لم أجد شيئاً أجمع عليه الإعلاميون وتوحدوا خلفه ليلة أمس الأول، رغم أنهم صحافيون سياسيون، أكثر من توحدهم في البحث عن «قناة بيني سبورت» من أجل مشاهدة مباراة برشلونة والريال.
توحدوا في البحث عن مكان لمشاهدة القناة كونها ليست ضمن قوائم قنوات الفندق، لكنهم اختلفوا، كما هي العادة بعد النتيجة، وصارت مشادات حول ضربات الجزاء والطرد، غير أن أنصار برشلونة قالوا لا نريد الدوري، يكفي هزيمة الريال (رايح جاي)..!
كلما أصبح الحديث عن القمة وعن المنتظر منها، يقول أغلب الصحافيين إن ما ينتظرونه هو أن يحدث خلاف علني يكون مادة للصحافيين الذين يبحثون عن الإثارة، حتى أن صحافياً مصرياً أخبرني أمس أن صحيفته اتصلت به لتقول له «ما فيش حاجة سخنة.. مش عاوزين أخبار عادية»..!
أحد الإخوة الإعلاميين وجه نقداً للبحرين حين قال: «كيف تجعلون مهرجان الخليج العربي متزامناً مع القمة العربية، أليس هذا خطأ، لدينا دعوتان للقمة وللمهرجان، لن نتمكن من حضور المهرجان لأن القمة أهم».
قلت له إني لست مسؤولاً في مكان، أنا بالكاد مسؤول عن نفسي، ولا علم لي بهذا التزامن، لكن «مو غريبة على البحرين»..!
كنت أبحث عن مادة تخص القمة لنقلها إلى القارئ بالبحرين، فلم أجد غير الأخبار العادية، وأن القمة ستتناول موضوع الإرهاب، كأحد الموضوعات دون أن تشير إلى أسماء حزاب أو جماعات.
هناك سؤال يطرح أيضاً من قبل الإعلاميين وهو؛ هل حل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني أهم، أم حل الخلاف الخليجي الخليجي أهم؟
غير أن تأجيل مبادرة الكويت للوساطة الخليجية لما بعد القمة أتاح الفرصة لمناقشة القضايا العربية أكثر، والملفات المعلقة كثيرة، فلسطين التي تناسيناها، وسوريا، وما يجري بالعراق من تصفيات لأهل السنة، الملف المصري، الملف الليبي، العلاقات بين دول المغرب العربي، التعاون الاقتصادي، الاتحاد الجمركي، ملفات لا أول لها ولا آخر، وبصريح العبارة كان الله في عون الأمين العام للجامعة العربية، وكان الله في عون الأشقاء في الكويت، فالخلافات تحملهم فوق طاقتهم.
من ضمن ما سيطر على الأجواء الإعلامية والنقاشات الحادة التي جرت أمس وخاصة بين الصحافيين المصريين كونهم أصحاب العدد الأكبر للصحافيين، فقد حدثت نقاشات ساخنة تتعلق بالحكم على أكثر من 500 شخص من جماعة الإخوان بالإعدام.
إلا أن الأغلبية، حتى من الصحافيين غير المنتمين لتيارات دينية، كانوا ضد الحكم، غير أن الأمور هدأت حين جاء وقت العمل وإرسال التقارير.
قلت في نفسي من يقتل في بلدي لا ينفذ فيه القصاص وتتم تمييع الأمور، وربما صرنا أشبه بولايات أمريكية، أقصى حكم فيها هو المؤبد..!
أعود لما بدأت به، فحين وجدت أن اهتمام السياسيين بمباراة برشلونة والريال أكثر من اهتمامهم بموضوعات القمة، حتى أن موضوع المباراة والنقاشات والمناكفات كانت حاضرة في إفطار الصحافيين، عرفت أن هناك من يريد ان يبتعد عن موضوعات القمة، ووجد ضالته، فإسبانيا لا تحتل فقط (سبته ومليلة) في المغرب، وإنما تحتل بكرة القدم أجواء القمة على الأقل لدى الإعلاميين السياسيين.