مباشرة بعد انتشار خبر مقتل شاب من بني جمرة ضجت القرية والقرى القريبة منها وخرجوا في مظاهرات تتهم الحكومة بأنها «اغتالت» الشاب وتريد أن تلبس التهمة لأهل القرية بقولها إنها تعاملت مع جسم غريب بدا أنه قنبلة محلية الصنع وجدت إلى جانب جثته. ولم يتأخر المغردون في الداخل والخارج عن دورهم؛ فقالوا وحرضوا وأفرغوا كل ما في قلوبهم من غل على الحكومة، و«قرروا» أنها قامت بعملية اغتيال، وأن هذه حقيقة لا تستطيع أن تنكرها! وهكذا شحنوا العامة فأشعلوا النيران في إطارات السيارات وقطعوا الشوارع واختطفوا الحياة ودخلوا في مواجهات شرسة مع رجال الأمن.
بعد ساعات؛ أصدر ما يسمى بـ«ائتلاف شباب فبراير» بياناً وصف فيه الشاب بأنه قائد ميداني وجاء فيه «يزُفّ ثوّار بني جمرة «قلب الثورة» نبأ «استشهاد» ابن البلدة المقدام القائد الميداني علي خليل عيسى الصباغ «17 ربيعاً»، أثناء تأديته لإحدى المهام الخاصة قبل أن يحدث خطأ فني أدى إلى استشهاده وعروج روحه إلى بارئها». وأضاف البيان «إنه من خيرة ثوّار بلدة بني جمرة وقادتها الميدانيين البارزين، فلقد نذر نفسه وأرخص دمه وروحه من أجل الانتصار للثورة وأهدافها الحقة.. ولم تثنه ملاحقته ومطاردته الدائمة عن الاستمرار في العطاء والتضحية من أجل الثورة والشعب الأبيّ، وهو أحد القلة القلائل الذين شرعوا في تفعيل الدفاع المقدس في شهر نوفمبر سنة 2011، فقد كان يملك روحاً ثوريةً قلّ نظيرها وعرف عنه قلة مبالاته بحتفه في سبيل الله ولم يكن يهمه أوقع على الموت أو وقع الموت عليه».
اعتراف صريح ونادر عن أن ما قيل عن الحكومة ساعة انتشار الخبر باطل وأن ما قالته الحكومة حق. هذا يعني أن الكثير -إن لم يكن الكل- من تفسيرات الحكومة للحوادث التي تقع صحيحة، ويعني بالمقابل أن الكثير -إن لم يكن الكل- مما تقوله «المعارضة» عن الحوادث التي تقع غير صحيح ويجانب الحقيقة.
هذا البيان الغريب والنادر الذي يستدعي أن نحمد الله سبحانه وتعالى أنه لم يصدر متأخراً كثيراً يعني أن هؤلاء الذين يدعون المظلومية إنما يعملون ظلماً، وأن الحكومة ليست دائماً -كما يدعون- وراء ما يحدث وأنها تلبس الأبرياء ظلماً. وهو يعني أن كل القصص التي روتها «المعارضة» من قبل صار مشكوكاً في صحتها ودقتها.. ويعني أن الحكومة ليست بالسوء الذي يحاول هؤلاء المختبئون في الداخل وأولئك المختبئون في الخارج تصويرها للعالم، ويعني أن الحكومة إنما تقوم بدورها في حماية المواطنين والمقيمين المسؤولة عنهم.. ويعني أنها لم تخطئ عندما اعتبرت ما يقوم به هؤلاء وأولئك إرهاباً، ولم تخطئ عندما تبنت توصيات المجلس الوطني لمحاربة الإرهاب ووضع حد للعمليات الإرهابية.
هناك جانب آخر في الموضوع؛ وهو أن تصريحات الداخلية عن اكتشافها قنابل محلية الصنع زرعت في أماكن معينة صحيحة، وأن تصنيع هذه القنابل وزرعها أمر واقع، والدليل أن واحدة منها انفجرت في هذا الشاب الذي «رحل في مهمة ثورية خاصة»؛ أي أنه كان مكلفاً بزرعها في مكان معين.. ليقتل بها!
