شهدت أوساط الرأي العام البحريني خلال الفترة التي مضت استنكاراً شديد اللهجة على تطاول الأمين العام لجمعية الوفاق المدعو علي سلمان على الصحابة -رضي الله عنهم- حيث اجتهدت كل جماعة مشكورة بإصدار بيان للصحف المحلية أو كتابة استنكار وتعميمه على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان واضحاً من خلال دعوات المشاركة في الحملات المنظمة ما اعتل الصدور من غضب واستياء.
على المستوى الشخصي وليعذرني الجميع على صراحتي لم أبد تفاعلاً كبيراً معهم ليس لأن شرارة الغضب الشديد لم تعتمل بصدري كما البقية أو لأن الكلام الذي قاله لم يكن كما اللهيب الذي يشعل الفكر ويستفزه ويتسبب بغليان الدم في العروق، غير أن التفكير بمنطقية هو ما أعاد بوصلة مشاعري إلى الهدوء نوعاً ما أمام المشهد الحاصل.. قد تكون وجهة النظر التي سنطرحها هنا لا تجد قبولاً عند البعض لكن نطرحها من باب التعقل في موقف ممارس من إنسان واضح أنه «مفلس» ويبحث عن أي طريقة لاستفزاز مشاعر الشرفاء لاسيما شريحة أهل السنة منهم وإشغالهم بشكل دائم بمواقف وقتية ينتهي أثرها مع انتهاء الحدث وليست طويلة المدى.. من الأسباب التي دفعتنا لتحليل الموقف بمنطق أكثر فيما حصل، الأول أن هذا «المفلس» لمن يتتبعه يلاحظ أنه يتكلم دائماً بدبلوماسية وتوظيف مناسب للكلمات تجعله يخرج «مثل الشعرة من العجين» تجاه أي قضية إلا أنه بنفس الوقت يحاول دائماً بين كل فترة وأخرى إيجاد مدخل جديد لاستفزاز شرائح الشرفاء سواء من جانب ديني طائفي أو وطني ذي سيادة أو اجتماعي أو حتى ميداني من خلال الاقتراب من مناطقهم كما فعل من فترة!
ثانياً أن ما كشفه من كلام عن فاطمة الزهراء واهتمامه بإبراز أدوارها ومواقفها على حساب الإساءة إلى الصحابة حديث ليس بمستغرب وليس بجديد من هذه الأشكال، فهذا بالأصل منهجهم وفكرهم وهذه خطاباتهم وهذه دروسهم اليومية التي يغسلون فيها عقول من يتبعونهم، فالطائفية التي يدعون أمام العالم المعاناة منها انطلاقاً من عقدة المظلومية هم أول من يحملون لواءها ويمارسونها تجاه الطوائف المختلفة عنهم وهم قبل كل ذلك من يدسها كالسم في عقول النشء والأطفال والأجيال القادمة بشكل متوارث وعن طريق نقل الوقائع بتصرف توظف فيه المبالغات والانحرافات الدينية والتاريخية التي لا تقترب حتى من الحقيقة!
بشديد الصراحة هل تعتقدون أن هؤلاء لا يتداولون مثل هذه الأقاويل والأحاديث بينهم في مآتمهم ومجالسهم وفي أحاديثهم بالحوزات وما شابه؟ وبصراحة أعلى مرتبة منها هل تعتقدون أو تؤمنون بأن هؤلاء يدخل ضمن أجندتهم مسألة التقريب بين الطوائف ولنكن أكثر تحديداً بين الطائفتين السنية والشيعية من منطلق التسامح والتعايش ومحاولة ردم الخلافات؟ كلنا يعلم أنه «كاذب» بخصوص سعيه لتمثيل مختلف الطوائف وأنه يرى أهل السنة إخوانه في الوطن!
