تحدثـــت في كتابي الأخير «أمريكا وشتـــاء البحرين» حول تكريس الصورة الذهنية الجديدة المتعلقة بالإرهاب، بحيث يكون الإرهاب مرتبطاً دائماً مع الجماعات الدينية السُنية، وهذه الفكرة بدأت منذ الغزو السوفييتي لأفغانستان في ثمانينات القرن العشرين، واستمرت إلى ما بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة، وصارت سبباً لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بحيث يتم تجفيف منابع الإرهـــاب، والقضاء على الجماعات الإرهابيـــة، وحماية مصالح الغرب في المنطقة.
بهذه الوردية قد تكون نظرة الغرب تجاه الجماعات الإرهابية، ولكن السؤال اليوم بعد مرور 13 عاماً على إعلان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الحرب العالمية ضد الإرهاب؛ هل تراجعت معدلات الإرهاب؟ وهل تم القضاء على الجماعات المتطرفة؟ هل تراجعت الأيديولوجيات المتطرفة الداعمة للإرهاب؟
لا أعتقد أن الإرهاب تراجع بعد بدء الحرب العالمية ضد الإرهاب والتي تمت برعاية أممية منذ أكثر من عقد. ويمكن تسليط الضوء على الأوضاع التي كانت سائدة في العام 2001، وما باتت عليه الأوضاع اليوم.
ففي 2001 كانت الجماعات الإرهابية تتركز تحديــداً فــي أفغانستـــان وبعــض البلــــدان الأفريقية، بالإضافة إلى نفوذ محدود في بلدان البلقان ومناطق من الشيشان. حينها كان من السهل محاصرتها والقضاء عليها، ولكن الحرب العالمية ضد الإرهاب ساهمت في تعقيد شبكات الجماعات الإرهابية التي صارت عابرة للقارات، حتى ساد اعتقاد بأن هناك خلايا نائمة أو نشطة في كل بلد من بلدان العالم. وفي ذلك الوقت أيضاً شهد العالم ضربات رئيسة متتالية من الجماعات الإرهابية في أعمال الإرهاب داخل الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
وبعد إعلان الحرب العالمية ضد الإرهاب باتت بؤر الإرهاب في أصقاع مختلفة من العالم، في أفغانستان، وبعض الدول الأوروبية، وحتى الولايات المتحدة. وساهم غزو أفغانستان والعراق في تصاعد موجات التطرف والإرهاب لتنتقل إلى منطقة غرب آسيا التي تعد جزءاً هاماً من الشرق الأوسط.
النتيجة كانت تركز الجماعات الإرهابية في الخط الممتد من أفغانستان مروراً بإيران والعراق وانتقالاً إلى سوريا ولبنان. ولاحقاً أدى ما يسمى بـ (الربيع العربي) إلى انتشار التطرف وتكوين جماعات إرهابية، وتحويل جماعات سياسية إلى جماعات إرهابية شاهدنا أنشطتها في دول شمال أفريقيا، وكذلك في جنوب شبه الجزيرة العربية وتحديداً في اليمن.
بهذه المعطيات يمكن الجزم بأن الحرب العالمية ضد الإرهاب، لم تجعل العالم أكثر أماناً، ولم تقضِ على الإرهاب وجماعاته وأيديولوجياته، بل جعلت العالم غير مستقر أكثر، وتراجعت درجة الأمن في قاراته المختلفة. ورغم ذلك كله فإن الإرهاب مازال مرتبطاً بجماعات معينة، وبمكونات محددة، ودوافع ذلك معروفة لأنها عملية تكوين صورة ذهنية طويلة المدى نعيش نتائجها اليوم، وما هي إلا البداية.
بهذه الوردية قد تكون نظرة الغرب تجاه الجماعات الإرهابية، ولكن السؤال اليوم بعد مرور 13 عاماً على إعلان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن الحرب العالمية ضد الإرهاب؛ هل تراجعت معدلات الإرهاب؟ وهل تم القضاء على الجماعات المتطرفة؟ هل تراجعت الأيديولوجيات المتطرفة الداعمة للإرهاب؟
لا أعتقد أن الإرهاب تراجع بعد بدء الحرب العالمية ضد الإرهاب والتي تمت برعاية أممية منذ أكثر من عقد. ويمكن تسليط الضوء على الأوضاع التي كانت سائدة في العام 2001، وما باتت عليه الأوضاع اليوم.
ففي 2001 كانت الجماعات الإرهابية تتركز تحديــداً فــي أفغانستـــان وبعــض البلــــدان الأفريقية، بالإضافة إلى نفوذ محدود في بلدان البلقان ومناطق من الشيشان. حينها كان من السهل محاصرتها والقضاء عليها، ولكن الحرب العالمية ضد الإرهاب ساهمت في تعقيد شبكات الجماعات الإرهابية التي صارت عابرة للقارات، حتى ساد اعتقاد بأن هناك خلايا نائمة أو نشطة في كل بلد من بلدان العالم. وفي ذلك الوقت أيضاً شهد العالم ضربات رئيسة متتالية من الجماعات الإرهابية في أعمال الإرهاب داخل الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
وبعد إعلان الحرب العالمية ضد الإرهاب باتت بؤر الإرهاب في أصقاع مختلفة من العالم، في أفغانستان، وبعض الدول الأوروبية، وحتى الولايات المتحدة. وساهم غزو أفغانستان والعراق في تصاعد موجات التطرف والإرهاب لتنتقل إلى منطقة غرب آسيا التي تعد جزءاً هاماً من الشرق الأوسط.
النتيجة كانت تركز الجماعات الإرهابية في الخط الممتد من أفغانستان مروراً بإيران والعراق وانتقالاً إلى سوريا ولبنان. ولاحقاً أدى ما يسمى بـ (الربيع العربي) إلى انتشار التطرف وتكوين جماعات إرهابية، وتحويل جماعات سياسية إلى جماعات إرهابية شاهدنا أنشطتها في دول شمال أفريقيا، وكذلك في جنوب شبه الجزيرة العربية وتحديداً في اليمن.
بهذه المعطيات يمكن الجزم بأن الحرب العالمية ضد الإرهاب، لم تجعل العالم أكثر أماناً، ولم تقضِ على الإرهاب وجماعاته وأيديولوجياته، بل جعلت العالم غير مستقر أكثر، وتراجعت درجة الأمن في قاراته المختلفة. ورغم ذلك كله فإن الإرهاب مازال مرتبطاً بجماعات معينة، وبمكونات محددة، ودوافع ذلك معروفة لأنها عملية تكوين صورة ذهنية طويلة المدى نعيش نتائجها اليوم، وما هي إلا البداية.