في الأخبار التي يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل خاص، تتكرر كثيراً عبارة «ترويع الآمنين»، وهي تأتي عادة في سياق الحديث عن رجال الأمن الذين يحلو لهم تسميتهم بـ«المرتزقة»، فيقولون مثلاً إن «مرتزقة النظام تقتحم منزل أحد المواطنين.. وتروع ساكنيه». هذه العبارات يراد منها إلقاء الضوء على العمليات التي يقوم بها رجال الأمن وهم يبحثون عن بعض العناصر المتورطين في عمليات التخريب، حيث يتم التفتيش عنهم في أماكن عديدة ومنها بيوتهم.
كل عملية أمنية يقوم بها رجال الأمن وهم يبحثون عن متهم أو متورط في أعمال تخريب يعتبرونها «ترويعاً للآمنين»، سواء تم ذلك في الليل أو النهار، ويكفي الجو العام الذي تتسبب فيه العملية الأمنية ليقال إن رجال الأمن روعوا الآمنين.
أمر طبيعي أن يحدث شيء من القلق والخوف عند حضور رجال الأمن للبحث عن مطلوب في قضية أمنية، فلحضورهم رهبة، وكل ساكني البيت وجيرانهم ومن يمر بالمكان لابد أن يشعروا بشيء من القلق والخوف والرهبة، فالتورط في قضية أمنية يعني أنه سيتم أخذ المتهم إلى حيث يتم التحقيق معه وعرضه على النيابة واحتمال وصوله إلى المحكمة وصدور حكم في حقه، فالمتورط هنا ذاهب بشكل أو بآخر إلى مجهول قد يتغير معه مستقبله، لذا فإن أهله يدخلون في حالة من الخوف و«يرتاعون» لأن الأمر في كل الأحوال يشكل بالنسبة إليهم أهمية والمطلوب عزيز عليهم.
هذا أمر أكيد، والأمر الآخر الأكيد أيضاً هو أن رجال الأمن عندما يدخلون بيتاً بحثاً عن مطلوب لا يدخلونه كما يدخله الضيوف، إنما بطريقة مختلفة يبيحها لهم القانون وقد ينتج عنها بعض الأذى لو وجدوا مقاومة من الشخص المطلوب أو من الموجودين في المكان، وهذا أمر طبيعي وإلا يكون رجال الأمن هؤلاء قد قصروا في أداء مهامهم. وكما إن احتمال الأذى وارد في مباراة كرة القدم باعتبارها لعبة فيها خشونة، كذلك فإن عملية البحث عن مطلوب أو محاصرة منزله بغية القبض عليه قد يحدث فيها بعض الخشونة والأذى، وهذا طبيعي.
فليس معقولاً أن يطرق رجال الأمن الباب وينتظرون كي يخرج لهم صاحبه ويأذن لهم بالدخول و«يقلطهم» في مجلسه و«يقهويهم» ريثما يأتي المطلوب القبض عليه ويسألونه إن كان يرغب في الذهاب معهم أم أن عليهم أن يأتوا إليه في وقت آخر يكون فيه مزاجه أفضل!
رجال الأمن المكلفون بالقبض على متهم بالتورط في قضية أمنية يهمهم أن يحققوا نجاحاً في مهمتهم، مقياس النجاح هنا هو القبض على المطلوب وتسليمه للجهات المعنية، وكي ينجحوا في مهمتهم لابد أن يكونوا جادين وإذا استدعى الأمر قد يصيرون عنيفين ولكن بما يتيحه لهم القانون، لأنه من غير المعقول أن يقفوا سلبيين وهم يرون المطلوب يهرب أمامهم.
نعم يحدث شيء من الروع يفرضه المشهد، لكن لماذا نعتبر هذا ترويعاً للآمنين ولا نعتبر اختطاف الشوارع وتعريض حياة الناس للخطر بإشعال النيران في إطارات السيارات ترويعاً للآمنين؟ ما يقوم به هؤلاء في الشوارع هو الذي يروع الآمنين ويتسبب في تعطيل مصالحهم وتعريضهم للأمراض التي يمكن أن تنتج عن استنشاقهم للدخان الذي ينبعث من الإطارات المشتعلة، وما يقوم به هؤلاء هو الذي تسبب في ترويع المجتمع على مدى ثلاث سنوات وأفقد المواطنين والمقيمين حالة الاستقرار التي كانوا ينعمون بها.
