عجيبة وساحرة هي الانتخابات البرلمانية العراقية، تؤثر فيمن حولها تأثير السحر بالمسحور، رئيس مفقود يظهر فجأة، وشعب يرحل مثقفوه إلى دول الجوار، وأحزاب إسلامية تلبس عباءة العلمانية، فكم أنت كبير يا كرسي البرلمان الأعرج لتفعل كل ذلك؟!
علمنا جيداً أن انتخابات البرلمان العراقية شر مستطير على العراق وشعبه، فقبل حلولها بأشهر تزدحم الساحة العراقية بالسيارات المفخخة، ويقف انتحاريون طوابير بأحزمة ناسفة، وتعيث الميلشيات بأسلحتها الكاتمة قتلاً وتهجيراً، ويتحول سياسيون إلى ممثلين على الهواء مباشرة لتتطاير منهم الشتائم والفضائح في مسرحيات سمجة تشبه وجوههم، وتتكشف الجرائم بحق العراق وشعبه بسرعة لا يتمكن حتى «شارلوك هولمز» شخصياً من اللحاق بها.
لكن ما حصل قبيل الانتخابات الأخيرة بين لنا أن هناك قدرات عجيبة لهذه الانتخابات تضاف لكل ما سبق، منها أنها أعادت الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني إلى الحياة فجأة، فبعد غياب وفقدان دام ستة عشر شهراً للرئيس ظهر على شاشة التلفزيون بوعيه وهو يجلس على كرسي متحرك في مشفاه ببرلين وهو يدلي بصوته، وبذلك يعد ثاني رئيس جمهورية عربية يدلي بصوته من على صهوة الكرسي المتحرك في الشهر ذاته، فتحية للكراسي المتحركة، كنت قد قرأت سابقاً في أخبار العاشقين عبر التاريخ عن أناس مرضوا وأصابهم السقم ولم تعرف علتهم، فجيء لهم بأطباء حاذقين، كان الطبيب يذكر أسماء بنات عند رأس المريض وعند اسم محدد تتغير ضربات القلب فيلتفت الطبيب إلى الأهل قائلاً لهم زوجوا ابنكم من فلانة وسيشفى، وسمعت عن شخص في دولة شقيقة أصيب بحادث سير وأغمي عليه، فجاء أحد معارفه وذكر اسم طير يحبه فأفاق ومشى من فوره، لكنها المرة الأولى التي أرى فيها تأثير انتخابات على رئيس سمعنا بموته قبل فترة وأعادته الانتخابات للحياة.
من عجائب هذه الانتخابات أيضاً أنها جعلت المثقفين وأصحاب المهن يغادرون إلى كردستان وتركيا والأردن خلال فترة الانتخابات لينجوا بحياتهم ويبتعدوا عن جحيم العرس الدموي هذا، أما التأثير الساحر لهذه الانتخابات على أحد الأحزاب الإسلامية فجعله يوزع قادته ومن يعز عليه من أتباعه على الأحزاب العلمانية التي كان قبل أربع سنوات ينقم من الناس أنهم انتخبوها بعدما انتخبوه في الأربعة التي سبقتها فخذلهم، نجده اليوم يضع قيادييه تحت عباءة العلمانيين ليطلوا بكل صفاقة على الناس من جديد وهم يعلمون جيداً بغض الناس لهم ويعلمون أنهم لو بقوا بمسميات أحزابهم لن ينتخبوا ممن يضنون خطأ أنهم جمهورهم، فيما يطرح بعض المثقفين الغيورين على بلدهم سؤالاً وجيهاً وهم يرونه يحترق بهؤلاء، هل يمكننا انتخاب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكماً للعراق؟
لولا أن الله عز وجل اختص لنفسه إحياء الموتى لقلنا أن هذه الانتخابات تحيي العظام وهي رميم.
{{ article.visit_count }}
علمنا جيداً أن انتخابات البرلمان العراقية شر مستطير على العراق وشعبه، فقبل حلولها بأشهر تزدحم الساحة العراقية بالسيارات المفخخة، ويقف انتحاريون طوابير بأحزمة ناسفة، وتعيث الميلشيات بأسلحتها الكاتمة قتلاً وتهجيراً، ويتحول سياسيون إلى ممثلين على الهواء مباشرة لتتطاير منهم الشتائم والفضائح في مسرحيات سمجة تشبه وجوههم، وتتكشف الجرائم بحق العراق وشعبه بسرعة لا يتمكن حتى «شارلوك هولمز» شخصياً من اللحاق بها.
لكن ما حصل قبيل الانتخابات الأخيرة بين لنا أن هناك قدرات عجيبة لهذه الانتخابات تضاف لكل ما سبق، منها أنها أعادت الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني إلى الحياة فجأة، فبعد غياب وفقدان دام ستة عشر شهراً للرئيس ظهر على شاشة التلفزيون بوعيه وهو يجلس على كرسي متحرك في مشفاه ببرلين وهو يدلي بصوته، وبذلك يعد ثاني رئيس جمهورية عربية يدلي بصوته من على صهوة الكرسي المتحرك في الشهر ذاته، فتحية للكراسي المتحركة، كنت قد قرأت سابقاً في أخبار العاشقين عبر التاريخ عن أناس مرضوا وأصابهم السقم ولم تعرف علتهم، فجيء لهم بأطباء حاذقين، كان الطبيب يذكر أسماء بنات عند رأس المريض وعند اسم محدد تتغير ضربات القلب فيلتفت الطبيب إلى الأهل قائلاً لهم زوجوا ابنكم من فلانة وسيشفى، وسمعت عن شخص في دولة شقيقة أصيب بحادث سير وأغمي عليه، فجاء أحد معارفه وذكر اسم طير يحبه فأفاق ومشى من فوره، لكنها المرة الأولى التي أرى فيها تأثير انتخابات على رئيس سمعنا بموته قبل فترة وأعادته الانتخابات للحياة.
من عجائب هذه الانتخابات أيضاً أنها جعلت المثقفين وأصحاب المهن يغادرون إلى كردستان وتركيا والأردن خلال فترة الانتخابات لينجوا بحياتهم ويبتعدوا عن جحيم العرس الدموي هذا، أما التأثير الساحر لهذه الانتخابات على أحد الأحزاب الإسلامية فجعله يوزع قادته ومن يعز عليه من أتباعه على الأحزاب العلمانية التي كان قبل أربع سنوات ينقم من الناس أنهم انتخبوها بعدما انتخبوه في الأربعة التي سبقتها فخذلهم، نجده اليوم يضع قيادييه تحت عباءة العلمانيين ليطلوا بكل صفاقة على الناس من جديد وهم يعلمون جيداً بغض الناس لهم ويعلمون أنهم لو بقوا بمسميات أحزابهم لن ينتخبوا ممن يضنون خطأ أنهم جمهورهم، فيما يطرح بعض المثقفين الغيورين على بلدهم سؤالاً وجيهاً وهم يرونه يحترق بهؤلاء، هل يمكننا انتخاب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكماً للعراق؟
لولا أن الله عز وجل اختص لنفسه إحياء الموتى لقلنا أن هذه الانتخابات تحيي العظام وهي رميم.