انعكاس الخارج للداخل، أو انعكاس ما حولك إلى أفكارك ومشاعرك ونظرتك للأمور؛ دائماً ما تؤدي إلى الإرباك في تشكيل رؤيتك للموضوع الذي تتعامل معه، وتبدأ بوضع تصوراتك الخاصة بك، والمنعكسة أساساً من خارجك، بحيث إنك تتصورها الحقيقة التي لا وجود لغيرها والتي عليك أن تدافع عنها وبشراسة في أكثر الأحيان.
فتصوري، على سبيل المثال، عن شخص أنه لص أو منافق أو سيء، متأثراً بوجهة نظر قالها لي أحد الأصدقاء، ولأنني أثق بهذا الصديق اعتبرت كلامه صحيحاً دون أن أتحقق من ذلك بنفسي أو من خلال تجربتي الشخصية معه. ويبقى هذا الأمر في ذهني، ربما لفترة طويلة من العمر، ومن ثم أكتشف عكس ذلك، فالذي نقل لي هذا الانطباع كان هو السيئ، وأيضاً من الممكن أن تكون وجهة نظري قاصرة عن فهم الصورة الصحيحة، لأن الزاوية التي أنظر منها إلى الموضوع مختلفة عما يمكن أن أراه من زاوية أخرى، فيكون بهذا انطباعي أو رؤيتي يشوبها النقصان، وهذا يحدث كثيراً في حياتنا اليومية، لأننا نضع تصوراتنا الخاصة على أي موضوع من المواضيع، ونتصور أن رؤيتنا صحيحة ولا تشوبها شائبة، ولا يمكن أن يكون هناك غيرها. فنبقى طويلاً إلى أن نكتشف الخطأ الذي وقعنا فيه، وحينها قد يكون الوقت متأخراً، خاصة إذا مر على هذه الحادثة سنين طويلة ومات الذي كنا نعتبره سيئاً، حيث كما يقولون «لا ينفع الندم».
قبل فترة قرأت في الإنترنت قصة من كتاب «العقل الباطن» لجون كيهو، والتي تقول إنه توجد أسطورة حول فلاح غبي أرسلوه بزيارة إلى منزل سيده. استقبله السيد ودعاه إلى مكتبه وقدم له صحن حساء، وحالما بدأ الفلاح تناول طعامه لاحظ وجود أفعى في صحنه!
وحتى لا يزعج سيده فقد اضطر لتناول صحن الحساء بكامله، وبعد أيام شعر بألم كبير مما اضطره للعودة إلى منزل سيده من أجل الدواء.
استدعاه السيد مرة أخرى إلى بيته وجهز له الدواء وقدمه له في كوب، وما أن بدأ بتناول الدواء حتى وجد مرة أخرى أفعى في كوبه. قرر في هذه المرة ألا يصمت وصاح بصوت عال إن مرضه في المرة السابقة كان بسبب هذه الأفعى اللعينة، ضحك السيد بصوت عال وأشار إلى السقف حيث عُلِق قوس كبير، وقال للفلاح: إنك ترى في صحنك انعكاس هذا القوس وليس أفعى.
في الواقع لا توجد أفعى حقيقية، نظر الفلاح مرة أخرى إلى كوبه وتأكد أنه لا وجود لأية أفعى، بل هناك انعكاس بسيط، وغادر منزل سيده دون أن يشرب الدواء وتعافى في اليوم التالي..
يقول الكاتب: «عندما نتقبل وجهات نظر وتأكيدات محددة عن أنفسنا وعن العالم المحيط فإننا نبتلع خيال الأفعى، وستبقى هذه الأفعى الخيالية حقيقية ما دمنا لم نتأكد من العكس.. ما إن يبدأ العقل الباطن بتقبل فكرة أو معتقد ما سواء كان صائباً أو لا، حتى يبدأ باستنباط الأفكار الداعمة لهذا المعتقد.. إن العقل قادر على تشويه صورة الواقع ليصبح ملائماً ومطابقاً لوجهات نظرك».
