يخرجون علينا كعادتهم يبتهلون ويهللون في مقالتهم لمبادئ وقيم لا تتوفر فيهم ولا يعرفون منها إلا صياغة عبارات وصفّها في مقالاتهم، وها هو اليوم أحد أسطوانات الوفاق ومذياعهم المحلي والدولي يشرح لنا المواطنة التي جردها من أصلها وفرغها من معانيها، فاختزل المواطنة في حق التصويت والعمل والعيش في بلاده، وأن له الحق في العودة إلى وطنه متى شاء «لأنه الوطن»، وله الحق في تداول المناصب السياسية والقضائية، وأن تكون له سلطة تشريعية تعبر عن إرادته.
لا بد أن نرد عليه ونقول؛ المواطنة شرحها الله في كتابه، والتي فصل فيها حال أبي لهب وزوجته في النار، رغم أنه من أشراف قريش وعم الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن نسبه وقرشيته وحسبه لم يشفع له، أي أن المواطنة هي واجبات قبل أن تكون حقوقاً، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرح المواطنة التي بنيت على الولاء والطاعة، وليست المواطنة التي بنيت على المنشأ، فعن أبي هريرة قال؛ كنا جلوساً عند النبي إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم)، قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي حتى سأله مرة وثلاثاً فقال: وفينا سلمان الفارسي قال: فوضع النبي يده على سلمان، ثم قال: «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء».
وها هو سلمان الفارسي يشرح المواطنة بمعناها الحقيقي، فعن أبي البختري أن جيشاً من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان الفارسي حاصروا قصراً من قصور فارس، فقالوا: يا أبا عبدالله أننهد إليهم؟ قال: دعوني أدعهم كما سمعت رسول الله يدعوهم، فأتاهم سلمان فقال لهم: إنما أنا رجل منكم فارسي، ترون العرب يطيعوني، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا، وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه وأعطونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، قال: ورطن إليهم بالفارسية: «وأنتم غير محمودين وإن أبيتم نابذناكم على سواء»، قالوا ما نحن الذي نعطي الجزية ولكن نقاتلكم فدعاهم 3 أيام إلى مثل هذا ثم قال انهدوا إليهم ففتحوا ذلك القصر».
إنها المواطنة التي تحول سلمان الفارسي إلى أمير مطاع في العرب، وهي المواطنة التي نبذت أبا لهب إلى النار، إذاً المواطنة ليست وطناً مفتوحاً، بل هي أرض مشروط البقاء فيها.. أرض لا تسع المفسد الذي أنزل الله فيه الحكم بنفيه وصلبه، أرض لا تسع الخائن الذي يخون بلده ويتآمر عليها، المواطنة لا تسع من يحرق ويحتل ديار المسلمين باسم الديمقراطية والحرية، المواطنة الحقيقية لا توزع المناصب على الناس لأنهم مواطنون يحملون الجنسية، فالمواطنة شرف لا ينالها إلا المرء الشريف الذي يغار على وطنه ويحارب أعداءه ويقف مع ولاته ويخضع لقائده، أما المواطنة بالجنسية والولاء لدولة فارسية فهذه جريمة يعاقب عليها الشرع بإسقاط الهوية والنفي من البلاد.
إذاً المواطنة ليست كما ذكرها «المتفيقه» الذي جرد المواطنة من معانيها وفصلها كي تشمل أولئك المجرمين الذين يتعاونون مع أعداء البحرين ويسهلون لهم الطريق لاحتلالها، حيث يتمنى أن تسلم لهم الدولة والمناصب ويوسد لهم القضاء حتى تصبح الدولة في يد مواطنين بالاسم لكنهم إيرانيون دماً وروحاً، إنها المواطنة التي شرحها ذلك الصحافي الذي لم يشكر يوماً وطناً ولم يقدر حاكماً، هذا الصحافي الذي يفرغ المواطنة من معناها ويجردها من واجباتها، إنه الصحافي الذي يريد أن يأتي بتشريع يجعل أبا لهب أميراً وقاضياً ووزيراً باسم المواطنة.
ولا نقول هنا إلا ما قال الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وذلك عندما يتغير مفهوم هؤلاء عن المواطنة من حمل الجنسية إلى مواطنة يكون ولاؤها خالصاً لحاكم البلد الذي صادق على جنسيتهم، والذي أعطاهم حقوقهم بالكامل إلا أنها لم تغير ما بداخلهم حين ظل الولاء الإيراني متغلغلاً من الأجداد إلى الأحفاد، ولن يتغير حالهم أبداً ما لم يغيروا ما بدواخلهم وما ببواطنهم ويستبدلوا ما في قلوبهم من غل على البحرين وحكامه إلى محبة وولاء خالص يحس ويشعر به الجميع، ولن يكون هذا التغيير إلا بعدما يفسخوا العباءة الفارسية ويلبسوا العباءة البحرينية العربية، وذلك كما فعل سلمان الفارسي الذي أصبح أميراً مطاعاً على عرب عدنان وقحطان.
