في مثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل نكون قد دخلنا بإذن الله عاماً جديداً هو العام الميلادي 2014، والذي يتمنى كل واحد من أفراد العالم أن يكون عاماً سعيداً ينال فيه الخير وتتحقق أمنياته. لكننا نحن أبناء البحرين، وبسبب ما تعرض له وطننا العزيز في السنوات الثلاث الأخيرة، صارت أمنياتنا أكبر ولم تعد شخصية، فالأهم بالنسبة لنا جميعاً هو أن يجتاز وطننا هذه المحنة التي كادت تودي به بسبب قراءة غير دقيقة للساحة.
ورغم أن العام الجديد يتضمن في اسمه رقماً لم يعد مريحاً بالنسبة لنا إلا أننا نتمنى أن يأتي اليوم الذي يصير فيه هذا الرقم مناسبة للفرح والسرور، فانطلاق الأحداث في 14 فبراير لا يعني أن العيب في العدد 14؛ لكن في من اختاره لذاك الفعل الذي أدخلنا جميعاً في دوامة تسببت في تخلفنا عن الركب ولم يكسب منه شيئاً، ولعل الفرحة بالانتهاء مما صرنا فيه بسبب تلك القفزة المجنونة في الهواء تأتي في اليوم نفسه لنعود من جديد لنساهم بفاعلية في بناء وطننا.
ولكن؛ هل بالفعل يمكن أن يكون العام الجديد هو العام الذي ينتهي فيه فيلم الرعب الذي أدخلونا فيه عنوة؟ وهل سيسدل فيه الستار وينتهي مشهد العنف الذي مورس تحت عنوان السلمية؟
الشهران الأخيران من 2013 تناقل الناس فيهما الأخبار عن وجود اجتماعات «تحت الأرض» بين الأطراف ذات العلاقة وآخرين ممثلين لدول بعينها تعتبر بشكل أو بآخر مؤثرة في الساحة المحلية، تلك الأخبار أنعشت الآمال ووفرت إحساساً بأن مشكلتنا ليست كما يعتقد البعض عصية على الحل. صحيح أن العام 2013 يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم نصل بعد إلى الباب الذي يأخذنا إلى خارج هذه المساحة؛ إلا أن هذا لا يعني أن نفقد الأمل ولا أن نعتبر ما يتناقل عن تلك الاجتماعات لو كان صحيحاً غير مجد. فالمشكلة -وإن لم تكن عصية على الحل- إلا أنها معقدة ويحتاج المعنيون بها إلى وقت نرجو ألا يكون طويلاً.
لماذا لا يكون العام الجديد عام «هدنة» تتفق فيه مختلف الأطراف على التوقف عن كل ممارسة أثبتت السنوات الثلاث أنها غير مجدية وأنها كانت أحد العوامل التي ساهمت في سلب هذا الوطن حالة الاستقرار التي عرف بها طويلاً وظل المواطنون والمقيمون يستمتعون بها؟
الاستمرار في عمليات الكر والفر والمواجهات الميدانية والإعلامية لا يمكن أن يعين أي طرف على تحقيق المكاسب. تقديري أن النظام من القوة والثبات ما لا يمكن لـ «المعارضة» بأنواعها أن تطيح به أو حتى تهزه، وتقديري أيضاً أن «المعارضة» بأنواعها لن تتوقف في منتصف المشوار وترفع الراية البيضاء. الطرفان لا يستطيع أحدهما توجيه الضربة القاضية للآخر. هذه حقيقة ينبغي أن ندركها جيداً، فهي أساس يساعد على قراءة الواقع الذي نحن فيه اليوم قراءة صحيحة. النظام قوي ولا يمكن إسقاطه، لا بإيران ولا بأميركا ولا بكل الفضائيات والإعلام المساند، والمعارضة ليست ضعيفة إلى الحد الذي يمكن أن تسقط من بعض اللكمات وإن سددت بقوة لأنها اليوم لم تعد وحدها وتجد العون والدعم من جهات مختلفة.
ما أراه هو أنه لا يمكن الانتهاء من مشكلتنا بطريقة كسر العظم، فالنظام البحريني القوي يقابله معارضة مدعومة من دول وجهات صارت تفاخر بدعمها لها بعد أن كانت تنكره في مرحلة سابقة. والمعارضة التي تعتبر أن نفسها طويل وأنها قادرة على مواصلة ما بدأته يقابلها نظام نفسه أطول ويتمتع بحماية خليجية وقوة.
