هل سمعتم قط الوفاق تستنكر أو تدين تصريحات إيران التي تزعم فيها أن «البحرين المحافظة 14»، هل سمعتم الوفاق قط تستنكر تدخلات الحكومة العراقية في الشأن السياسي البحريني، هل سمعتم قط الوفاق ترد على خرافات نصر الله وتهديده للبحرين؟ لا ولن تسمعوا أبداً لأن تدخلات هؤلاء وتهديدهم للبحرين هو أحلامها وأمانيها أن تكون البحرين يوماً إيرانية.. الوفاق اليوم التي تتحدث عن سيادة البحرين تقول: «أي تواجد أمني أو عسكري أجنبي بالبحرين غير مشروع ويمثل تعدياً على السيادة».. الوفاق التي تدعو أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول العالم جميعها للتدخل في البحرين، الوفاق التي تتخابر مع السفارات الأجنبية وتتآمر على البحرين، الوفاق التي تدعو وتطالب بدخول المنظمات الأجنبية في البحرين، الوفاق التي تطالب بتدخل أممي في البحرين.. الوفاق الذي ضرب أمينها العام على الطاولة مستغيثاً بإيران عندما وصل لعلمه خبر دخول قوات درع الجزيرة .. هذه الوفاق التي طار أعضاؤها في أول طائرة إلى أوروبا، كي يتشاوروا مع الحكومات الأوروبية والحكومة الأمريكية.. هذه الوفاق التي لم تحفظ يوماً سيادة للبحرين.. تقول اليوم دون حياء أن «أي تواجد أمني أو عسكري أجنبي بالبحرين غير مشروع ويمثل تعدياً على السيادة».. وذلك لأنها تريد الدول الغربية وأمريكا وإيران أن تستفرد بالبحرين.. تريد البحرين أن تكون ضعيفة دون جيش ولا رجال أمن.. ونذكركم هنا كيف تصدت الوفاق عندما كانت في البرلمان لميزانية الدفاع ووزارة الداخلية وطالبت بتخفيض الإنفاق العسكري.. الوفاق التي تستنزف مقدرات وزارة الداخلية تعمداً وإصراراً.. وتحرق رجال أمنها ومراكزها ومركباتها، ثم تطالب بعدم التواجد الأمني أو العسكري الأجنبي في البحرين وتسمي هذا التواجد غير مشروع ويمثل تعدياً على السيادة.
وسنذكر هنا أمين عام الوفاق برسالته التي يدعو فيها المجتمع الدولي للتدخل بالبحرين بتاريخ 29 مارس 2014، والتي قال فيها «إنكم تعرفون أن البحرينيين يطالبون بالديمقراطية المتعارف عليها في أوروبا والعالم.. وإن مواصلة غض الطرف عن هذه الممارسات، واستمرار استخدام اللغة الناعمة والنصائح السرية التي لم تجد في كبح السلطة، وإن هذا الموقف إزاء البحرين بشكل مغاير ومزدوج لمواقفكم إزاء مشاكل عايشها العالم كان آخرها في أوكرانيا، والسلطة تستخدم موقفكم كغطاء.. وأثمن موقف خطاب أوباما أكثر من مرة من منصة الأمم المتحدة عن قضية البحرين، وأدعوكم إلى مساعدة البحرين»، والسؤال هنا أي سيادة تتحدث عنها الوفاق وهي لم تكف يوماً عن دعوة المجتمع الدولي بالتدخل العسكري، وهو ما أشار إليه الأمين العام للوفاق في خطابه عندما قال إن «استخدام اللغة الناعمة لا يجدي مع السلطة»!!
هكذا تردد المعارضة، «نعم لتدخل إيران في البحرين.. نعم لتدخل المجتمع الدولي في البحرين.. نعم لاحتلال البحرين وتسليمها لعلي سلمان».. ولكن عندما تقوم الدولة بواجبها للحفاظ على أمنها وسيادتها.. فهو أمر مرفوض من المعارضة.. هذه المعارضة التي قتلت المواطنين، وقتلت رجال أمن بحرينيين واعتدت على حياة ضباط بحرينيين.. هذه المعارضة التي نشرت أسماء الضباط وعناوينهم للانتقام منهم، هذه المعارضة التي تضع صورة ضابط بلباسه العسكري على مواقعها وتحرض عليه ميلشياته.. هذه المعارضة التي تحرق البحرين منذ 3 سنوات واليوم تتحدث عن سيادة.
ونقول هنا للوفاق.. إن البحرين إذا استعانت بقوات أجنبية فهو من حقها لأنها دولة ذات سيادة.. ولها الحق أن تأتي بأي جيش وقوات من أي دولة.. وهاهي الجيوش الأمريكية في البحرين.. وكذلك البريطانية.. فلماذا لم تطالب الوفاق بطرد هذه الجيوش؟ وأما دخول قوات من دول عربية أو خليجية أو إسلامية فهو سنة المسلمين ومنذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك عندما تتداعى جيوش المسلمين لتكون قوة رادعة لأعداء الإسلام والدفاع عن ديارهم ومقدساتهم، وأنه لولا اجتماع الجيوش الإسلامية لما فتحت إيران وصارت تحت سيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن وجود قوات عربية أو خليجية أو أجنبية في البحرين.. هو أمر بات واجباً وملحاً.. لأنه حان الوقت أن تغير البحرين ودول الخليج الاستراتيجية الدفاعية، وذلك بعدما أصبح الخطر القادم هو من داخل الدول قبل الخارج، وذلك كي لا تتكرر تجربة العراق في البحرين، وذلك عندما غدرت القيادات الشيعية في الجيش العراقي بشعب العراق ودخلت الجيوش الأمريكية والإيرانية بسلام وبدون طلقة رصاص من الجيش العراقي.
أما قول الوفاق بأنه «لا يحق لأحد أن يستجلب القوات الأجنبية والمرتزقة للبحرين»، نقول لها إن حكام الدولة ليس أي أحد، وأنما أي أحد هي الوفاق بما فيها من أمين وأعضاء.. وإن «المرتزقة» هم أولئك الذين قامت بتجنيسهم البحرين، فإذا بهم أول الغادرين والمتآمرين، وأما من يدافع على البحرين ويحفظ أمنها.. فللبحرين الفخر أن يكونوا أبناءها.. وأن من قدم روحه فداء للبحرين.. فهو أولى بوجوده على هذه الأرض، وإذا كانت الوفاق تضايقها تواجد هذه القوات الصديقة.. فالباب مفتوح لها لأنها لا تعدو بالنسبة للبحرين سوى «أي أحد».