لا بد أن نرد عليه ونقول؛ المواطنة شرحها الله في كتابه، والتي فصل فيها حال أبي لهب وزوجته في النار، رغم أنه من أشراف قريش وعم الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن نسبه وقرشيته وحسبه لم يشفع له، أي أن المواطنة هي واجبات قبل أن تكون حقوقاً، وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرح المواطنة التي بنيت على الولاء والطاعة، وليست المواطنة التي بنيت على المنشأ، فعن أبي هريرة قال؛ كنا جلوساً عند النبي إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم)، قال رجل: من هؤلاء يا رسول الله؟ فلم يراجعه النبي حتى سأله مرة وثلاثاً فقال: وفينا سلمان الفارسي قال: فوضع النبي يده على سلمان، ثم قال: «لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء».
وها هو سلمان الفارسي يشرح المواطنة بمعناها الحقيقي، فعن أبي البختري أن جيشاً من جيوش المسلمين كان أميرهم سلمان الفارسي حاصروا قصراً من قصور فارس، فقالوا: يا أبا عبدالله أننهد إليهم؟ قال: دعوني أدعهم كما سمعت رسول الله يدعوهم، فأتاهم سلمان فقال لهم: إنما أنا رجل منكم فارسي، ترون العرب يطيعوني، فإن أسلمتم فلكم مثل الذي لنا وعليكم مثل الذي علينا، وإن أبيتم إلا دينكم تركناكم عليه وأعطونا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، قال: ورطن إليهم بالفارسية: «وأنتم غير محمودين وإن أبيتم نابذناكم على سواء»، قالوا ما نحن الذي نعطي الجزية ولكن نقاتلكم فدعاهم 3 أيام إلى مثل هذا ثم قال انهدوا إليهم ففتحوا ذلك القصر».
إنها المواطنة التي تحول سلمان الفارسي إلى أمير مطاع في العرب، وهي المواطنة التي نبذت أبا لهب إلى النار، إذاً المواطنة ليست وطناً مفتوحاً، بل هي أرض مشروط البقاء فيها.. أرض لا تسع المفسد الذي أنزل الله فيه الحكم بنفيه وصلبه، أرض لا تسع الخائن الذي يخون بلده ويتآمر عليها، المواطنة لا تسع من يحرق ويحتل ديار المسلمين باسم الديمقراطية والحرية، المواطنة الحقيقية لا توزع المناصب على الناس لأنهم مواطنون يحملون الجنسية، فالمواطنة شرف لا ينالها إلا المرء الشريف الذي يغار على وطنه ويحارب أعداءه ويقف مع ولاته ويخضع لقائده، أما المواطنة بالجنسية والولاء لدولة فارسية فهذه جريمة يعاقب عليها الشرع بإسقاط الهوية والنفي من البلاد.
إذاً المواطنة ليست كما ذكرها «المتفيقه» الذي جرد المواطنة من معانيها وفصلها كي تشمل أولئك المجرمين الذين يتعاونون مع أعداء البحرين ويسهلون لهم الطريق لاحتلالها، حيث يتمنى أن تسلم لهم الدولة والمناصب ويوسد لهم القضاء حتى تصبح الدولة في يد مواطنين بالاسم لكنهم إيرانيون دماً وروحاً، إنها المواطنة التي شرحها ذلك الصحافي الذي لم يشكر يوماً وطناً ولم يقدر حاكماً، هذا الصحافي الذي يفرغ المواطنة من معناها ويجردها من واجباتها، إنه الصحافي الذي يريد أن يأتي بتشريع يجعل أبا لهب أميراً وقاضياً ووزيراً باسم المواطنة.
ولا نقول هنا إلا ما قال الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وذلك عندما يتغير مفهوم هؤلاء عن المواطنة من حمل الجنسية إلى مواطنة يكون ولاؤها خالصاً لحاكم البلد الذي صادق على جنسيتهم، والذي أعطاهم حقوقهم بالكامل إلا أنها لم تغير ما بداخلهم حين ظل الولاء الإيراني متغلغلاً من الأجداد إلى الأحفاد، ولن يتغير حالهم أبداً ما لم يغيروا ما بدواخلهم وما ببواطنهم ويستبدلوا ما في قلوبهم من غل على البحرين وحكامه إلى محبة وولاء خالص يحس ويشعر به الجميع، ولن يكون هذا التغيير إلا بعدما يفسخوا العباءة الفارسية ويلبسوا العباءة البحرينية العربية، وذلك كما فعل سلمان الفارسي الذي أصبح أميراً مطاعاً على عرب عدنان وقحطان.