في مقابلة على الهواء مباشرة أجرتها إحدى الفضائيــات «السوسة» مع من قدمته على أنه «مناضل بحريني»؛ سألته المذيعة عن سر التناقض بين تصريحاته التي ملخصها أن النظام يضيق الخناق على «المناضلين» ويمنعهم من التحرك وبين وجوده الآن في بيروت ووجود آخرين في بلدان أخرى وخروجهم من البحرين وعودتهم إليها ببساطة ومن دون مساءلة، وكذلك سر التناقض بين قوله، ومن معه، بأنه لا توجـــد حرية تعبير عن الرأي في البحريــن وبين تصريحاتهم الكثيرة وانتقادهم للسلطة عبر مختلف الفضائيات، فلم يعرف كيف يجيب، حيث قال وقال ولف ودار وحاول جاهداً التهرب من السؤال الذي لم تكن المذيعة تريد توريطه به لأنها، والفضائية التي تعمل لصالحها، متعاطفتين أساساً معه ومع كل من يعمل ضد حكومة البحرين، ثم عندما لم يجد ما يقوله قال إننا نريد أن تتاح لنا فرصة التحدث عبر تلفزيون البحرين لأن المفروض ألا يكون حكراً على الموالين للنظام!
هــــذا هو مستوى «السياسييــن» الذيـــن يريــدون أن يسقطــوا النظـــام ويديــــروا دولة، ليس لأنه لم يعرف كيف يجيب أو كيــف يتهرب من السؤال، لكن لأنه ومــن يعبر عنهم وينطق باسمهم ويمثلهم لا يعرفون كيف يستفيدون من هكذا فرص ويوظفونها لصالحهم، خصوصاً أن قصد المذيعة من السؤال كان واضحاً وهو إتاحة الفرصة له للقول (إن هذا نتيجة «نضالنا» الطويل وإن الطموح أكبر من هذا).
لو كان ذلك «المناضل» يمتلك خبرة في عالم السياسة لقال ببساطة إن («المعارضة» لا تنكر هذا الأمر، فالدولة تتيح للجميع فرصة الانتقال والخروج والدخول عبر كل المنافذ، وإن هذا أمر طيب ونشكر الدولة عليه، لكننا نتمنى على الدولة التي تتيح لنا أيضاً فرصة التحدث بحرية إلى الفضائيات حتى من داخل البحرين ومن دون أن تحاسبنا على ما نقول، أن تتيح لنا كذا وكذا وكذا). فمثل هذا الكلام يعين الحكومة على اتخاذ خطوات إيجابية أكبر، بينما التهرب من السؤال والحرص على عدم الاعتراف بهذا الأمر، رغم أنه واضح لكل ذي بصر، نتيجته سلبية، حيث الحكومة التي ترى أن ما توفره من حريات لا تلقى عليه الشكر أو الاعتراف بأنه أمر طيب لن تدفع في اتجاه تعزيز ما تقوم به من أمر موجب، وحيث العالم الذي يلاحظ كل هذه الحريات المتاحة لـ «المعارضة» ويلمسها لمساً سيأخذ فكرة سيئة عن «المعارضة» ويقول ببساطة إنها تنكر الحقيقة وتسعى إلى القفز على الواقع، وإنها غير صادقة فيما تقول وإنها تبالغ في مطالبتها بالحريات التي من الواضح أنها متوفرة.
جــــواب «المناضل البحريني» الذي يتـــم تلميعه في هذه الفترة عن السؤال الذي كان الهدف من ورائه خدمته وخدمة من يشاركه في التحرك أكد محدودية خبرته وقصر نظرة «المعارضة»، وأظهره وأظهرها بشكل مهلهل، وأكد أن الزمان لم يجد عليها في البحرين بمن يمكن أن يفيدها!
