى.
استمعت إلى امرأة كويتية اتصلت بقناة وصال قبل يومين، والله إن كلامها يدمي القلب، وكأنها تقول لأهل البحرين أين الرجال..؟ إلى هذا أوصلتمونا، أن تقول لنا نساء الخليج أن أين الرجال من بعد أن شاهدوا كل هذا الإرهاب والقتل و(مطر المولوتوف) تهبط على رجال الأمن، وسيارات الأمن تفر من الموقع. والله إن كلامها يجرحنا، يدمي قلوبنا، تمنيت أن يسمعها قادتنا، ويسمعون مكالمة الضابط العراقي على ذات القناة، لكن المرأة الكويتية بالتأكيد لا تعرف أن الرجال النساء بالبحرين حتى الساعة يثقون بقيادتهم، ويتركون الأمر للدولة، وكلنا أمل ورجاء، ألا تخذلنا الدولة، وإلا نصل إلى مرحلة انهيار الدولة من الداخل، عندها لن ينفع أن تضع بالثوب رقعة هنا، ورقعة هناك، الثوب احترق كله.
كل الذي نتمناه ونأمله ونحن نثق حتى الساعة بقادتنا وحكومتنا، أن تفرض الدولة سلطتها، وهيبتها، وقانونها، لا ترتجي أحداً، ولا تستعطف أحداً، فرض الأمن بقوة القانون ستجعل أمريكا وبريطانيا، تحترمان الدولة البحرينية أكثر، وترك الأمور هكذا سيجعل كل طرف يتدخل في شأننا. فقد عجزنا عن الحل، وعجزنا عن تجفيف الإرهاب، وتركنا القاصي والداني يتدخل ويملي علينا ما يجب فعله. كل ذلك حدث ويحدث، لأننا تأخرنا في الحل الحقيقي، تأخرنا في أن نقرر أن ننهي الإرهاب من الجذور، حتى كبر وتطور وتوسع، ونحن نوقف الدوريات على (الهاي وي) من أجل أن يزيل رجال الأمن الإطارات المحترقة، هل هذا حل؟ الحل أن أقطع دابر الفاعل من أصله، وأجعل (بالقانون) من يخرج يتمنى أنه لم يخرج من بطن أمه، عندها لن توقفوا دورية على الطرقات..! عطلنا القانون، وفتحنا أبواب الدولة للمنظمات المشبوهة، وتركنا السفراء المتآمرين يعيثون فساد وتآمراً ودعماً للإرهابي، دون أن تردعهم الدولة، ومن ثم نقول لماذا حدث لنا ما حدث..؟ حين نرى التطور النوعي في الأسلحة والمتفجرات، يعود السؤال الذي نطرحه، هل حدودنا البحرية محكمة، أم مازالت هناك خروقات؟ إن كنتم تريدون تصوير أن هناك ضغوطاً، وإلى آخر هذا الكلام الذي نسمعه، فإن كل ذلك لا يبرر التفريط في الأمن، وعدم تطبيق القانون، وعدم تنفيذ أحكام القضاء، كل ما تقولون عنه من ضغوط لا يبرر تضييع الأمن، وأن نرى الدماء تسفك في شوارعنا، وكأن الأمرعادي.
هل تريدون عراقاً جديداً..؟
هل تريدون لبنان آخر؟
مازالت الفرصة سانحة لإحكام القانون، واجتثاث الإرهاب، وقطع ألسنة المحرضين، وقطع أيادي التمويل، إن أرادت الدولة أن توقف نزف جراحنا كمواطنين، الفرصة قائمة، وهذه أفضل أوقاتها، ويجب أن نفعل كل القوانين وصولاً إلى الدولة المحكمة الثابتة الراسخة.
{{ article.visit_count }}
فمن يظن أن الأمن تأتي بها جيوش فعليه بخارطة الدول العربية وغير العربية، دول لديها جيوش ولديها قوات أمن ربما يفوق سكان البحرين بأضعاف، إلا أن الأمن فقد وأصبحت الدول في حالة فوضى واضطراب.
قلت وأقول مجدداً؛ إن الله حفظ البحرين بدعاء المصلين في المساجد، والنساء اللاتي يصلين في بيوتهن، وبالذين يصلون الفجر بالمساجد، بهؤلاء الله حفظ البحرين، وإلا فإن السفينة كانت تميل، وكادت أن تغرق..!
