نظرة المصريين لأحداث البحرين تغيرت كثيراً بعد 30 يونيو، يوماً بعد يوم يكتشفون حجم التشابه بين ما حدث في البحرين وما حدث في مصر، يكتشفون طبيعة مشروع الشرق الأوسط الجديد ومحاولة إعادة الصياغة ورسم الحدود الجديدة التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد رسمتها للمنطقة وللدول العربية.
لفت نظر الوفد المصري الشعبي الذي زار البحرين بالأمس عبارة قالها لهم جلالة الملك وتحدثوا كلهم بها، وهي أن المشروع حين بدأ في تونس إنما كان يستهدف مصر بالأساس، وحين بدأ في البحرين إنما كان يستهدف السعودية بالأساس، ارتكز المشروع على هدم الدولة المصرية والدولة السعودية وتفتيت ما حولهما ومن ثم إعادة رسم المنطقة حسب توزيع الأقليات العرقية والطائفية، وكما قسمت السودان والعراق كان الدور على البقية، ولكن البحرين تصدت أولاً ومن ثم تصدت له مصر فكانت القاضية.
ليكن واضحاً أن تطلعات الشعوب لتحسين مستوى معيشتها وتطلعاتها للقضاء على الفساد واختلال ميزان العدالة مطالب مشروعة ولسنا نقف ضد تلك التطلعات أو نرمي بكل حراك شعبي لنيل هذه المطالب على أنه سقوط في فخ التآمر والخيانة، حين نصف الحراك الشعبي التلقائي، ولكننا نقف عند تحالف جماعات محددة مع جهة أجنبية كالولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً أخل بالأمن وبالسيادة وبحقوق الجماعات الأخرى من أجل وصولهم هم للحكم صعوداً على ظهر تلك المطالب المشروعة، تحالفاً تبدى في الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لهذه الجماعات تحديداً دون غيرها رغم تعدديات القوى السياسية في كلا البلدين، تحالفاً تبدى بسلسلة طويلة من الدعم المالي واللوجستي، دعم تجاهل عنفها وإرهابها وبرر لها كل أخطائها وجرائمها -ومازال- مصراً على اعتبارها جماعات مسالمة رغم ما اكتوت به مصر والبحرين من جرائمها، دعم تبدى في حلقة طويلة من الابتزاز والضغط من أجل فرض هذه الجماعات دون غيرها على الإرادة الشعبية، دعم أضر بهذه الجماعات أكثر مما نفعها، حين جعلها في خانة معزولة وبقية الجماعات في مصر والبحرين في خانة أخرى، دعم أبرزها كطفل مدلل من الإدارة الأمريكية أفسده الدلال وعزله عن بقية أقرانه.
استعرضنا مع الوفد بعض الأحداث التي تطابقت لا في العناوين العامة بل في التفاصيل الصغيرة وكأن المدرسة التي خرجت شباب الجماعتين هي واحدة، مدرسة جعلت خريجيها يظنون أن الغاية تبرر الوسيلة، وهنا لم يتورعوا من استخدام أية وسيلة حتى لو كانت محرمة شرعاً، فمن ألقى بالشاب المصري من على سطح العمارة وصورته الكاميرا، ألقت النسخة البحرينية منه الشاب خالد السردي من سطح مبنى الجامعة وصورته الكاميرا، الفيديو الذي بين تمثيل بعض الشباب المصري وادعاءهم الإصابة والذي كان مجهزاً للعرض في قناة الجزيرة، يوجد له نسخة بحرينية مطابقة تماماً «عموماً البحرين ومصر نالهما من «حب» قناة الجزيرة جانب كبير وضاقا من تحيزها وافترائها الكثير» تفاصيل أخرى كثيرة كنا نضحك في البحرين كلما تطابقها أحداث مصرية، لإنها قد حدثت «بالحرف» عندنا.
ومصر مرت بذات الإحساس القلق الذي كان يداهم أهل البحرين كلما صرح مسؤول أمريكي تصريحاً يدعي الإمساك من العصا من منتصفها، إذ كنا نعرف أن تصعيداً قادماً من أحداث العنف والإرهاب بعد كل تصريح، وكلما صرح مسؤول أمريكي بالدعوة للمصالحة والحوار الوطني زاد تعنت الجماعة، تشابه غير طبيعي، واليوم تمر مصر بنفس المرحلة التي مررنا بها وهي تدخل المنظمات الدولية ومحاولة «الجماعة» تدويل القضية والتعلق بحبل «الدولة الدولية»، وهي مجرد محاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المشروع الذي فشل في البحرين وفشل في مصر.
ختاماً أتفق تماماً مع رأي اللواء محمود خلف من أكاديمية ناصر العسكرية حين قال عن الأزمة في مصر «قضي الأمر» نحن الآن على أيام تفصلنا عن الاستفتاء على الدستور ومن بعده على الرئاسة، وأشهر تفصلنا في البحرين عن انتهاء الفصل التشريعي الثالث في البحرين والتجهيز لانتخابات 2014.. بالفعل.. «قضي الأمر».