ليس عيباً الاعتراف بأن الدولة توفر الحريات أو بعضاً منها، وليس نقيصة تقديم الشكر للحكومة على هامش الحريات الذي توفره حتى لو كان محدوداً، فهذا الاعتراف وهذا الشكر من شأنهما أن يقربا المسافة ويعززا الإيجابي من الأمور، بينما إنكار الحريات التي يراها العالم أجمع ويرى كيف يتنقـــل «المعارضون» بحرية وكيف أنهــم يخرجون من البحرين ويعودون إليها بعد أن يشاركوا في المؤتمرات والاجتماعات في مختلف بلدان العالم، والتي تسيء للبحرين، وكيف أنهم يصرحون للفضائيات والإذاعات والصحف بكلام ثقيل مسيء للحكومة والقيادة، إنكار هذه الحريات ليس في صالح المنكرين لها لأنه يقدم «المعارضة» على أنهم مجرد عصابة تريد أن تبتز ليس إلا، حيث العاقل يعترف بما هو متاح من حريات ويشكر ويطالب بتوسيعها.
{{ article.visit_count }}
هــــذا هو مستوى «السياسييــن» الذيـــن يريــدون أن يسقطــوا النظـــام ويديــــروا دولة، ليس لأنه لم يعرف كيف يجيب أو كيــف يتهرب من السؤال، لكن لأنه ومــن يعبر عنهم وينطق باسمهم ويمثلهم لا يعرفون كيف يستفيدون من هكذا فرص ويوظفونها لصالحهم، خصوصاً أن قصد المذيعة من السؤال كان واضحاً وهو إتاحة الفرصة له للقول (إن هذا نتيجة «نضالنا» الطويل وإن الطموح أكبر من هذا).
لو كان ذلك «المناضل» يمتلك خبرة في عالم السياسة لقال ببساطة إن («المعارضة» لا تنكر هذا الأمر، فالدولة تتيح للجميع فرصة الانتقال والخروج والدخول عبر كل المنافذ، وإن هذا أمر طيب ونشكر الدولة عليه، لكننا نتمنى على الدولة التي تتيح لنا أيضاً فرصة التحدث بحرية إلى الفضائيات حتى من داخل البحرين ومن دون أن تحاسبنا على ما نقول، أن تتيح لنا كذا وكذا وكذا). فمثل هذا الكلام يعين الحكومة على اتخاذ خطوات إيجابية أكبر، بينما التهرب من السؤال والحرص على عدم الاعتراف بهذا الأمر، رغم أنه واضح لكل ذي بصر، نتيجته سلبية، حيث الحكومة التي ترى أن ما توفره من حريات لا تلقى عليه الشكر أو الاعتراف بأنه أمر طيب لن تدفع في اتجاه تعزيز ما تقوم به من أمر موجب، وحيث العالم الذي يلاحظ كل هذه الحريات المتاحة لـ «المعارضة» ويلمسها لمساً سيأخذ فكرة سيئة عن «المعارضة» ويقول ببساطة إنها تنكر الحقيقة وتسعى إلى القفز على الواقع، وإنها غير صادقة فيما تقول وإنها تبالغ في مطالبتها بالحريات التي من الواضح أنها متوفرة.
جــــواب «المناضل البحريني» الذي يتـــم تلميعه في هذه الفترة عن السؤال الذي كان الهدف من ورائه خدمته وخدمة من يشاركه في التحرك أكد محدودية خبرته وقصر نظرة «المعارضة»، وأظهره وأظهرها بشكل مهلهل، وأكد أن الزمان لم يجد عليها في البحرين بمن يمكن أن يفيدها!
ليس عيباً الاعتراف بأن الدولة توفر الحريات أو بعضاً منها، وليس نقيصة تقديم الشكر للحكومة على هامش الحريات الذي توفره حتى لو كان محدوداً، فهذا الاعتراف وهذا الشكر من شأنهما أن يقربا المسافة ويعززا الإيجابي من الأمور، بينما إنكار الحريات التي يراها العالم أجمع ويرى كيف يتنقـــل «المعارضون» بحرية وكيف أنهــم يخرجون من البحرين ويعودون إليها بعد أن يشاركوا في المؤتمرات والاجتماعات في مختلف بلدان العالم، والتي تسيء للبحرين، وكيف أنهم يصرحون للفضائيات والإذاعات والصحف بكلام ثقيل مسيء للحكومة والقيادة، إنكار هذه الحريات ليس في صالح المنكرين لها لأنه يقدم «المعارضة» على أنهم مجرد عصابة تريد أن تبتز ليس إلا، حيث العاقل يعترف بما هو متاح من حريات ويشكر ويطالب بتوسيعها.