حقيقة أن فكرة الحصول على إجازة في نهاية الأسبوع، وأن تكون ثلاثة أيام عوضاً عن يومين، هو بلا شك سبب لإضافة المزيد من البهجة والفرحة على الكثيرين، وأنا منهم، لدرجة أن الناس تراها أول أمس (يوم الأربعاء) توزع ابتسامات غير متوقعة هنا وهناك من شدة فرحتها، فهي في حالة ذهول وشبه مصدومة بأن يوم الأربعاء هو آخر أيام الأسبوع، ولا يسعها أن تجد الكلمات تعبيراً عن هذه الأحاسيس الجميلة.
هي غافلة أن بهذا اليوم سوف يترتب عليها كثير من الالتزامات؛ سواء المنزلية، العائلية والاجتماعية، وأن تقضي مشاوير غير متوقعة في وضح النهار، وأنه عليها أن تلبي احتياجات القريب والبعيد، وما أن تصل للساعات الأولى من الليل إلا وتكتشف أن طاقتها البدنية باتت شبه معدومة وتصبح على وجهها ابتسامة بائسة متعبة.
فهذا حالنا دائماً؛ لا نعرف الطريقة التي نكرم بها أجسادنا وأرواحنا بقليل من الهدوء، محاولين أن نبعد عن كل الضوضاء التي تعكر صفوها، فكل أوقاتنا أصبحت في عجل؛ نقوم على عجل، نعمل في عجل، ننام على عجل، حتى إن صلاتنا وسجودنا وتسبيحنا، والذي هو المصدر الحقيقي لتزويد أرواحنا الداخلية بالكثير من الطاقة الإيجابية والطمأنينة، نقوم به على عجل. نعم؛ فحالنا هو المضحك المبكي.
ولأننا شعب إيجابي بطبعه؛ فقد كانت الرسائل الإلكترونية غير آبه، فقط تتطاير فرحة وابتهاجاً لهذا اليوم وكأنه ضيف عزيز قادم من مكان بعيد. كيف «لا» فإنه يوم كل شخص يعمل ويقدم ويعطي من قلبه وعقله وضميره ويضحي في وقته وطاقته من أجل أن ينعم ببعض من السعادة التي تطفي على محفظته آخر الشهر، وتكون سبباً لرسم ابتسامة عفوية نابعة من القلب. ولكن كم جميل أن يستلم أحدنا راتبه ومع ابتسامته المتلألئة تضوي غمزة العينين وترى قلبه داعياً بالخير لمسؤوله أو مديره الذي يعرف جيداً كيف يقدر عمله.
نعم أيها المسؤول الذي وقع عليك الاختيار وأنت قبلت مرحباً من غير اعتراض بهذا القرار، فلا بد لك أن تكون إنساناً حكيماً في أحكامك بكل ما في الكلمة من معنى، فكثيرون يعتقدون أن الطيبة والود التي تصدر من المسؤول هي مدعاة للتسيب وعدم الالتزام، إلا أن هذا الأمر غير صحيح، فما إن بنيت الطيبة مع الثقة أنشئت معها الالتزام والنجاح للجميع.
أتعجب ممن يتم تعيينهم في مناصب إشرافية وكيف يتحولون إلى أشخاص عديمي الرأفة والإنسانية بسرعة البرق، ويبدؤون تشريع القوانين التي تطبق على الآخرين باستثنائهم، محاولين الانتقام من الممارسات التي كانت تنفذ عليهم من أشخاص آخرين بسنهم لها على أشخاص آخرين ليس لهم ذنب في الحياة إلا أنهم أصبحوا الجهة التابعة لهذا المسؤول الجديد.
فما هو العيب إن كنت يا هذا الشخص المسؤول تتمتع بسعة الأفق والعقل والقلب؟ وتمتلك الحكمة وتقوم بإعطاء الفرص للجميع، وإن لم تكن بالتساوي؛ أقله بأن تسعى إليها. وأن تتعلم في أن تسمع لهذا وتتأمل كلام ذاك ولا تأخذك العاطفة في التحليل وإنما الحكمة. اسمحوا لي يا من تعتبروا عقولكم راجحة، فالحكمة هي هبة من الله عز وجل خصها في بعض من عباده.