{{ article.visit_count }}
لفت نظر الوفد المصري الشعبي الذي زار البحرين بالأمس عبارة قالها لهم جلالة الملك وتحدثوا كلهم بها، وهي أن المشروع حين بدأ في تونس إنما كان يستهدف مصر بالأساس، وحين بدأ في البحرين إنما كان يستهدف السعودية بالأساس، ارتكز المشروع على هدم الدولة المصرية والدولة السعودية وتفتيت ما حولهما ومن ثم إعادة رسم المنطقة حسب توزيع الأقليات العرقية والطائفية، وكما قسمت السودان والعراق كان الدور على البقية، ولكن البحرين تصدت أولاً ومن ثم تصدت له مصر فكانت القاضية.
ليكن واضحاً أن تطلعات الشعوب لتحسين مستوى معيشتها وتطلعاتها للقضاء على الفساد واختلال ميزان العدالة مطالب مشروعة ولسنا نقف ضد تلك التطلعات أو نرمي بكل حراك شعبي لنيل هذه المطالب على أنه سقوط في فخ التآمر والخيانة، حين نصف الحراك الشعبي التلقائي، ولكننا نقف عند تحالف جماعات محددة مع جهة أجنبية كالولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً أخل بالأمن وبالسيادة وبحقوق الجماعات الأخرى من أجل وصولهم هم للحكم صعوداً على ظهر تلك المطالب المشروعة، تحالفاً تبدى في الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لهذه الجماعات تحديداً دون غيرها رغم تعدديات القوى السياسية في كلا البلدين، تحالفاً تبدى بسلسلة طويلة من الدعم المالي واللوجستي، دعم تجاهل عنفها وإرهابها وبرر لها كل أخطائها وجرائمها -ومازال- مصراً على اعتبارها جماعات مسالمة رغم ما اكتوت به مصر والبحرين من جرائمها، دعم تبدى في حلقة طويلة من الابتزاز والضغط من أجل فرض هذه الجماعات دون غيرها على الإرادة الشعبية، دعم أضر بهذه الجماعات أكثر مما نفعها، حين جعلها في خانة معزولة وبقية الجماعات في مصر والبحرين في خانة أخرى، دعم أبرزها كطفل مدلل من الإدارة الأمريكية أفسده الدلال وعزله عن بقية أقرانه.
استعرضنا مع الوفد بعض الأحداث التي تطابقت لا في العناوين العامة بل في التفاصيل الصغيرة وكأن المدرسة التي خرجت شباب الجماعتين هي واحدة، مدرسة جعلت خريجيها يظنون أن الغاية تبرر الوسيلة، وهنا لم يتورعوا من استخدام أية وسيلة حتى لو كانت محرمة شرعاً، فمن ألقى بالشاب المصري من على سطح العمارة وصورته الكاميرا، ألقت النسخة البحرينية منه الشاب خالد السردي من سطح مبنى الجامعة وصورته الكاميرا، الفيديو الذي بين تمثيل بعض الشباب المصري وادعاءهم الإصابة والذي كان مجهزاً للعرض في قناة الجزيرة، يوجد له نسخة بحرينية مطابقة تماماً «عموماً البحرين ومصر نالهما من «حب» قناة الجزيرة جانب كبير وضاقا من تحيزها وافترائها الكثير» تفاصيل أخرى كثيرة كنا نضحك في البحرين كلما تطابقها أحداث مصرية، لإنها قد حدثت «بالحرف» عندنا.
ومصر مرت بذات الإحساس القلق الذي كان يداهم أهل البحرين كلما صرح مسؤول أمريكي تصريحاً يدعي الإمساك من العصا من منتصفها، إذ كنا نعرف أن تصعيداً قادماً من أحداث العنف والإرهاب بعد كل تصريح، وكلما صرح مسؤول أمريكي بالدعوة للمصالحة والحوار الوطني زاد تعنت الجماعة، تشابه غير طبيعي، واليوم تمر مصر بنفس المرحلة التي مررنا بها وهي تدخل المنظمات الدولية ومحاولة «الجماعة» تدويل القضية والتعلق بحبل «الدولة الدولية»، وهي مجرد محاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المشروع الذي فشل في البحرين وفشل في مصر.
ختاماً أتفق تماماً مع رأي اللواء محمود خلف من أكاديمية ناصر العسكرية حين قال عن الأزمة في مصر «قضي الأمر» نحن الآن على أيام تفصلنا عن الاستفتاء على الدستور ومن بعده على الرئاسة، وأشهر تفصلنا في البحرين عن انتهاء الفصل التشريعي الثالث في البحرين والتجهيز لانتخابات 2014.. بالفعل.. «قضي الأمر».