تكرر ذلك ذات مرة منذ وصولي الكويت، حتى شعرت أني قادم من العراق وليس من البحرين، أكثر من إعلامي وصحافي عربي وخليجي يسألني بعد برهة من حديثنا، كيف الأوضاع عندكم؟
إن شاء البحرين أحسن الحين؟
لي متى البحرين تصمت عن قتل الشرطة؟
سؤال آخر من صحافي خليجي جاءني كما الصفعة: انتوا لي متى متساهلين مع (.....)؟ قال توصيف لا أود ذكره.
شعرت وكأن سؤاله لي وكأني مسؤول في البلد، ولا يعلم الأخ الخليجي أننا مللنا من هذا السؤال ونحن نوجهه للدولة، حتى وصلنا إلى مرحلة لم يبقَ شيء لم نقله، حتى وصلنا إلى مرحلة (البلادة) فإن كان هناك من يريد أن يحدث لنا هذا ولا يحرك ساكناً، فماذا عسانا أن نفعل ونحن لا نملك غير الرأي؟
كل هذه الأسئلة انهمرت علينا قبل الانفجار الأخير أمام وزارة الداخلية، والحمد لله أن الخبر لم يصل ولم ينتشر بعد، وربما جزء من انتشار الأخبار السيئة عن البحرين هو نشرها على قنوات إخبارية بشكل متواصل، وأحسب ذلك من نواحٍ عدة مضر بالبحرين، ويفرح به من يقوم بالأعمال الإرهابية من حيث إظهار أن البحرين تضربها التفجيرات.
بعيداً عن أخبار البحرين المؤلمة، أعتقد أن جزءاً مما يحدث لنا هو ضعف العمل الاستباقي، وبينما هناك من يقول إن الدولة أضعفت العمل الاستخباراتي بعد توصيات بسيوني، وهذا انعكس على انتشار التفجيرات، وعجز الأجهزة الأمنية على الوصول إلى الخلايا الإرهابية.
قبل أن أُهم بكتابة العمود كنت أقول في نفسي إني سأتجنب الحديث عن الانفجارات، غير أن أسئلة الإعلاميين التي تداهمنا هي التي أدخلتني من حيث لا أريد في الحديث عن خذلان الدولة لنا في فرض الأمن بقوة القانون.
الحديث عن الآمال والتطلعات من القمة العربية يصبح في هذا التوقيت من أزماتنا العربية العربية، والخليجية الخليجية، غير واقعي، حتى وإن أرد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أن ينحو بالقمة منحى اقتصادياً وأن يركز على القضية الفلسطينية.
ربما أفضل ما سمعته من تعليق فيما يخص الدولة المستضيفة الكويت الحبيبة هو أن الخلافات في القمة تحمل الكويت ما لا طاقة لها به، وهذا توصيف صحيح، فالجهود الكويتية كبيرة لإنجاح القمة، لكن الخلافات بين بعض الأطراف لا يمكن حلها في قمة يجتمع قادتها في يوم أو يومين، ولن تحل حتى لو اجتمع بعضهم شهراً..!
حين سألنا مصدراً مسؤولاً كويتياً عن مستوى التمثيل الخليجي بالقمة قال: إن من المرجح أن سمو الأمير سلمان بن حمد ولي العهد حفظه الله هو من سيترأس الوفد البحريني، بينما هناك حديث عن تمثيل ضعيف من الإمارات، وتمثيل مشابه من السعودية، بيد أن المصدر الكويتي قال إن أمير قطر سيشارك كون بلاده ترأس الدورة الحالية.
أيضاً من المرجح أن يتم تأجيل الوساطة الكويتية بين قطر والدول الثلاث إلى ما بعد القمة من أجل التركيز على القضايا العربية، وجعل الملف الخليجي داخل البيت الخليجي.
أجواء القمة بالكويت طيبة من حيث الكرم الكويتي والترتيبات الممتازة، والطقس الجميل، لكن أغلب الإعلاميين لا يتوقعون الكثير من القمة، فالتشاؤم يسيطر على أغلب من تحدثنا معهم.