انطلقت مركبة مكشوفة في شوارع المدينة الصربية «سراييفو» تحمل الأرشيدوق فرانز فرديناند، ولي عهد إمبراطورية النمسا والمجر، وبجواره زوجته، وكان في طريقه للتفتيش على قوات الإمبراطورية في إقليم البوسنة، وتصادف أن يكون ذلك اليوم موافقاً للذكرى السنوية لهزيمة الصرب أمام الأتراك عام 1389، إضافة إلى أن إمبراطورية النمسا والمجر كانت قد ضمت بالقوة إقليمي البوسنة والهرسك إلى ممتلكات الإمبراطورية عام 1908 وأعلنت نيّتها ضم الصرب أيضاً، مما أثار سخط القوميين الصرب الذين كانوا ينادون بدولة صربية مستقلة تضم الصرب والبوسنة والهرسك، وفي أثناء ذلك برز شاب صربي من بين المتفرجين على موكب الأرشيدوق، وألقى بقنبلة يدوية على مركبته، فأصابت ضابط الحراسة في مؤخرة المركبة، وتمكن الأرشيدوق وزوجته من النجاة، ولكن في مساء نفس اليوم، وبينما كان الأرشيدوق في طريقه للمستشفى لزيارة الضابط الجريح عاجل شاب صربي آخر الأرشيدوق برصاصات متتالية قتلته هو وزوجته على الفور، ليكون هذا الحادث بمثابة الشرارة التي أشعلت نار الحرب العالمية الأولى.
هذا للذكرى وتأميناً حقيقياً للتاريخ، أما اليوم فإن المسألة باتت تعيد نفسها لكن بشخوص مختلفة ودول أخرى غير صربيا، ربما هي أوكرانيا أو دولة تشبه ملامحها.
نحن نقول ذلك، لأن مسألة الصراع الدولي على مناطق النفوذ هذه المرة سيخرج من الحرب الباردة إلى الحرب الساخنة، وسينطلق من واشنطن وموسكو، وهما أقوى دول العالم من حيث القوة والإمكانات المؤهلة لحرب كونية ثالثة، ومن المؤكد أن أوكرانيا هي أقوى محطات الصراع الحقيقي بين الدولتين العظميين، لأنها ستظل في نهاية المطاف دولة أوروبية، والجميع يعلم ماذا تعني أوروبا للعالم الصناعي، من حيث موقعها الاستراتيجي المتاخم للمصالح الغربية والروسية على حدٍّ سواء.
اليوم، هنالك تصعيد خطير في الأزمة الأوكرانية، فقد أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن بلاده تدرس سلسلة إجراءات لعزل روسيا اقتصادياً ودبلوماسياً بسبب مواقفها تجاه الأزمة الأوكرانية وتدخلها العسكري في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي التابعة لأوكرانيا، واعتبر أوباما أن «روسيا انتهكت حقوق الإنسان والمواثيق الدولية من خلال تدخلها في شؤون دولة أخرى»، وأن أمام الولايات المتحدة «خيارات عدّة لمواجهة موسكو»، مؤكداً أن «المجتمع الدولي متفق على أن روسيا أخلت بكل الاتفاقات الدولية المتعلقة باحترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي للدول الأخرى».
وكعادته فقد أكد أوباما أن «روسيا تقف في الجانب الخاطئ من التاريخ»، مؤكداً دعم بلاده الحكومة الأوكرانية المؤقتة.
هذا هو الموقف الأمريكي المتنامي ضد موسكو في فترة قصيرة للغاية، وهو موقف تفوح منه رائحة استعمال القوة وربما هي الحرب.
هذا وعلقت الولايات المتحدة قبل أيام فقط على هذا التصعيد الجاد، تعاونها العسكري مع روسيا قبل وصول وزير خارجيتها جون كيري إلى كييف لتأكيد دعم بلاده للسلطة الأوكرانية الجديدة التي تواجه «إنذاراً» روسياً في القرم، لكن ماذا عن الموقف الروسي الذي من شأنه تغيير خريطة مجريات الأمور، إما للسلام الجديد، أو إما للحرب العالمية الثالثة؟
..للحديث بقية
{{ article.visit_count }}
هذا للذكرى وتأميناً حقيقياً للتاريخ، أما اليوم فإن المسألة باتت تعيد نفسها لكن بشخوص مختلفة ودول أخرى غير صربيا، ربما هي أوكرانيا أو دولة تشبه ملامحها.
نحن نقول ذلك، لأن مسألة الصراع الدولي على مناطق النفوذ هذه المرة سيخرج من الحرب الباردة إلى الحرب الساخنة، وسينطلق من واشنطن وموسكو، وهما أقوى دول العالم من حيث القوة والإمكانات المؤهلة لحرب كونية ثالثة، ومن المؤكد أن أوكرانيا هي أقوى محطات الصراع الحقيقي بين الدولتين العظميين، لأنها ستظل في نهاية المطاف دولة أوروبية، والجميع يعلم ماذا تعني أوروبا للعالم الصناعي، من حيث موقعها الاستراتيجي المتاخم للمصالح الغربية والروسية على حدٍّ سواء.
اليوم، هنالك تصعيد خطير في الأزمة الأوكرانية، فقد أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن بلاده تدرس سلسلة إجراءات لعزل روسيا اقتصادياً ودبلوماسياً بسبب مواقفها تجاه الأزمة الأوكرانية وتدخلها العسكري في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي التابعة لأوكرانيا، واعتبر أوباما أن «روسيا انتهكت حقوق الإنسان والمواثيق الدولية من خلال تدخلها في شؤون دولة أخرى»، وأن أمام الولايات المتحدة «خيارات عدّة لمواجهة موسكو»، مؤكداً أن «المجتمع الدولي متفق على أن روسيا أخلت بكل الاتفاقات الدولية المتعلقة باحترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي للدول الأخرى».
وكعادته فقد أكد أوباما أن «روسيا تقف في الجانب الخاطئ من التاريخ»، مؤكداً دعم بلاده الحكومة الأوكرانية المؤقتة.
هذا هو الموقف الأمريكي المتنامي ضد موسكو في فترة قصيرة للغاية، وهو موقف تفوح منه رائحة استعمال القوة وربما هي الحرب.
هذا وعلقت الولايات المتحدة قبل أيام فقط على هذا التصعيد الجاد، تعاونها العسكري مع روسيا قبل وصول وزير خارجيتها جون كيري إلى كييف لتأكيد دعم بلاده للسلطة الأوكرانية الجديدة التي تواجه «إنذاراً» روسياً في القرم، لكن ماذا عن الموقف الروسي الذي من شأنه تغيير خريطة مجريات الأمور، إما للسلام الجديد، أو إما للحرب العالمية الثالثة؟
..للحديث بقية