يبدو أن كل شيء في أمريكا مختلف عن غيره في العالم، مقاييس العدد اليدوية والأوزان والملابس، وأحجام الطعام، حتى معايير الخير والشر تختلف، فليس من المستغرب إذاً أن يختلف مفهوم الزعامة عند صاحب الإمامة العظمى هناك سماحة باراك أوباما.
في كلمته التي ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأكاديمية العسكرية في نيويورك الأيام الماضية، أكد أن أمريكا تحتفظ بزعامتها للعالم بل إنها ستظل الأمة القيادية الوحيدة في القرن المقبل، تصريح كان مدعاة لسخرية الخارجية الصينية التي قال الناطق الرسمي باسمها أن أمريكا تستمتع جيداً بالزعامة وتساءل إن كانت تمتلك الأخطبوط الشهير «بول» الذي يتنبأ بالمستقبل ليبلغهم عن العلاقات الدولية في المستقبل!، أما نحن فما نعرفه عن مفهوم الزعامة هو أن يكون الزعيم قادراً على اتخاذ القرارات السياسية التي تحقق أعلى درجات الصواب ثم تضفي على البشر درجات من الأمان والاطمئنان، لكنها وفق المقاييس الأمريكية تعني «البلطجة» وفرض ما يريد الزعيم بقوة السلاح، والعمل وفق نظام العصابات ذات الفروع المتعددة، بسياسة تشبه سياسة الصفويين الذين كانوا يأخذون «الأتاوات» من الناس، ونظراً لاتساع رقعتهم الجغرافية فإنهم كانوا يبيعون قرى ومناطق لتجار وجباة يحصلون لهم الأتاوات، كذلك تفعل اليوم أمريكا عندما تتزعم العالم، بدأت بتوزيع المناطق على دول تأخذ وظيفة التجار لتحقق مصالحها ومصالح أمريكا، ولا غرابة اليوم في ترحيب أمريكا بفوز «نيريندرا مودي» برئاسة وزراء الهند، وهو زعيم أكثر الأحزاب الهندوسية تطرفاً وحقداً على المسلمين.
فرض الزعامة بهذه الطريقة التي أضفت رعباً ودماراً في العالم أوجدت حالة من الرفض وعدم التقبل لدى الشعوب المتضررة، ودعوني أنقل لكم هذه القصة الطريفة التي وقعت لأحد أصحابي عندما قرر قبل سنوات الإقامة في ماليزيا التي وصلها مثقلاً بالهموم بعد أن خربت أمريكا بلده لتحقق زعامتها، يقول دخلت لأصلي في المسجد أول صلاة جمعة لي هناك وكانت الخطبة باللغة الملاوية التي لا أفقه منها شيئاً، لكني فهمت من الخطبة أن موضوعها يدور حول أمريكا وشعرت بازدراء الخطيب وهو يتكلم عنها فعندما يذكر اسمها ينفعل ويرتفع صوته ويضرب المنبر، فوجدت في كلماته التي لم أفهمها بلسماً وعزاءً لي في بلد الغربة لأني شعرت أن من يعيش في أقصى الشرق يشعر تجاه أمريكا بما نشعر ويعرف حقيقة زعامتها للعالم، وبعد أن قضيت الصلاة التقيت بصديق يعيش في ماليزيا منذ زمن ويعرف لغتهم، فعبرت له عن إعجابي بحديث الخطيب بقوة عن أمريكا، فقال لي: لكنه لم يذكر أمريكا أبداً، قلت له: بلى كررها مراراً، فقال لي لعلك تقصد قوله: «مرديكا» قلت: نعم، فضحك قائلاً: هذا ضمير المخاطب في اللغة الملاوية، فالخطيب يخاطب الناس بقوله: أنت وأنتم بهذه الكلمة.
زعامة أمريكا لن تخدم العالم بقدر ما ستزرع فيه من دمار وكراهية وتشريد وتقتيل، فمعاييرها على مقاييس العم سام.
{{ article.visit_count }}
في كلمته التي ألقاها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الأكاديمية العسكرية في نيويورك الأيام الماضية، أكد أن أمريكا تحتفظ بزعامتها للعالم بل إنها ستظل الأمة القيادية الوحيدة في القرن المقبل، تصريح كان مدعاة لسخرية الخارجية الصينية التي قال الناطق الرسمي باسمها أن أمريكا تستمتع جيداً بالزعامة وتساءل إن كانت تمتلك الأخطبوط الشهير «بول» الذي يتنبأ بالمستقبل ليبلغهم عن العلاقات الدولية في المستقبل!، أما نحن فما نعرفه عن مفهوم الزعامة هو أن يكون الزعيم قادراً على اتخاذ القرارات السياسية التي تحقق أعلى درجات الصواب ثم تضفي على البشر درجات من الأمان والاطمئنان، لكنها وفق المقاييس الأمريكية تعني «البلطجة» وفرض ما يريد الزعيم بقوة السلاح، والعمل وفق نظام العصابات ذات الفروع المتعددة، بسياسة تشبه سياسة الصفويين الذين كانوا يأخذون «الأتاوات» من الناس، ونظراً لاتساع رقعتهم الجغرافية فإنهم كانوا يبيعون قرى ومناطق لتجار وجباة يحصلون لهم الأتاوات، كذلك تفعل اليوم أمريكا عندما تتزعم العالم، بدأت بتوزيع المناطق على دول تأخذ وظيفة التجار لتحقق مصالحها ومصالح أمريكا، ولا غرابة اليوم في ترحيب أمريكا بفوز «نيريندرا مودي» برئاسة وزراء الهند، وهو زعيم أكثر الأحزاب الهندوسية تطرفاً وحقداً على المسلمين.
فرض الزعامة بهذه الطريقة التي أضفت رعباً ودماراً في العالم أوجدت حالة من الرفض وعدم التقبل لدى الشعوب المتضررة، ودعوني أنقل لكم هذه القصة الطريفة التي وقعت لأحد أصحابي عندما قرر قبل سنوات الإقامة في ماليزيا التي وصلها مثقلاً بالهموم بعد أن خربت أمريكا بلده لتحقق زعامتها، يقول دخلت لأصلي في المسجد أول صلاة جمعة لي هناك وكانت الخطبة باللغة الملاوية التي لا أفقه منها شيئاً، لكني فهمت من الخطبة أن موضوعها يدور حول أمريكا وشعرت بازدراء الخطيب وهو يتكلم عنها فعندما يذكر اسمها ينفعل ويرتفع صوته ويضرب المنبر، فوجدت في كلماته التي لم أفهمها بلسماً وعزاءً لي في بلد الغربة لأني شعرت أن من يعيش في أقصى الشرق يشعر تجاه أمريكا بما نشعر ويعرف حقيقة زعامتها للعالم، وبعد أن قضيت الصلاة التقيت بصديق يعيش في ماليزيا منذ زمن ويعرف لغتهم، فعبرت له عن إعجابي بحديث الخطيب بقوة عن أمريكا، فقال لي: لكنه لم يذكر أمريكا أبداً، قلت له: بلى كررها مراراً، فقال لي لعلك تقصد قوله: «مرديكا» قلت: نعم، فضحك قائلاً: هذا ضمير المخاطب في اللغة الملاوية، فالخطيب يخاطب الناس بقوله: أنت وأنتم بهذه الكلمة.
زعامة أمريكا لن تخدم العالم بقدر ما ستزرع فيه من دمار وكراهية وتشريد وتقتيل، فمعاييرها على مقاييس العم سام.