يقول المثل إن «المكتوب يقرأ من عنوانه»، ولاشك في أننا في مجتمع يلعب لديه المظهر الخارجي دوراً أساسياً في حياته وإن كان المحتوى هشاً خفيفاً لا قيمة له. ولكن المظهر الخارجي تأثيره السلبي والإيجابي فقط في المرة الأولى. إلا أن الوقت يعد كفيلاً بأن ينزع القناع الخارجي ويتم التعرف رويداً رويداً على مكنونات هذا المخلوق الذي فضله رب العالمين على سائر مخلوقاته. ولكن أحياناً كثيرة مهما تزينا وتجملنا يبقى التصرف الذي نقوم به هو المرآة التي تعكس سلوكياتنا.
قريب الساعة السابعة مساء، لاشك في أنه وقت الذروة، أي لا عتب على زحمة السير التي باتت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأنا أقف في الزحمة الخانقة، وإذ لمحت سيارة آخر موديل على الطرف الآخر، السيارة ذات لون يروق لي، قلتُ في نفسي لابد أن صاحب السيارة على قدر كبير من الذوق لاختياره هذا النوع وهذا اللون، وأنا أتأمل لون السيارة وإذ بنافذة السيارة تفتح لتكشف وجهاً لشابة عربية فإنارة الشارع المشعة كانت كفيلة أن تظهر ملامحها، وسرعان ما رمت من النافذة كماً من الأوساخ التي كانت داخل سيارتها، ففي عشر من الثانية تغيرت نظرات الرضا إلى نظرات اشمئزاز من هذا التصرف الذي ننهي عنه طفلاً في السنوات الأولى من عمره، فما بالنا بالشباب والشابات، وللأسف ما أن وصلت لنهاية الشارع وإذ بعامل آسيوي جاء خافضاً رأسه ملثم الوجه بخرقة بالية ليحمي نفسه من الغبار قدر المستطاع، ينظف أوساخنا نحن الرامين في بداية الطريق. فاحترت من أصدق، صاحب السيارة الملفتة أو صاحب التصرف القبيح؟!
لاشك في أن كل إنسان حر في أمور حياته ولا يحق لنا أن نجبر الآخرين أن يمتثلوا لها، فكل له قناعاته، ولكن المثير أن أكثر الأشخاص مثاليةً أمام عينك هم أكثرُهم نفاقاً في ظهرك، وما ألاحظه الآن بأن نسبة من تلك المعتقدات التي يحاول البعض أن ينهى الآخرين عن القيام بها -فللأسف- هو نفسه من يقوم بتنفيذها ولكن بفارق بسيط أنه يقوم بها بالخفاء. أنتم وأنا ممكن نعرف الأمثال الكثيرة والمتعددة التي لا تسع صحيفة أو حتى ديوان من آلاف الصفحات لاحتوائها. ولكن هناك مثالاً صغيراً جداً، فالبعض يرى ويقول بأن عيد الميلاد هو بدعة أجنبية ولابد من تجنب مثل هذا الاحتفال السنوي، ولكن المضحك في الموضوع أن الذين ينهون عن هذا التصرف هم أنفسهم يقومون به! فاحترت مين أصدق.. العمل أو القول؟!
فنصيحتي، أن يحتفظ كل إنسان بوجهة نظره داخله، لسبب أنه إذا عزم النية على تغييرها، فبهذا لا يكون قد قلل من شأنه أمام الآخرين. حقيقة ما عادت مثل هذه الأمور تدعو إلى الغرابة، صح؟!
لذلك ضحكت جداً من البرودكاستات التي تم توزيعها والتي تحذر من الاحتفاء بيوم كذبة أبريل وأن الكذب حرام وأنه يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار والعياذ بالله السميع العليم. لأن بهذا اليوم في ذلك الزمان انتصر الصليبيون على جيش الإسلام في ذلك الزمان على شواطئ إسبانيا، فهذا حقهم والحرب خدعة.
ولكن ماذا عن الناس الذين بات الكذب ملح حياتهم اليومية والمكائد التي نكيدها لبعضنا بعضاً والافتراء الذي نحبكه وغيرها الكثير. فالناس تكذب 364 يوماً في السنة وأعتقد بأنها أصدق ما تكون في الأول من أبريل، لأنها تكذب وسرعان ما تخبرك بأنه كذبة أبريل. ولكن...