حديث علي سلمان ليس بجديد وجاء على نهج هم يحملونه كمبدأ في الحياة ويعد دستوراً في أساس التعامل لاسيما مع شريحة الشرفاء ومن ضمنهم أهل السنة.. دعونا نتساءل بواقعية أكثر هل ما تم ممارسته تجاه الطالب عمر الذي أجبرته المدرسة على تقبيل قدمها يومياً أمام الطلبة في الفصل لا يرجع إلى هذه المدرسة الطائفية وقناعة التمييز في الأسماء؟ هل إرهاب الأسماء الجاري في صفوف الشرفاء الذين بعضهم يتخوف من تسمية أبنائه بـ«عمر وعثمان وأبوبكر» رضي الله عنهم مشكلة ظهرت للتو على السطح؟
نقول هذا الكلام حتى لا نكون أمة التصريحات والبيانات الاستنكارية وللتنبيه لخطأ كبير يمارس في صفوف الشرفاء الذين دائماً ما تكون مواقفهم وقتية وردة فعل لا معالجة جذرية للموضوع فهؤلاء بالأساس دسوا في المجتمع البحريني لتأسيس مشروع دولة إرهابية وطائفية كبرى مقتبسة من تلك الأم في إيران ومكملة لما هي موجودة في العراق وسوريا والتي تمارس التمييز الطائفي والاضطهاد لكل المختلفين عنها والتي تسلب أبسط حقوق العيش لهم وإن وصل الأمر لمنع تداول أسماء الصحابة وقتل من يحملها.. هؤلاء لم يسرقوا فقط أسماء الصحابة ويحاولون فرض منع تسمية الأجيال بأسمائهم وممارسة التمييز ضد كل من يحمل نفس أسمائهم ولم يسرقوا كذلك التاريخ ولا الحقيقة بل حتى صوت الطائفة الشيعية الكريمة التي هي بالأصل متسامحة ومتعايشة ومتخالطة مع الطائفة السنية في المجتمع البحريني منذ سنين طويلة.
لذا نقول إن الحل ليس بالتصريحات والاستنكار واستعراض العضلات الكلامية بل بالمعالجة القانونية من خلال القضايا والمساءلة فالناشط في الحقوق الطائفية نبيل رجب مثلاً لم يكسر شوكة تجاوزاته القانونية سوى تقديم شكوى عليه من أهل المحرق ليبقى حبيس جدران السجن.. تطاول علي سلمان وأمثاله منهج مستورد من أجندة خارجية تدرس وتزرع بعقول الأجيال وتعتمد خلط الأوراق وتوظيفها في الواقع البحريني اليوم من خلال ربط القصص غير الحقيقية بالأحداث لشحن الصفوف بالطائفية البغيضة وتشجيعها على ممارسة التمييز الطائفي تجاه «أجيال المهاجرين والأنصار والرجال المتخلفين عن الواجب» في قاموس هذا «المفلس».. الرد يأتي بالفعل من خلال مبادرات الحراك مع المنظمات الحقوقية والإنسانية خارج البحرين وعلى المستوى الدولي لإبراز صوت الحقيقة وإماطة اللثام عن المنهج الفكري والمدرسة الطائفية التي يسيرون عليها!
{{ article.visit_count }}
على المستوى الشخصي وليعذرني الجميع على صراحتي لم أبد تفاعلاً كبيراً معهم ليس لأن شرارة الغضب الشديد لم تعتمل بصدري كما البقية أو لأن الكلام الذي قاله لم يكن كما اللهيب الذي يشعل الفكر ويستفزه ويتسبب بغليان الدم في العروق، غير أن التفكير بمنطقية هو ما أعاد بوصلة مشاعري إلى الهدوء نوعاً ما أمام المشهد الحاصل.. قد تكون وجهة النظر التي سنطرحها هنا لا تجد قبولاً عند البعض لكن نطرحها من باب التعقل في موقف ممارس من إنسان واضح أنه «مفلس» ويبحث عن أي طريقة لاستفزاز مشاعر الشرفاء لاسيما شريحة أهل السنة منهم وإشغالهم بشكل دائم بمواقف وقتية ينتهي أثرها مع انتهاء الحدث وليست طويلة المدى.. من الأسباب التي دفعتنا لتحليل الموقف بمنطق أكثر فيما حصل، الأول أن هذا «المفلس» لمن يتتبعه يلاحظ أنه يتكلم دائماً بدبلوماسية وتوظيف مناسب للكلمات تجعله يخرج «مثل الشعرة من العجين» تجاه أي قضية إلا أنه بنفس الوقت يحاول دائماً بين كل فترة وأخرى إيجاد مدخل جديد لاستفزاز شرائح الشرفاء سواء من جانب ديني طائفي أو وطني ذي سيادة أو اجتماعي أو حتى ميداني من خلال الاقتراب من مناطقهم كما فعل من فترة!
