لا يمكن أن نصنف ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم على أنه حرية شخصية أو على أنها الصورة الصحية لحرية التعبير المثالية، فهنالك فرق شاسع بين الحرية والكراهية، وما يحدث من تراشق عربي بامتياز في مواقع التواصل الاجتماعي يعطينا تصوراً واضحاً أننا أبعد ما نكون عن الحرية والديمقراطية.
إن إشاعة روح الفتنة والطائفية والمذهبية وتكريس ثقافة الكراهية في عالم الإنترنت، تنتج في نهاية المطاف مجتمعات مريضة ومحبطة وخطرة أيضاً، فبعد أكثر من ثلاثة أعوام على ما يسمى بالربيع العربي، لم تنتج مجتمعاتنا العربية من خلال تويتر -على سبيل المثال- سوى المزيد من قطعانٍ بشريةٍ تهوى وتتلذذ بالتسقيط والتخوين والقتل ومناظر الدم وحزِّ الرقاب وسحل الأجساد، تارة باسم الدين وتارة أخرى باسم الحرية.
شذاذ الآفاق من كل الأقطار العربية ومعهم الكثير من المتعلمين والإعلاميين وبعض المثقفين، يمارسون هــــوايــــة الإقصــــاء والتشهير والشتائم وكل ما هو قبيح في حق الآخر، ومن ثم يأتيك أحدهم من بعيد كي يثبت لنا أن ما يحصل من نتاجٍ سيئ وفوضى عارمة لا تطاق في «تويتر» وغيره، دليل «ناصع البياض» على مدى تطور الشعوب العربية على صعيد الحريات الشخصيـــة والدينية والسياسية، بينما كل ما هنالك لا يعدو كونه سلوكاً شاذاً لأقوام محبطين ومتخلفين.
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عندنا لا تتجاوز أن تكون سلة للمخلفات الأخلاقية والفكرية والقيمية، وفي حين يتباهى بعضهم بنشر الغسيل وعرض عضلات لسانه البذيء في تويتر، هنالك الآلاف من عقلاء العرب بدؤوا بالنزوح من هذا العالم «الفاضي» والكريه، لأنهم أيقنوا أننا لا نصلح للديمقراطية ولا ننتخب للحرية، إضافة أنهم يرون المكوث في هذه المواقع قتلاً للوقت والروح والفكر والإنسانية والضمير.
إن أرخص وأسهل اللغات على الإطلاق هي لغة الشتائم، فهي لا تحتاج إلى عقل كبير ولا إلى شهادات، بل كل ما تحتاجه هو أن يكون السباب فاقد البوصلة والأخلاق، ومن يتوقع من هؤلاء القوم، أن الآخرين ممن يختلفون معهم لا يستطيعون مجاراتهم في السباب والشتائم فهم واهمون جداً، لكنهم فضلوا أن يقولوا للجاهلين «سلاماً».
إذا استمر العرب، والبحرينيون من ضمنهم طبعاً، في صناعة معارك غير أخلاقية مع خصومهم في عالم «تويتر» وغيره من المواقع المصنوعة في أمريكا وأوروبا، فإنهم سيجدون أنفسهم في قادم الأيام في عزلة تامة، وحينها سيأكلون بعضهم بعضاً حين لا يجدون من ينهشون في لحمه وكرامته، لأنهم كانوا يملكون فرصة الاختلاف المشروع مع المختلف في كل موقع من مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة حضارية، إلا أنهم فضلوا السقوط على الارتقاء، حتى أضاعوا الفرصة كما أضاع أجدادهم من قبل نفطهم وأرضهم ووحدتهم وكرامتهم، إنهم بالفعل مازالوا أعراباً وليسوا عرباً.
{{ article.visit_count }}
إن إشاعة روح الفتنة والطائفية والمذهبية وتكريس ثقافة الكراهية في عالم الإنترنت، تنتج في نهاية المطاف مجتمعات مريضة ومحبطة وخطرة أيضاً، فبعد أكثر من ثلاثة أعوام على ما يسمى بالربيع العربي، لم تنتج مجتمعاتنا العربية من خلال تويتر -على سبيل المثال- سوى المزيد من قطعانٍ بشريةٍ تهوى وتتلذذ بالتسقيط والتخوين والقتل ومناظر الدم وحزِّ الرقاب وسحل الأجساد، تارة باسم الدين وتارة أخرى باسم الحرية.
شذاذ الآفاق من كل الأقطار العربية ومعهم الكثير من المتعلمين والإعلاميين وبعض المثقفين، يمارسون هــــوايــــة الإقصــــاء والتشهير والشتائم وكل ما هو قبيح في حق الآخر، ومن ثم يأتيك أحدهم من بعيد كي يثبت لنا أن ما يحصل من نتاجٍ سيئ وفوضى عارمة لا تطاق في «تويتر» وغيره، دليل «ناصع البياض» على مدى تطور الشعوب العربية على صعيد الحريات الشخصيـــة والدينية والسياسية، بينما كل ما هنالك لا يعدو كونه سلوكاً شاذاً لأقوام محبطين ومتخلفين.
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عندنا لا تتجاوز أن تكون سلة للمخلفات الأخلاقية والفكرية والقيمية، وفي حين يتباهى بعضهم بنشر الغسيل وعرض عضلات لسانه البذيء في تويتر، هنالك الآلاف من عقلاء العرب بدؤوا بالنزوح من هذا العالم «الفاضي» والكريه، لأنهم أيقنوا أننا لا نصلح للديمقراطية ولا ننتخب للحرية، إضافة أنهم يرون المكوث في هذه المواقع قتلاً للوقت والروح والفكر والإنسانية والضمير.
إن أرخص وأسهل اللغات على الإطلاق هي لغة الشتائم، فهي لا تحتاج إلى عقل كبير ولا إلى شهادات، بل كل ما تحتاجه هو أن يكون السباب فاقد البوصلة والأخلاق، ومن يتوقع من هؤلاء القوم، أن الآخرين ممن يختلفون معهم لا يستطيعون مجاراتهم في السباب والشتائم فهم واهمون جداً، لكنهم فضلوا أن يقولوا للجاهلين «سلاماً».
إذا استمر العرب، والبحرينيون من ضمنهم طبعاً، في صناعة معارك غير أخلاقية مع خصومهم في عالم «تويتر» وغيره من المواقع المصنوعة في أمريكا وأوروبا، فإنهم سيجدون أنفسهم في قادم الأيام في عزلة تامة، وحينها سيأكلون بعضهم بعضاً حين لا يجدون من ينهشون في لحمه وكرامته، لأنهم كانوا يملكون فرصة الاختلاف المشروع مع المختلف في كل موقع من مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة حضارية، إلا أنهم فضلوا السقوط على الارتقاء، حتى أضاعوا الفرصة كما أضاع أجدادهم من قبل نفطهم وأرضهم ووحدتهم وكرامتهم، إنهم بالفعل مازالوا أعراباً وليسوا عرباً.