لم يكن مفاجئاً للبحرين والرأي العام البحريني أن تصدر تصريحات عن مسؤول أمريكي يقول فيه إن «الوقت غير مناسب لإجراء معاملات تجارية مع روسيا». وذلك رداً على الاتفاقات التي أبرمتها المملكة خلال زيارة سمو ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى العاصمة الروسية موسكو.
فواشنطن تؤمن أن علاقاتها مع البحرين كحليف استراتيجي تحتم عليها إرشاد المنامة، وتحديد الأطر العامة لسياستها الخارجية، وبالتالي لا يحق للبحرين القيام بما لا تريده واشنطن، ولا يحق للبحرين العمل على حماية وتعظيم مصالحها الدولية إلا بموافقة واشنطن أيضاً!
السؤال؛ لماذا غضبت الإدارة الأمريكية وأبدت استياءها من تحركات المنامة وتوجهها نحو موسكو؟
من الواضح أن الأزمة الأوكرانية تثير قلق واشنطن، وهي قضية باتت تحظى باهتمام كبير من الولايات المتحدة وسياستها الخارجية. فهي تدرك أن ما يجري في أوكرانيا هو صراع دولي جديد يتعدى الحدود الأوكرانية، ويتعلق بمساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة الدب الروسي نحو قوة عظمى مجدداً بعد غياب في النظام الدولي منذ العام 1991.
روسيا قررت في إطار مساعيها لإعادة قوتها العظمى خوض سلسلة من المغامرات الجريئة التي أثارت الكثير من الحلفاء والأصدقاء، وأغضبت منافسيها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. هذه المغامرات ظهرت في الكثير من القضايا مثل الملف النووي الإيراني، والأزمة السورية، وأخيراً الأزمة الأوكرانية، ولا يبدو أن هذه المغامرات ستنتهي سريعاً أو قريباً.
بناءً على هذه التطورات، فإن النظام الدولي يشهد الآن مرحلة تحول قاسية تتنافس فيها مجموعة من القوى بتشكيل محاورها الجديد من أجل الظهور كقوى عظمى أو قوى كبرى.
وبعد موجة ما يسمى بالربيع العربي، وفقدان الثقة الخليجية بواشنطن، والسعي نحو تنويع التحالفات الإقليمية والدولية، كان من الطبيعي أن تكون موسكو إحدى محطات هذه السياسة، ولذلك تابعنا باهتمام الزيارات المتتالية للعاصمة الروسية خلال السنوات الثلاث الماضية لكبار المسؤولين الخليجيين والتي تمخضت عنها العديد من الاتفاقات الأمنية والدفاعية، إضافة إلى الشراكات التجارية والاقتصادية.
واشنطن لن تسمح لدول الخليج العربية بتطوير شراكاتها مع روسيا، لأن هذا التطوير يعد تهديداً مباشراً لمكانتها في النظام الدولي، ولكنها بالمقابل لا تبذل أي جهود في سبيل إعادة الثقة مع حلفائها التقليديين من دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعكس عدم اكتراثها بالحفاظ على هذه التحالفات القديمة، أو حتى الحفاظ على ما تبقى منها.
لسنا بحاجة لتبرير ما قامت به البحرين من تعزيز شراكتها مع موسكو مؤخراً فهي مسألة سيادية تخص الدولة والحكومة، ولكننا ندعو واشنطن لأن تفهم حقيقة ما يجري، وتراجع سياساتها الخارجية تجاه البحرين ودول الخليج العربية. فالإدارة الأمريكية خسرت الكثير، ومن المتوقع أن تخسر الكثير على صعيد تحالفاتها ومصالحها الاستراتيجية إذا تمت السياسة الخارجية الأمريكية على ما هي عليه.
{{ article.visit_count }}
فواشنطن تؤمن أن علاقاتها مع البحرين كحليف استراتيجي تحتم عليها إرشاد المنامة، وتحديد الأطر العامة لسياستها الخارجية، وبالتالي لا يحق للبحرين القيام بما لا تريده واشنطن، ولا يحق للبحرين العمل على حماية وتعظيم مصالحها الدولية إلا بموافقة واشنطن أيضاً!
السؤال؛ لماذا غضبت الإدارة الأمريكية وأبدت استياءها من تحركات المنامة وتوجهها نحو موسكو؟
من الواضح أن الأزمة الأوكرانية تثير قلق واشنطن، وهي قضية باتت تحظى باهتمام كبير من الولايات المتحدة وسياستها الخارجية. فهي تدرك أن ما يجري في أوكرانيا هو صراع دولي جديد يتعدى الحدود الأوكرانية، ويتعلق بمساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة الدب الروسي نحو قوة عظمى مجدداً بعد غياب في النظام الدولي منذ العام 1991.
روسيا قررت في إطار مساعيها لإعادة قوتها العظمى خوض سلسلة من المغامرات الجريئة التي أثارت الكثير من الحلفاء والأصدقاء، وأغضبت منافسيها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. هذه المغامرات ظهرت في الكثير من القضايا مثل الملف النووي الإيراني، والأزمة السورية، وأخيراً الأزمة الأوكرانية، ولا يبدو أن هذه المغامرات ستنتهي سريعاً أو قريباً.
بناءً على هذه التطورات، فإن النظام الدولي يشهد الآن مرحلة تحول قاسية تتنافس فيها مجموعة من القوى بتشكيل محاورها الجديد من أجل الظهور كقوى عظمى أو قوى كبرى.
وبعد موجة ما يسمى بالربيع العربي، وفقدان الثقة الخليجية بواشنطن، والسعي نحو تنويع التحالفات الإقليمية والدولية، كان من الطبيعي أن تكون موسكو إحدى محطات هذه السياسة، ولذلك تابعنا باهتمام الزيارات المتتالية للعاصمة الروسية خلال السنوات الثلاث الماضية لكبار المسؤولين الخليجيين والتي تمخضت عنها العديد من الاتفاقات الأمنية والدفاعية، إضافة إلى الشراكات التجارية والاقتصادية.
واشنطن لن تسمح لدول الخليج العربية بتطوير شراكاتها مع روسيا، لأن هذا التطوير يعد تهديداً مباشراً لمكانتها في النظام الدولي، ولكنها بالمقابل لا تبذل أي جهود في سبيل إعادة الثقة مع حلفائها التقليديين من دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما يعكس عدم اكتراثها بالحفاظ على هذه التحالفات القديمة، أو حتى الحفاظ على ما تبقى منها.
لسنا بحاجة لتبرير ما قامت به البحرين من تعزيز شراكتها مع موسكو مؤخراً فهي مسألة سيادية تخص الدولة والحكومة، ولكننا ندعو واشنطن لأن تفهم حقيقة ما يجري، وتراجع سياساتها الخارجية تجاه البحرين ودول الخليج العربية. فالإدارة الأمريكية خسرت الكثير، ومن المتوقع أن تخسر الكثير على صعيد تحالفاتها ومصالحها الاستراتيجية إذا تمت السياسة الخارجية الأمريكية على ما هي عليه.