تجلس مع مجموعة من المسؤولين الباكستانيين في مائدة العشاء التي أقامها الرئيس الباكستاني خلال زيارة الدولة الرسمية لجلالة الملك الأسبوع الفائت فتفاجأ بوابل من الأسئلة من هؤلاء المسؤولين لا تتعلق بالبحرين واستقرارها، وإنما تتعلق بتدخل حزب الله الإرهابي في أنشطة زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد!
كان بالفعل أمراً مفاجئاً لي شخصياً، فعادة المسؤولين على الموائد الرسمية يبتعدون عن مناقشة التفاصيل، وتكون الأحاديث مجرد مجاملات، ولكنها هذه المرة لم تكن مجاملات، بل كانت نقاشاً مستفيضاً حول التدخل الإيراني، ودور حزب الله الإرهابي في الإرهاب الذي تشهده البحرين. ومن الواضح أن هؤلاء المسؤولين كانوا على قناعة تامة بهذا الدور، بعكس ما قد يتوقعه البعض، من أن هناك صورة ذهنية بأن لدينا حركة (مطلبية سلمية)، ولتقريب الصورة أكثر سأنقل هنا جانباً من الحوار الذي دار على العشاء من بعض المسؤولين:
ـ ما الأوضاع حالياً في البحرين؟ هل هناك استقرار؟
ـ طبعاً هناك استقرار نسبي، ولكن الوضع لا يخلو من بعض الأعمال الإرهابية التي تشهدها البلاد من وقت لآخر.
ـ مشكلتكم تدخلات حزب الله وإيران.
ـ (متفاجئاً) طبعاً نعاني كثيراً من مثل هذه التدخلات من حزب الله الإرهابي وكذلك التدخلات الإيرانية التي لم تتوقف منذ فترة.
ـ إيران تستخدم حزب الله كأداة في منطقة الخليج لزعزعة الأمن والاستقرار، ولن يكون هناك استقرار مادامت التهديدات الإيرانية مستمرة.
ـ طبعاً، ولكن يجب أن تكون هناك عدة بدائل، فالحزب والنفوذ الإيراني يجب أن يحاصرا من أجل استقرار المنطقة وضمان التوازنات الإقليمية.
ـ ليس من مصلحة إيران إيقاف التدخلات الإقليمية في العراق أو دول الخليج لأن لديها مشروعاً للتوسع في المنطقة.
ـ قد يكون التوسع من مصلحة إيران استراتيجياً، ولكنه خيار يعني عدم استقرار دول المنطقة، وعدم وجود علاقات طبيعية بين هذه الدول المتجاورة. أما في البحرين فإن استمرار التدخلات الإيرانية تعني استمرار نشاط حزب الله الإرهابي، والمتضرر الأكبر هم الشيعة في البحرين الذين يتم استغلالهم من أجل مطالب غير واقعية.
ـ لابد أن يكون هناك تعاون إقليمي بين دول الخليج وباكستان من أجل مواجهة النفوذ الإيراني وأنشطة حزب الله في الخليج.
طبعاً الحوار لم ينته إلى هذا الحد، وإنما كان حديثاً شيّقاً استمر أكثر من ساعة تكشفت فيه القناعات والتصورات السائدة لدى المسؤولين في إسلام آباد، وهي قناعات تستحق التوقف عندها مرات.