من بعد الحمد لله والشكر له والثناء عليه سبحانه، فإننا نتحدث عن الأسباب من بعد التوكل على الله، من هنا نقول إن على الدولة اليوم أن تجعل سيادتها فوق أراضيها أول أولوياتها، فقد صرح ذات مرة الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله أن الأمن هو أهم وأول الأولويات أمام الدولة، وهذه هي الحقيقة، فما نمر به يستوجب أن نصحح معها خارطة الطريق، الأمن أول الأولويات، والقضاء على الإرهاب أول أولويات سياسة الأمن، إن كانت لدى الدولة نية تصحيح ونيه القضاء على الإرهاب. ذات مرة استمعت لتصريح لأحد الوزراء (بعد انكشاف غمة 2011) يقول إن الحل السياسي هو الذي يجب أن يكون، وكنت أتمنى أن وزير غيره قال هذا الكلام، فهذا يشبه ضياع الرؤية والاستراتيجية لدولة وضياع للهدف، عدم فهم لما جرى. تمنيت من الذي صرح أن يقول إن أولوياتنا القضاء على الإرهاب وتقديم الجناة للعدالة، أكان محرضاً أو ممولاً أو فاعلاً، ومن بعد أن ننتهي من ذلك سوف نطرح الأفكار السياسية التي من شأنها أن تطور الديمقراطية البحرينية. تمنيت أن يقول ذلك، فالحل السياسي إنما هو (وهم) وكما قلت قبل يومين، إن حالنا يشبه الذي يريد البناء فوق فوهة البركان، ذلك أن البركان اليوم خامد..! الحل السياسي في واقعنا هو البناء فوق البركان لأنه خامد، بينما قد يخرج أبخرته وحممه في أي وقت، ويصبح البناء أثراً بعد عين.
هل هناك من يعرف لنا معنى (الحل السياسي)؟
الحل السياسي في الواقع البحريني هو إعطاء من انقلب على الدولة حصصاً من الكعكة حتى يقبل بها (مرحلياً) ومن ثم يعود ويفعل كما فعل وأكبر حتى يصل إلى قمة الهرم، وعندها سيكون حل سياسي واحد، وهو الحل العراقي من بعد أن سلمت أمريكا العراق للصفويين وحدث ما حدث في الشوارع.! هذا هو تفسير الحل السياسي الذي يجهله البعض.
البعض يقول إن الجمعية الانقلابية ضيعت الفرص للحل، وقد يكون ذلك صحيحاً، لكني أقول اليوم إن الدولة تضيع فرصاً أكبر منها لفرض أمنها وسيادتها وهيبة القانون، فقد سنحت فرص كبيرة، إلا أننا ضيعناها. اليوم أيضاً هناك فرصة كبيرة لتطبيق القانون الذي فرطنا فيه كدولة، وفي تطبيق شرع الله في الحدود، فالذي دهس رجال الأمن ذهاباً وأياباً بالسيارة لم ينفذ فيه الحكم الصادر، مع أن القضاء أصدر حكمه، وهذا جزء من تضييع هيبة الدولة وقانونها وتضييع حقوق الناس..! في بيانين صدرا لوزارتي الداخلية والعدل، شعرت كمواطن أن فيهما استعطاف للإرهابي والمحرض أن يكفا عن فعليهما، وهذا شيء مخجل.
كأنهم يقولون نريد من يملك سلطة على الشارع أن يقول للإرهابيين (لو تكرمتم أوقفوا أفعالكم) ونريد من المحرض من فوق المنبر والذي كان يحرض كل جمعة، أن يقف في الجمعة القادمة (غداً) ويقول توقفوا عن الإرهاب لأن وزارة العدل طلبت منا ذلك..!
