لماذا لا يلقى حديث المصالحة وحديث الوحدة الوطنية وحديث العدالة وحديث كل القيم الإنسانية الصادر من المنظومة الوفاقية -سواء كانت الجمعية أو إعلامها- آذناً صاغية من الطرف الآخر، أي من المجتمع البحريني؟
لماذا تشعر المنظومة الوفاقية بأنها تسير في خط موازٍ لا يلتقي مع بقية المجتمع البحريني حين تطرح تساؤلات مشروعة عن الحب وعن التصالح وعن التسامح وعن الوحدة وعن العدالة، فهل يختلف اثنان على تلك القيم الإنسانية؟ هل يجرؤ أحد على رفضها أو التخلي عنها؟
تزخر أدبيات المنظومة الوفاقية يومياً بدعوات التصالح ونبذ الكراهية ونبذ خطاب الكراهية ومحاسبته ومع ذلك لا أحد يتفاعل مع تلك الدعوات ولا تجد تلك الدعوات صدى، ألا يدعو هذا التجاهل لهذا الخطاب أصحابه أن يقفوا دقيقة أمام مرآة سليمة غير مرآتهم المكسورة ويسألوا أنفسهم لماذا نسير في خط متوازٍ ولا نلتقي في نقطة؟ هل يعقل أن البحريني تحول إلى إنسان حقود وإنسان كريه الخلق فجأة دون سابق إنذار؟ أسئلة بسيطة لكنها واجبة على كل من يسير إلى هدف ولا يحققه. السبب.. بسيط جداً والجواب أن الآخرين لا يكرهونك لكنهم لا يحترمونك وهناك فرق. الكره لا ينتظر من الآخر أي تحسن أو أي تغيير أو أي خطوة تجاهك، فهو يدير ظهره لك، أما قلة الاحترام فصادرة من شخص عينه في عينك يواجهك لكنه يزدري سلوكك ورويداً رويداً تفقد احترامه لك.
الآخرون سمعوك على مدى ثلاث سنوات منذ بداية الأزمة إلى الآن ولم يسمعوا منك نقداً ذاتياً واحداً أقر على الأقل بالأخطاء إن لم يجرؤ على الإقرار بالجرائم التي ارتكبتها منظومتك، ولكن ذلك لم يحدث طوال السنوات الثلاث مع أن خطابك لم يتوقف يوماً واحداً من على عدة منابر، لذا فإن التعليق الوحيد الذي يسمع بعد الاستماع لخطاب المنظومة الوفاقية الذي يدين سلوك أي طرف آخر بأنه «قل هذا الكلام لنفسك» «قول حق روحك».
عينك ترصد كل أخطاء الآخرين ولا ترى جريمتك، أذنك تسمع كل خطاب الكراهية للآخرين ولا تسمع مدافع تدوي كراهية من خطاب منظومتك، تلك العاهة الخلقية التي تجعلك لا ترى عيبك هي التي تمنع التقاء الأطراف وتمنع التقاء الخطين في نقطة وإن طال الزمن، بل بالعكس كلما طال هذا العور وهذا الصمم زاد البعد والجفاء، وقل الاحترام لك، كلما أعطيت مثالاً على أخطاء الآخرين أعطوك عشرة على أخطائك وهكذا لن يلتقي الخطان وسيظلان متوازيين... الآخرون لا يكرهونك بل لا يحترمونك.
أبعدَ الذي قيل في عاشوراء وبعد الممارسات التي شهدناها في عاشوراء تتحدث المنظومة عن خطاب الكراهية الصادر من أي طرف آخر، ولا تسمع ولا ترى ما صدر من منظومتها أو من هم محسوبون عليها؟ هل سمعنا كلمة واحدة منصفة ترفض أو تدين تلك الممارسات وذلك الخطاب؟!
هذا مجرد أحد الأمثلة الطازجة إنما الذاكرة حافلة بنماذج لا حصر لها لخطاب الكراهية والحقد الذي سمعته الأطراف الأخرى ومن الصعب محوها أو طمسها بدعوات باردة كالتي نشمئز منها كل يوم. إبراء الذمة سهل جداً بالظهور مظهر المصلح الطيب البريء الذي يدعو للخير والحب والتسامح والتصالح والاستشهاد بالقوانين والمواثيق الدولية، خطاب يضحك به الشخص على نفسه أولاً ويتجمل به أمام مرآته المكسورة التي تضحك عليه وتمتدح شهامته وحسن خلقه، ربما يصدقها العم سام ولكن البحريني الذي ذاق مر الخيانة منكم من الصعب أن يبلعها، هذه ممارسة مجانية غير مكلفة أبداً، إنها كالفقاعات الصابونية تختفي حالما تلامس الهواء البحريني مهما نفخت فيها ومهما كان حجمها، ما يبقى هو الفعل، الممارسة، وفي هذين السلوكين لم تقترب منظومة الوفاق بمجموعتها الدينية والسياسية والإعلامية شعرة واحدة تجاه الطرف الآخر.. فإن أرادت المنظومة العودة لأهل البحرين فعليها أن تكف عن إبراء الذمة الكاذب.. لسنا ضد المصالحة ولكننا ضد الاستغفال.