نتمنى أن يكون 2014 عام خير وبركة على البحرين لنحيا من جديد.
ورغم أن العام الجديد يتضمن في اسمه رقماً لم يعد مريحاً بالنسبة لنا إلا أننا نتمنى أن يأتي اليوم الذي يصير فيه هذا الرقم مناسبة للفرح والسرور، فانطلاق الأحداث في 14 فبراير لا يعني أن العيب في العدد 14؛ لكن في من اختاره لذاك الفعل الذي أدخلنا جميعاً في دوامة تسببت في تخلفنا عن الركب ولم يكسب منه شيئاً، ولعل الفرحة بالانتهاء مما صرنا فيه بسبب تلك القفزة المجنونة في الهواء تأتي في اليوم نفسه لنعود من جديد لنساهم بفاعلية في بناء وطننا.
ولكن؛ هل بالفعل يمكن أن يكون العام الجديد هو العام الذي ينتهي فيه فيلم الرعب الذي أدخلونا فيه عنوة؟ وهل سيسدل فيه الستار وينتهي مشهد العنف الذي مورس تحت عنوان السلمية؟
الشهران الأخيران من 2013 تناقل الناس فيهما الأخبار عن وجود اجتماعات «تحت الأرض» بين الأطراف ذات العلاقة وآخرين ممثلين لدول بعينها تعتبر بشكل أو بآخر مؤثرة في الساحة المحلية، تلك الأخبار أنعشت الآمال ووفرت إحساساً بأن مشكلتنا ليست كما يعتقد البعض عصية على الحل. صحيح أن العام 2013 يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم نصل بعد إلى الباب الذي يأخذنا إلى خارج هذه المساحة؛ إلا أن هذا لا يعني أن نفقد الأمل ولا أن نعتبر ما يتناقل عن تلك الاجتماعات لو كان صحيحاً غير مجد. فالمشكلة -وإن لم تكن عصية على الحل- إلا أنها معقدة ويحتاج المعنيون بها إلى وقت نرجو ألا يكون طويلاً.
لماذا لا يكون العام الجديد عام «هدنة» تتفق فيه مختلف الأطراف على التوقف عن كل ممارسة أثبتت السنوات الثلاث أنها غير مجدية وأنها كانت أحد العوامل التي ساهمت في سلب هذا الوطن حالة الاستقرار التي عرف بها طويلاً وظل المواطنون والمقيمون يستمتعون بها؟
الاستمرار في عمليات الكر والفر والمواجهات الميدانية والإعلامية لا يمكن أن يعين أي طرف على تحقيق المكاسب. تقديري أن النظام من القوة والثبات ما لا يمكن لـ «المعارضة» بأنواعها أن تطيح به أو حتى تهزه، وتقديري أيضاً أن «المعارضة» بأنواعها لن تتوقف في منتصف المشوار وترفع الراية البيضاء. الطرفان لا يستطيع أحدهما توجيه الضربة القاضية للآخر. هذه حقيقة ينبغي أن ندركها جيداً، فهي أساس يساعد على قراءة الواقع الذي نحن فيه اليوم قراءة صحيحة. النظام قوي ولا يمكن إسقاطه، لا بإيران ولا بأميركا ولا بكل الفضائيات والإعلام المساند، والمعارضة ليست ضعيفة إلى الحد الذي يمكن أن تسقط من بعض اللكمات وإن سددت بقوة لأنها اليوم لم تعد وحدها وتجد العون والدعم من جهات مختلفة.
ما أراه هو أنه لا يمكن الانتهاء من مشكلتنا بطريقة كسر العظم، فالنظام البحريني القوي يقابله معارضة مدعومة من دول وجهات صارت تفاخر بدعمها لها بعد أن كانت تنكره في مرحلة سابقة. والمعارضة التي تعتبر أن نفسها طويل وأنها قادرة على مواصلة ما بدأته يقابلها نظام نفسه أطول ويتمتع بحماية خليجية وقوة.
نتمنى أن يكون 2014 عام خير وبركة على البحرين لنحيا من جديد.