لحظة فقط للتأكد، هل قلت نوابنا؟ هل ذلك يعني أنكم ممثلونا، أي من ينوب عنا، أي مندوبونا الذين اخترناهم كي يقوموا بمهام الرقابة والتشريع نيابة عنا؟
هل أنتم الآن فعلاً فعلاً محل النفس؟ إذاً يا أصحاب السعادة أنتم اليوم أمام امتحان حقيقة تمثيلكم لنا، فالذين أوصل,كم لهذا المقعد ومنحوكم اختصاص السؤال نيابة عنهم هم اليوم بانتظار أن تنوبوا عنهم في الحصول على الإجابة من خلال الأدوات التي بين أيديكم.
نحن الذين أوصلناكم لهذه المقاعد كي تنوبوا عنا، وصل بنا الحال أن نطالبكم أن تحققوا على الأقل، على الأقل، الحد الأدنى من حقوقنا المشروعة، وهو الحصول على إجابات فحسب ولا أكثر، فقط إجابات، هل هذه صعبة؟
لسنا طلاب قتل النواطير، ولا نلح على صعود وزير المالية لمنصة الاستجواب لأنه ليس لدينا أي شعور سيئ تجاه معالي وزير المالية، ونحن نجله ونحترمه جداً، وأرجو ألا يأخذ مقالنا هذا على منحى شخصي، لكننا طلاب حق، وحقنا الذي نطالب به هو المعرفة، العلم، الاطلاع، الدراية، لا أكثر ولا أقل!
لا نريد محاسبة، ولا نريد عقاباً، ولا نريد حتى طرح ثقة، صدقوني ما عاد مهماً نسينا هذا الموضوع أصلاً.. اسمحوا لي نوابنا «اللي مو» أعزاء.. لستم بكفؤ لهذه المهام، نحن في مرحلة من اليأس منكم بحيث نطالب فقط فقط في استخدام حقكم واختصاصكم وأدواتكم وحصانتكم ومخصصاتكم ومكافآتكم المطلوب تحليلها لمعرفة إجابة عن أسئلة بسيطة جداً جداً، هذه أبسط حقوقنا.
الأدوات الرقابية الأخرى التي استخدمتموها لم تأتِ بالإجابة الوافية لهذه الأسئلة، وأتحدى أي أحد منكم ممكن أن يتبرع وينوب عن الوزير بالإجابة عن الأسئلة المعلقة، فإن كنتم حتى اللحظة لا تملكون الجواب وأن الأداة التي استخدمتموها لم تنجح بالحصول على جواب، فلا مناص إذاً من صعود معالي الوزير على منصة الاستجواب لمزيد من الشرح والتفسير، ولو كانت الإجابة وافية لأداة السؤال الرقابية -على سبيل المثال- التي وجهتموها له لكنا الآن اكتفينا بها، لكننا نطالبكم الاستجواب لا لشيء فقط إلا للحصول على الإجابة وفي جلسة علنية لأن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تبقت لنا ولكم في الأيام المعدودة التي بقيت لكم، نريد أن نعرف أين ذهبت بعض المليارات الخاصة بالقروض والخاصة ببيع النفط؟ هل أجرمنا حين طالبنا بهذا الحق؟ هل هذا كثير عليكم يا «نوابنا» يا من أخذتم كافة مستحقاتكم كاملة مكملة أن توفوا بما عاهدتم الله عليه في آخر أيام مهامكم؟ هل يعقل أن تنهوا مهامكم في هذا الفصل وهذه الأسئلة معلقة في رقابكم وفي ذمتكم؟ إن لم يمر استجواب اليوم فكيف ستجيبون عن أسئلة الناس التي تستجوبكم؟
لا نريد أن نحاسب معالي الوزير على السياسة المالية، ولا نريد أن نحاسبه على زيادة الدين العام، ولا نريد أن ننطق «ببم» تجاه العديد من أسباب المحاسبية الأخرى، ومع الأخذ في الاعتبار أننا لا نفترض أنها أموال مسروقة أو ضائعة، قد تكون موجودة بالفعل، ولدى معالي الوزير الإجابة الوافية عنها بالفعل، وقد يكون السبب أن مهاراتنا في الرياضيات قاصرة، أو أن السبب عدم إلمامنا بالنظام المحاسبي الذي يحتاج إلى شرح.. خذوا المواطنين «على قد عقلهم» وبسطوا لهم العملية الحسابية، واشرحوا وأعيدوا الشرح، فمن حقهم أن يعرفوا كيف صرفت؟ وكيف احتسبت؟ وأين هي هذه المليارات، هذا هو أبسط أبسط حقوقنا، وحتى هذه ستمنعوننا منها اليوم؟
نوابنا ... هل أنتم فعلاً وحقاً وبالله عليكم وتالله عليكم هل أنتم فعلاً فعلاً نوابنا؟! من أنتم؟.