وبكل ثقة أسأل؛ هل نعي الآن كم من الأخطاء التي نقع فيها نتيجة لأفكارنا المتسرعة في إصدار الأحكام على ما نراه أمامنا أو نسمعه من غيرنا في كل الأمور التي نعيشها في الواقع السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي؟
لا تصدر أي حكم، فما حولك دائم التغير والحركة.
فتصوري، على سبيل المثال، عن شخص أنه لص أو منافق أو سيء، متأثراً بوجهة نظر قالها لي أحد الأصدقاء، ولأنني أثق بهذا الصديق اعتبرت كلامه صحيحاً دون أن أتحقق من ذلك بنفسي أو من خلال تجربتي الشخصية معه. ويبقى هذا الأمر في ذهني، ربما لفترة طويلة من العمر، ومن ثم أكتشف عكس ذلك، فالذي نقل لي هذا الانطباع كان هو السيئ، وأيضاً من الممكن أن تكون وجهة نظري قاصرة عن فهم الصورة الصحيحة، لأن الزاوية التي أنظر منها إلى الموضوع مختلفة عما يمكن أن أراه من زاوية أخرى، فيكون بهذا انطباعي أو رؤيتي يشوبها النقصان، وهذا يحدث كثيراً في حياتنا اليومية، لأننا نضع تصوراتنا الخاصة على أي موضوع من المواضيع، ونتصور أن رؤيتنا صحيحة ولا تشوبها شائبة، ولا يمكن أن يكون هناك غيرها. فنبقى طويلاً إلى أن نكتشف الخطأ الذي وقعنا فيه، وحينها قد يكون الوقت متأخراً، خاصة إذا مر على هذه الحادثة سنين طويلة ومات الذي كنا نعتبره سيئاً، حيث كما يقولون «لا ينفع الندم».
قبل فترة قرأت في الإنترنت قصة من كتاب «العقل الباطن» لجون كيهو، والتي تقول إنه توجد أسطورة حول فلاح غبي أرسلوه بزيارة إلى منزل سيده. استقبله السيد ودعاه إلى مكتبه وقدم له صحن حساء، وحالما بدأ الفلاح تناول طعامه لاحظ وجود أفعى في صحنه!
وحتى لا يزعج سيده فقد اضطر لتناول صحن الحساء بكامله، وبعد أيام شعر بألم كبير مما اضطره للعودة إلى منزل سيده من أجل الدواء.
استدعاه السيد مرة أخرى إلى بيته وجهز له الدواء وقدمه له في كوب، وما أن بدأ بتناول الدواء حتى وجد مرة أخرى أفعى في كوبه. قرر في هذه المرة ألا يصمت وصاح بصوت عال إن مرضه في المرة السابقة كان بسبب هذه الأفعى اللعينة، ضحك السيد بصوت عال وأشار إلى السقف حيث عُلِق قوس كبير، وقال للفلاح: إنك ترى في صحنك انعكاس هذا القوس وليس أفعى.
في الواقع لا توجد أفعى حقيقية، نظر الفلاح مرة أخرى إلى كوبه وتأكد أنه لا وجود لأية أفعى، بل هناك انعكاس بسيط، وغادر منزل سيده دون أن يشرب الدواء وتعافى في اليوم التالي..
يقول الكاتب: «عندما نتقبل وجهات نظر وتأكيدات محددة عن أنفسنا وعن العالم المحيط فإننا نبتلع خيال الأفعى، وستبقى هذه الأفعى الخيالية حقيقية ما دمنا لم نتأكد من العكس.. ما إن يبدأ العقل الباطن بتقبل فكرة أو معتقد ما سواء كان صائباً أو لا، حتى يبدأ باستنباط الأفكار الداعمة لهذا المعتقد.. إن العقل قادر على تشويه صورة الواقع ليصبح ملائماً ومطابقاً لوجهات نظرك».
وبكل ثقة أسأل؛ هل نعي الآن كم من الأخطاء التي نقع فيها نتيجة لأفكارنا المتسرعة في إصدار الأحكام على ما نراه أمامنا أو نسمعه من غيرنا في كل الأمور التي نعيشها في الواقع السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي؟
لا تصدر أي حكم، فما حولك دائم التغير والحركة.