إياك من كذب الكذوب وأفكه
فلرُبما مزَج اليقيــن بشكه
ولرُبمــا كـذب امــــرؤٌ بكلامــــه
وبصمتــه وبكائــــه وبضحكه
{{ article.visit_count }}
قريب الساعة السابعة مساء، لاشك في أنه وقت الذروة، أي لا عتب على زحمة السير التي باتت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وأنا أقف في الزحمة الخانقة، وإذ لمحت سيارة آخر موديل على الطرف الآخر، السيارة ذات لون يروق لي، قلتُ في نفسي لابد أن صاحب السيارة على قدر كبير من الذوق لاختياره هذا النوع وهذا اللون، وأنا أتأمل لون السيارة وإذ بنافذة السيارة تفتح لتكشف وجهاً لشابة عربية فإنارة الشارع المشعة كانت كفيلة أن تظهر ملامحها، وسرعان ما رمت من النافذة كماً من الأوساخ التي كانت داخل سيارتها، ففي عشر من الثانية تغيرت نظرات الرضا إلى نظرات اشمئزاز من هذا التصرف الذي ننهي عنه طفلاً في السنوات الأولى من عمره، فما بالنا بالشباب والشابات، وللأسف ما أن وصلت لنهاية الشارع وإذ بعامل آسيوي جاء خافضاً رأسه ملثم الوجه بخرقة بالية ليحمي نفسه من الغبار قدر المستطاع، ينظف أوساخنا نحن الرامين في بداية الطريق. فاحترت من أصدق، صاحب السيارة الملفتة أو صاحب التصرف القبيح؟!
لاشك في أن كل إنسان حر في أمور حياته ولا يحق لنا أن نجبر الآخرين أن يمتثلوا لها، فكل له قناعاته، ولكن المثير أن أكثر الأشخاص مثاليةً أمام عينك هم أكثرُهم نفاقاً في ظهرك، وما ألاحظه الآن بأن نسبة من تلك المعتقدات التي يحاول البعض أن ينهى الآخرين عن القيام بها -فللأسف- هو نفسه من يقوم بتنفيذها ولكن بفارق بسيط أنه يقوم بها بالخفاء. أنتم وأنا ممكن نعرف الأمثال الكثيرة والمتعددة التي لا تسع صحيفة أو حتى ديوان من آلاف الصفحات لاحتوائها. ولكن هناك مثالاً صغيراً جداً، فالبعض يرى ويقول بأن عيد الميلاد هو بدعة أجنبية ولابد من تجنب مثل هذا الاحتفال السنوي، ولكن المضحك في الموضوع أن الذين ينهون عن هذا التصرف هم أنفسهم يقومون به! فاحترت مين أصدق.. العمل أو القول؟!
فنصيحتي، أن يحتفظ كل إنسان بوجهة نظره داخله، لسبب أنه إذا عزم النية على تغييرها، فبهذا لا يكون قد قلل من شأنه أمام الآخرين. حقيقة ما عادت مثل هذه الأمور تدعو إلى الغرابة، صح؟!
لذلك ضحكت جداً من البرودكاستات التي تم توزيعها والتي تحذر من الاحتفاء بيوم كذبة أبريل وأن الكذب حرام وأنه يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار والعياذ بالله السميع العليم. لأن بهذا اليوم في ذلك الزمان انتصر الصليبيون على جيش الإسلام في ذلك الزمان على شواطئ إسبانيا، فهذا حقهم والحرب خدعة.
ولكن ماذا عن الناس الذين بات الكذب ملح حياتهم اليومية والمكائد التي نكيدها لبعضنا بعضاً والافتراء الذي نحبكه وغيرها الكثير. فالناس تكذب 364 يوماً في السنة وأعتقد بأنها أصدق ما تكون في الأول من أبريل، لأنها تكذب وسرعان ما تخبرك بأنه كذبة أبريل. ولكن...
إياك من كذب الكذوب وأفكه
فلرُبما مزَج اليقيــن بشكه
ولرُبمــا كـذب امــــرؤٌ بكلامــــه
وبصمتــه وبكائــــه وبضحكه