لا يمكن النظر لأي موضوع من زاوية واحدة فقط، ولا يمكن القبول بوصف عملية أمنية بأنها تروع الساكنين ووصف العمليات التي تروع مستخدمي الطرق وترهبهم بأنها أمر طبيعي ويدخل في السلمية.
{{ article.visit_count }}
كل عملية أمنية يقوم بها رجال الأمن وهم يبحثون عن متهم أو متورط في أعمال تخريب يعتبرونها «ترويعاً للآمنين»، سواء تم ذلك في الليل أو النهار، ويكفي الجو العام الذي تتسبب فيه العملية الأمنية ليقال إن رجال الأمن روعوا الآمنين.
أمر طبيعي أن يحدث شيء من القلق والخوف عند حضور رجال الأمن للبحث عن مطلوب في قضية أمنية، فلحضورهم رهبة، وكل ساكني البيت وجيرانهم ومن يمر بالمكان لابد أن يشعروا بشيء من القلق والخوف والرهبة، فالتورط في قضية أمنية يعني أنه سيتم أخذ المتهم إلى حيث يتم التحقيق معه وعرضه على النيابة واحتمال وصوله إلى المحكمة وصدور حكم في حقه، فالمتورط هنا ذاهب بشكل أو بآخر إلى مجهول قد يتغير معه مستقبله، لذا فإن أهله يدخلون في حالة من الخوف و«يرتاعون» لأن الأمر في كل الأحوال يشكل بالنسبة إليهم أهمية والمطلوب عزيز عليهم.
هذا أمر أكيد، والأمر الآخر الأكيد أيضاً هو أن رجال الأمن عندما يدخلون بيتاً بحثاً عن مطلوب لا يدخلونه كما يدخله الضيوف، إنما بطريقة مختلفة يبيحها لهم القانون وقد ينتج عنها بعض الأذى لو وجدوا مقاومة من الشخص المطلوب أو من الموجودين في المكان، وهذا أمر طبيعي وإلا يكون رجال الأمن هؤلاء قد قصروا في أداء مهامهم. وكما إن احتمال الأذى وارد في مباراة كرة القدم باعتبارها لعبة فيها خشونة، كذلك فإن عملية البحث عن مطلوب أو محاصرة منزله بغية القبض عليه قد يحدث فيها بعض الخشونة والأذى، وهذا طبيعي.
فليس معقولاً أن يطرق رجال الأمن الباب وينتظرون كي يخرج لهم صاحبه ويأذن لهم بالدخول و«يقلطهم» في مجلسه و«يقهويهم» ريثما يأتي المطلوب القبض عليه ويسألونه إن كان يرغب في الذهاب معهم أم أن عليهم أن يأتوا إليه في وقت آخر يكون فيه مزاجه أفضل!
رجال الأمن المكلفون بالقبض على متهم بالتورط في قضية أمنية يهمهم أن يحققوا نجاحاً في مهمتهم، مقياس النجاح هنا هو القبض على المطلوب وتسليمه للجهات المعنية، وكي ينجحوا في مهمتهم لابد أن يكونوا جادين وإذا استدعى الأمر قد يصيرون عنيفين ولكن بما يتيحه لهم القانون، لأنه من غير المعقول أن يقفوا سلبيين وهم يرون المطلوب يهرب أمامهم.
نعم يحدث شيء من الروع يفرضه المشهد، لكن لماذا نعتبر هذا ترويعاً للآمنين ولا نعتبر اختطاف الشوارع وتعريض حياة الناس للخطر بإشعال النيران في إطارات السيارات ترويعاً للآمنين؟ ما يقوم به هؤلاء في الشوارع هو الذي يروع الآمنين ويتسبب في تعطيل مصالحهم وتعريضهم للأمراض التي يمكن أن تنتج عن استنشاقهم للدخان الذي ينبعث من الإطارات المشتعلة، وما يقوم به هؤلاء هو الذي تسبب في ترويع المجتمع على مدى ثلاث سنوات وأفقد المواطنين والمقيمين حالة الاستقرار التي كانوا ينعمون بها.
لا يمكن النظر لأي موضوع من زاوية واحدة فقط، ولا يمكن القبول بوصف عملية أمنية بأنها تروع الساكنين ووصف العمليات التي تروع مستخدمي الطرق وترهبهم بأنها أمر طبيعي ويدخل في السلمية.