ثانياً أن ما كشفه من كلام عن فاطمة الزهراء واهتمامه بإبراز أدوارها ومواقفها على حساب الإساءة إلى الصحابة حديث ليس بمستغرب وليس بجديد من هذه الأشكال، فهذا بالأصل منهجهم وفكرهم وهذه خطاباتهم وهذه دروسهم اليومية التي يغسلون فيها عقول من يتبعونهم، فالطائفية التي يدعون أمام العالم المعاناة منها انطلاقاً من عقدة المظلومية هم أول من يحملون لواءها ويمارسونها تجاه الطوائف المختلفة عنهم وهم قبل كل ذلك من يدسها كالسم في عقول النشء والأطفال والأجيال القادمة بشكل متوارث وعن طريق نقل الوقائع بتصرف توظف فيه المبالغات والانحرافات الدينية والتاريخية التي لا تقترب حتى من الحقيقة!
بشديد الصراحة هل تعتقدون أن هؤلاء لا يتداولون مثل هذه الأقاويل والأحاديث بينهم في مآتمهم ومجالسهم وفي أحاديثهم بالحوزات وما شابه؟ وبصراحة أعلى مرتبة منها هل تعتقدون أو تؤمنون بأن هؤلاء يدخل ضمن أجندتهم مسألة التقريب بين الطوائف ولنكن أكثر تحديداً بين الطائفتين السنية والشيعية من منطلق التسامح والتعايش ومحاولة ردم الخلافات؟ كلنا يعلم أنه «كاذب» بخصوص سعيه لتمثيل مختلف الطوائف وأنه يرى أهل السنة إخوانه في الوطن!
حديث علي سلمان ليس بجديد وجاء على نهج هم يحملونه كمبدأ في الحياة ويعد دستوراً في أساس التعامل لاسيما مع شريحة الشرفاء ومن ضمنهم أهل السنة.. دعونا نتساءل بواقعية أكثر هل ما تم ممارسته تجاه الطالب عمر الذي أجبرته المدرسة على تقبيل قدمها يومياً أمام الطلبة في الفصل لا يرجع إلى هذه المدرسة الطائفية وقناعة التمييز في الأسماء؟ هل إرهاب الأسماء الجاري في صفوف الشرفاء الذين بعضهم يتخوف من تسمية أبنائه بـ«عمر وعثمان وأبوبكر» رضي الله عنهم مشكلة ظهرت للتو على السطح؟
نقول هذا الكلام حتى لا نكون أمة التصريحات والبيانات الاستنكارية وللتنبيه لخطأ كبير يمارس في صفوف الشرفاء الذين دائماً ما تكون مواقفهم وقتية وردة فعل لا معالجة جذرية للموضوع فهؤلاء بالأساس دسوا في المجتمع البحريني لتأسيس مشروع دولة إرهابية وطائفية كبرى مقتبسة من تلك الأم في إيران ومكملة لما هي موجودة في العراق وسوريا والتي تمارس التمييز الطائفي والاضطهاد لكل المختلفين عنها والتي تسلب أبسط حقوق العيش لهم وإن وصل الأمر لمنع تداول أسماء الصحابة وقتل من يحملها.. هؤلاء لم يسرقوا فقط أسماء الصحابة ويحاولون فرض منع تسمية الأجيال بأسمائهم وممارسة التمييز ضد كل من يحمل نفس أسمائهم ولم يسرقوا كذلك التاريخ ولا الحقيقة بل حتى صوت الطائفة الشيعية الكريمة التي هي بالأصل متسامحة ومتعايشة ومتخالطة مع الطائفة السنية في المجتمع البحريني منذ سنين طويلة.
لذا نقول إن الحل ليس بالتصريحات والاستنكار واستعراض العضلات الكلامية بل بالمعالجة القانونية من خلال القضايا والمساءلة فالناشط في الحقوق الطائفية نبيل رجب مثلاً لم يكسر شوكة تجاوزاته القانونية سوى تقديم شكوى عليه من أهل المحرق ليبقى حبيس جدران السجن.. تطاول علي سلمان وأمثاله منهج مستورد من أجندة خارجية تدرس وتزرع بعقول الأجيال وتعتمد خلط الأوراق وتوظيفها في الواقع البحريني اليوم من خلال ربط القصص غير الحقيقية بالأحداث لشحن الصفوف بالطائفية البغيضة وتشجيعها على ممارسة التمييز الطائفي تجاه «أجيال المهاجرين والأنصار والرجال المتخلفين عن الواجب» في قاموس هذا «المفلس».. الرد يأتي بالفعل من خلال مبادرات الحراك مع المنظمات الحقوقية والإنسانية خارج البحرين وعلى المستوى الدولي لإبراز صوت الحقيقة وإماطة اللثام عن المنهج الفكري والمدرسة الطائفية التي يسيرون عليها!