لماذا تشعر المنظومة الوفاقية بأنها تسير في خط موازٍ لا يلتقي مع بقية المجتمع البحريني حين تطرح تساؤلات مشروعة عن الحب وعن التصالح وعن التسامح وعن الوحدة وعن العدالة، فهل يختلف اثنان على تلك القيم الإنسانية؟ هل يجرؤ أحد على رفضها أو التخلي عنها؟
تزخر أدبيات المنظومة الوفاقية يومياً بدعوات التصالح ونبذ الكراهية ونبذ خطاب الكراهية ومحاسبته ومع ذلك لا أحد يتفاعل مع تلك الدعوات ولا تجد تلك الدعوات صدى، ألا يدعو هذا التجاهل لهذا الخطاب أصحابه أن يقفوا دقيقة أمام مرآة سليمة غير مرآتهم المكسورة ويسألوا أنفسهم لماذا نسير في خط متوازٍ ولا نلتقي في نقطة؟ هل يعقل أن البحريني تحول إلى إنسان حقود وإنسان كريه الخلق فجأة دون سابق إنذار؟ أسئلة بسيطة لكنها واجبة على كل من يسير إلى هدف ولا يحققه. السبب.. بسيط جداً والجواب أن الآخرين لا يكرهونك لكنهم لا يحترمونك وهناك فرق. الكره لا ينتظر من الآخر أي تحسن أو أي تغيير أو أي خطوة تجاهك، فهو يدير ظهره لك، أما قلة الاحترام فصادرة من شخص عينه في عينك يواجهك لكنه يزدري سلوكك ورويداً رويداً تفقد احترامه لك.
الآخرون سمعوك على مدى ثلاث سنوات منذ بداية الأزمة إلى الآن ولم يسمعوا منك نقداً ذاتياً واحداً أقر على الأقل بالأخطاء إن لم يجرؤ على الإقرار بالجرائم التي ارتكبتها منظومتك، ولكن ذلك لم يحدث طوال السنوات الثلاث مع أن خطابك لم يتوقف يوماً واحداً من على عدة منابر، لذا فإن التعليق الوحيد الذي يسمع بعد الاستماع لخطاب المنظومة الوفاقية الذي يدين سلوك أي طرف آخر بأنه «قل هذا الكلام لنفسك» «قول حق روحك».
عينك ترصد كل أخطاء الآخرين ولا ترى جريمتك، أذنك تسمع كل خطاب الكراهية للآخرين ولا تسمع مدافع تدوي كراهية من خطاب منظومتك، تلك العاهة الخلقية التي تجعلك لا ترى عيبك هي التي تمنع التقاء الأطراف وتمنع التقاء الخطين في نقطة وإن طال الزمن، بل بالعكس كلما طال هذا العور وهذا الصمم زاد البعد والجفاء، وقل الاحترام لك، كلما أعطيت مثالاً على أخطاء الآخرين أعطوك عشرة على أخطائك وهكذا لن يلتقي الخطان وسيظلان متوازيين... الآخرون لا يكرهونك بل لا يحترمونك.
أبعدَ الذي قيل في عاشوراء وبعد الممارسات التي شهدناها في عاشوراء تتحدث المنظومة عن خطاب الكراهية الصادر من أي طرف آخر، ولا تسمع ولا ترى ما صدر من منظومتها أو من هم محسوبون عليها؟ هل سمعنا كلمة واحدة منصفة ترفض أو تدين تلك الممارسات وذلك الخطاب؟!
هذا مجرد أحد الأمثلة الطازجة إنما الذاكرة حافلة بنماذج لا حصر لها لخطاب الكراهية والحقد الذي سمعته الأطراف الأخرى ومن الصعب محوها أو طمسها بدعوات باردة كالتي نشمئز منها كل يوم. إبراء الذمة سهل جداً بالظهور مظهر المصلح الطيب البريء الذي يدعو للخير والحب والتسامح والتصالح والاستشهاد بالقوانين والمواثيق الدولية، خطاب يضحك به الشخص على نفسه أولاً ويتجمل به أمام مرآته المكسورة التي تضحك عليه وتمتدح شهامته وحسن خلقه، ربما يصدقها العم سام ولكن البحريني الذي ذاق مر الخيانة منكم من الصعب أن يبلعها، هذه ممارسة مجانية غير مكلفة أبداً، إنها كالفقاعات الصابونية تختفي حالما تلامس الهواء البحريني مهما نفخت فيها ومهما كان حجمها، ما يبقى هو الفعل، الممارسة، وفي هذين السلوكين لم تقترب منظومة الوفاق بمجموعتها الدينية والسياسية والإعلامية شعرة واحدة تجاه الطرف الآخر.. فإن أرادت المنظومة العودة لأهل البحرين فعليها أن تكف عن إبراء الذمة الكاذب.. لسنا ضد المصالحة ولكننا ضد الاستغفال.