فتحية إكبار لكل إنسان جاهد وفي وإن كان راتبه لا يتوازى مع عظيم عمله وإخلاصه. ففي المنقلب الآخر يوجد إنسان على هذه الأرض، ما سأل يوماً عن إجازة ولا عن ترفيع ولا علاوة في الراتب أو مخصص سفر أو هاتف أو بدل نقل أو علاوة اجتماعية أو عن مكافأة نهاية الخدمة، إنما يعمل بصمت وينتظر في سبيل هذا كله ضحكة عينيك «أنت»، وفوق كل هذا هو من يقوم بالدعاء «لك» ألا وهي «أمك». فلنتأمل قليلاً بعظم العطاء الذي تقوم به أمهاتنا لنجد أنه لا يقارن بما نقوم به في أعمالنا. فقبل أن نَطلب من الآخرين التقدير لعملنا هل قمنا نحن بتقدير من ضحى لأجلنا؟
{{ article.visit_count }}
هي غافلة أن بهذا اليوم سوف يترتب عليها كثير من الالتزامات؛ سواء المنزلية، العائلية والاجتماعية، وأن تقضي مشاوير غير متوقعة في وضح النهار، وأنه عليها أن تلبي احتياجات القريب والبعيد، وما أن تصل للساعات الأولى من الليل إلا وتكتشف أن طاقتها البدنية باتت شبه معدومة وتصبح على وجهها ابتسامة بائسة متعبة.
فهذا حالنا دائماً؛ لا نعرف الطريقة التي نكرم بها أجسادنا وأرواحنا بقليل من الهدوء، محاولين أن نبعد عن كل الضوضاء التي تعكر صفوها، فكل أوقاتنا أصبحت في عجل؛ نقوم على عجل، نعمل في عجل، ننام على عجل، حتى إن صلاتنا وسجودنا وتسبيحنا، والذي هو المصدر الحقيقي لتزويد أرواحنا الداخلية بالكثير من الطاقة الإيجابية والطمأنينة، نقوم به على عجل. نعم؛ فحالنا هو المضحك المبكي.
ولأننا شعب إيجابي بطبعه؛ فقد كانت الرسائل الإلكترونية غير آبه، فقط تتطاير فرحة وابتهاجاً لهذا اليوم وكأنه ضيف عزيز قادم من مكان بعيد. كيف «لا» فإنه يوم كل شخص يعمل ويقدم ويعطي من قلبه وعقله وضميره ويضحي في وقته وطاقته من أجل أن ينعم ببعض من السعادة التي تطفي على محفظته آخر الشهر، وتكون سبباً لرسم ابتسامة عفوية نابعة من القلب. ولكن كم جميل أن يستلم أحدنا راتبه ومع ابتسامته المتلألئة تضوي غمزة العينين وترى قلبه داعياً بالخير لمسؤوله أو مديره الذي يعرف جيداً كيف يقدر عمله.
نعم أيها المسؤول الذي وقع عليك الاختيار وأنت قبلت مرحباً من غير اعتراض بهذا القرار، فلا بد لك أن تكون إنساناً حكيماً في أحكامك بكل ما في الكلمة من معنى، فكثيرون يعتقدون أن الطيبة والود التي تصدر من المسؤول هي مدعاة للتسيب وعدم الالتزام، إلا أن هذا الأمر غير صحيح، فما إن بنيت الطيبة مع الثقة أنشئت معها الالتزام والنجاح للجميع.
أتعجب ممن يتم تعيينهم في مناصب إشرافية وكيف يتحولون إلى أشخاص عديمي الرأفة والإنسانية بسرعة البرق، ويبدؤون تشريع القوانين التي تطبق على الآخرين باستثنائهم، محاولين الانتقام من الممارسات التي كانت تنفذ عليهم من أشخاص آخرين بسنهم لها على أشخاص آخرين ليس لهم ذنب في الحياة إلا أنهم أصبحوا الجهة التابعة لهذا المسؤول الجديد.
فما هو العيب إن كنت يا هذا الشخص المسؤول تتمتع بسعة الأفق والعقل والقلب؟ وتمتلك الحكمة وتقوم بإعطاء الفرص للجميع، وإن لم تكن بالتساوي؛ أقله بأن تسعى إليها. وأن تتعلم في أن تسمع لهذا وتتأمل كلام ذاك ولا تأخذك العاطفة في التحليل وإنما الحكمة. اسمحوا لي يا من تعتبروا عقولكم راجحة، فالحكمة هي هبة من الله عز وجل خصها في بعض من عباده.
فتحية إكبار لكل إنسان جاهد وفي وإن كان راتبه لا يتوازى مع عظيم عمله وإخلاصه. ففي المنقلب الآخر يوجد إنسان على هذه الأرض، ما سأل يوماً عن إجازة ولا عن ترفيع ولا علاوة في الراتب أو مخصص سفر أو هاتف أو بدل نقل أو علاوة اجتماعية أو عن مكافأة نهاية الخدمة، إنما يعمل بصمت وينتظر في سبيل هذا كله ضحكة عينيك «أنت»، وفوق كل هذا هو من يقوم بالدعاء «لك» ألا وهي «أمك». فلنتأمل قليلاً بعظم العطاء الذي تقوم به أمهاتنا لنجد أنه لا يقارن بما نقوم به في أعمالنا. فقبل أن نَطلب من الآخرين التقدير لعملنا هل قمنا نحن بتقدير من ضحى لأجلنا؟