والله نحاول قدر المستطاع أن نترك هذه الفوضى السياسية ونبتعد بالناس عن هذا الهم الذي لا يتغير منذ سنوات، نحاول أن نركز على أمور حياتهم وننتقد تقاعس عديد من القطاعات وحتى النواب عن تلبيتها عل وعسى يتحرك شيء في البلد يصب لصالح المواطن، لكن للأسف المشهد على الأرض يجرك جراً للنطق بكلام تعب الناس وهم يقولونه، بل باتوا بسببه يقولون بأن الدولة هي التي تريد أن يحصل لها هذا، هي التي تفتح الباب للتحريض حتى يأخذ راحتهم عرابوه، هي التي لا تطبق القانون بحزم، بالتالي هي التي تجني ما تزرع.
لكن الحقيقة المرة تتمثل بأن الناس هم دافعو الثمن، وأن الضربة الأولى دائماً اليوم هي تلك التي تأتي في صدور رجال الأمن الذين باتوا ضحية كل هذا السجال المزعج الذي نمر فيه، والمؤسف أننا نمر فيه باختيار الدولة التي تدرك تماماً أن بمقدورها حسم الأمور لكنها لا تفعل.
إلى متى يا دولة؟! بالأمس سقط ثلاثة شهداء من رجال الأمن، وقبلهم بأيام رجل، وقبلهم رجال ورجال وضاعت الحسبة، وبات لسان المخلصين فقط يلهج بالدعاء وباتت الجموع تتجه للمقابر لتشييعهم، وفوق ذلك يطال القانون من يتحدث عنهم بحرقة بمبرر أنه انفعل وقال ما قال، في حين من يتطاول وبقصد وتقصد ويصل بتطاوله لرموز البلد لا يطاله شيء.
فقط نقول إلى متى، ورجال الأمن هم الضحايا الذين يموتون في تفجيرات لا يقوم بها إلا إرهابيون؟! وإلى متى يسكت عمن يحرض هؤلاء الإرهابيين، ومن يحمي ظهورهم، ومن يبرر لهم، ومن يخرج في الإعلام الخارجي ليصورهم أنهم دعاة سلم وطلاب ديمقراطية؟!
الإرهاب لا دين له، لا تفسير آخر له، سواء في البحرين أو أي مكان آخر، لكن للأسف هنا نرى الإرهاب كيف يتم لكن لا توجد يد من حديد تردعه، وها هم ثلاثة من رجال مهمتهم الدفاع عن البلد وأهله يسقطون إثر تفجير إرهابي هدفه قتلهم أو قتل مدنيين وآتى أكله فسفك الدم وأزهق الأرواح.
ماذا نترقب اليوم؟! بيانات من السفارة الأجنبية؟! بياناً شديد اللهجة (حبر على ورق) من السفير الأمريكي الذي يرى الإرهاب بأم عينه طوال ثلاث سنوات ولكنه لا ينطق بالحق أمام كونجرس بلده أو إدارته ليقول بأن البحرين تعاني من إرهاب يمارسه من يتعرضون للشحن والتحريض؟! أنترقب كالعادة بعدها بياناً مشحوناً بالتقية السياسية ليدين العملية لكن دون أن ينسى اتهام وزارة الداخلية ويضع الضحية موقع اللوم بخلاف المجرم؟!
وزارة العدل، أين التوصيات الثلاث المعطلة لديكم من ضمن توصيات المجلس الوطني والمعنية بتطبيق القانون على منابر الإرهاب والتحريض والجمعيات التي تخالف قوانين الجمعيات السياسية والمسيرات العامة؟! لماذا لا يطبق شيء على من يقف ويهتف في هؤلاء الشباب ويقول لهم واصلوا واستمروا وناضلوا، وأنتم تعرفون تماماً ما يعنيه بالنضال؟!
المناطق التي تعج بهذه العمليات الإرهابية تحتاج إلى تمشيط أمني، لا نقول اظلموا أحداً بأن يخلط الحابل بالنابل، لكن فعلوا أدواتكم لمكافحة الإرهاب والجريمة، أين الكاميرات؟! أين الدوريات التي ترصد؟! من يخرجون جماعات جماعات وهم ملثمون ويواجهون رجال الأمن هؤلاء يجب تطبيق القانون عليهم بلا تردد. لماذا لا تفعلون كما فعلت بريطانيا؟! لماذا لا تسألون رئيس وزرائهم ديفيد كاميرون كيف قام بإعادة الأمن إلى لندن دون أن تعنيه «تخرصات» دكاكين لحقوق الإنسان لا موقع لديها من الإعراب لحقوق رجال أمن أو مدنيين لا يناهضون الأنظمة؟!
تعب الناس، وتعبهم زاد بالأمس، الثقة باتت مهزوزة، ويجني على نفسه من يخرج من المسؤولين ويقول لهم «البحرين بخير»، البلد ليست بخير، بلد يقتل فيها كل أسبوع رجل شرطة إثر تفجير بقنابل كيف تكون بخير؟! إذا كان رجال الأمن لا يأمنون على أنفسهم فماذا يقول المواطن البسيط؟!
طفح الكيل، والله نخشى من تداعيات خطيرة لما يحصل، ورجاء لا تقولوا للناس بأن الحل يتمثل بالحوار، من يريد الحوار هو من يحرض ويتطاول على الدولة ويشحن الشباب ويحميهم إن وصلوا لقتل رجال الشرطة الذين يصفهم هؤلاء «المتحاورون» من فئة التحريض والانقلاب بأنهم «مرتزقة»! أليس ما نقوله صحيحاً أم لا؟!
رحم الله شهداء الواجب.. ولا ندري إلى متى سنظل نترحم على المزيد منهم!