مع احترامي وتقديري الكبيرين، إلا أن هذا الأمر مخجل، طبقوا القانون، وسيبلع المحرض من فوق المبر لسانه، أو سيدعي المرض وأنه لن يخطب، طبقوا القانون على الإرهابي، فإما أنه يقع في قبضة القانون، وإما أنه يفر خارج البحرين. وهذا لا يحتاج استعطافاً ورجاء الوزارتين من الإرهابي والمحرض أن يكفا عن الفعل، وكأن هذا الإرهاب الذي ضربنا يضربنا للمرة الأولى، ولم تكن هناك سوابق. هل تريدون من الذي (هستر) وقال «اسحقوهم» أن يقول هذه المرة (تقية) على الأهالي تسليم الإرهابيين لرجال الأمن؟ نعم سيقول خطبة تقية (إن لم يمرض هذه المرة) لكنها تبقى خطب تلاعب بالألفاظ والنار، لذلك كان البيانين دون مستوى الحدث، ودون طموحات أهل البحرين، وهذا يظهر سياسات الدولة في تعاملها مع كارثة بشرية كبرى.
استمعت إلى امرأة كويتية اتصلت بقناة وصال قبل يومين، والله إن كلامها يدمي القلب، وكأنها تقول لأهل البحرين أين الرجال..؟ إلى هذا أوصلتمونا، أن تقول لنا نساء الخليج أن أين الرجال من بعد أن شاهدوا كل هذا الإرهاب والقتل و(مطر المولوتوف) تهبط على رجال الأمن، وسيارات الأمن تفر من الموقع. والله إن كلامها يجرحنا، يدمي قلوبنا، تمنيت أن يسمعها قادتنا، ويسمعون مكالمة الضابط العراقي على ذات القناة، لكن المرأة الكويتية بالتأكيد لا تعرف أن الرجال النساء بالبحرين حتى الساعة يثقون بقيادتهم، ويتركون الأمر للدولة، وكلنا أمل ورجاء، ألا تخذلنا الدولة، وإلا نصل إلى مرحلة انهيار الدولة من الداخل، عندها لن ينفع أن تضع بالثوب رقعة هنا، ورقعة هناك، الثوب احترق كله.
كل الذي نتمناه ونأمله ونحن نثق حتى الساعة بقادتنا وحكومتنا، أن تفرض الدولة سلطتها، وهيبتها، وقانونها، لا ترتجي أحداً، ولا تستعطف أحداً، فرض الأمن بقوة القانون ستجعل أمريكا وبريطانيا، تحترمان الدولة البحرينية أكثر، وترك الأمور هكذا سيجعل كل طرف يتدخل في شأننا. فقد عجزنا عن الحل، وعجزنا عن تجفيف الإرهاب، وتركنا القاصي والداني يتدخل ويملي علينا ما يجب فعله. كل ذلك حدث ويحدث، لأننا تأخرنا في الحل الحقيقي، تأخرنا في أن نقرر أن ننهي الإرهاب من الجذور، حتى كبر وتطور وتوسع، ونحن نوقف الدوريات على (الهاي وي) من أجل أن يزيل رجال الأمن الإطارات المحترقة، هل هذا حل؟ الحل أن أقطع دابر الفاعل من أصله، وأجعل (بالقانون) من يخرج يتمنى أنه لم يخرج من بطن أمه، عندها لن توقفوا دورية على الطرقات..! عطلنا القانون، وفتحنا أبواب الدولة للمنظمات المشبوهة، وتركنا السفراء المتآمرين يعيثون فساد وتآمراً ودعماً للإرهابي، دون أن تردعهم الدولة، ومن ثم نقول لماذا حدث لنا ما حدث..؟ حين نرى التطور النوعي في الأسلحة والمتفجرات، يعود السؤال الذي نطرحه، هل حدودنا البحرية محكمة، أم مازالت هناك خروقات؟ إن كنتم تريدون تصوير أن هناك ضغوطاً، وإلى آخر هذا الكلام الذي نسمعه، فإن كل ذلك لا يبرر التفريط في الأمن، وعدم تطبيق القانون، وعدم تنفيذ أحكام القضاء، كل ما تقولون عنه من ضغوط لا يبرر تضييع الأمن، وأن نرى الدماء تسفك في شوارعنا، وكأن الأمرعادي.
هل تريدون عراقاً جديداً..؟
هل تريدون لبنان آخر؟
مازالت الفرصة سانحة لإحكام القانون، واجتثاث الإرهاب، وقطع ألسنة المحرضين، وقطع أيادي التمويل، إن أرادت الدولة أن توقف نزف جراحنا كمواطنين، الفرصة قائمة، وهذه أفضل أوقاتها، ويجب أن نفعل كل القوانين وصولاً إلى الدولة المحكمة الثابتة الراسخة.