حتى بعد انفجار القنبلة في شاب بني جمرة بساعات كانت روايات «المعارضة» عن أي حادثة تجد القبول والتصديق من الكثيرين، وأولهم «المنظمات الحقوقية الدولية»، التي تنطلق من قاعدة أن العاملين ضد الحكومات صادقون وإن كذبوا، وأن الحكومات كاذبة وإن توفر ألف دليل ودليل على صدقها.
ترى كم هو عدد الذين فقدوا أرواحهم ورحلوا عن هذه الدنيا وهم «في مهمة ثورية خاصة»؟
الاعتراف جميل والمأمول أن يستمروا في هذا النهج دون أن ينسوا سرد القصص الحقيقية عن الحوادث السابقة.
{{ article.visit_count }}
بعد ساعات؛ أصدر ما يسمى بـ«ائتلاف شباب فبراير» بياناً وصف فيه الشاب بأنه قائد ميداني وجاء فيه «يزُفّ ثوّار بني جمرة «قلب الثورة» نبأ «استشهاد» ابن البلدة المقدام القائد الميداني علي خليل عيسى الصباغ «17 ربيعاً»، أثناء تأديته لإحدى المهام الخاصة قبل أن يحدث خطأ فني أدى إلى استشهاده وعروج روحه إلى بارئها». وأضاف البيان «إنه من خيرة ثوّار بلدة بني جمرة وقادتها الميدانيين البارزين، فلقد نذر نفسه وأرخص دمه وروحه من أجل الانتصار للثورة وأهدافها الحقة.. ولم تثنه ملاحقته ومطاردته الدائمة عن الاستمرار في العطاء والتضحية من أجل الثورة والشعب الأبيّ، وهو أحد القلة القلائل الذين شرعوا في تفعيل الدفاع المقدس في شهر نوفمبر سنة 2011، فقد كان يملك روحاً ثوريةً قلّ نظيرها وعرف عنه قلة مبالاته بحتفه في سبيل الله ولم يكن يهمه أوقع على الموت أو وقع الموت عليه».
اعتراف صريح ونادر عن أن ما قيل عن الحكومة ساعة انتشار الخبر باطل وأن ما قالته الحكومة حق. هذا يعني أن الكثير -إن لم يكن الكل- من تفسيرات الحكومة للحوادث التي تقع صحيحة، ويعني بالمقابل أن الكثير -إن لم يكن الكل- مما تقوله «المعارضة» عن الحوادث التي تقع غير صحيح ويجانب الحقيقة.
هذا البيان الغريب والنادر الذي يستدعي أن نحمد الله سبحانه وتعالى أنه لم يصدر متأخراً كثيراً يعني أن هؤلاء الذين يدعون المظلومية إنما يعملون ظلماً، وأن الحكومة ليست دائماً -كما يدعون- وراء ما يحدث وأنها تلبس الأبرياء ظلماً. وهو يعني أن كل القصص التي روتها «المعارضة» من قبل صار مشكوكاً في صحتها ودقتها.. ويعني أن الحكومة ليست بالسوء الذي يحاول هؤلاء المختبئون في الداخل وأولئك المختبئون في الخارج تصويرها للعالم، ويعني أن الحكومة إنما تقوم بدورها في حماية المواطنين والمقيمين المسؤولة عنهم.. ويعني أنها لم تخطئ عندما اعتبرت ما يقوم به هؤلاء وأولئك إرهاباً، ولم تخطئ عندما تبنت توصيات المجلس الوطني لمحاربة الإرهاب ووضع حد للعمليات الإرهابية.
هناك جانب آخر في الموضوع؛ وهو أن تصريحات الداخلية عن اكتشافها قنابل محلية الصنع زرعت في أماكن معينة صحيحة، وأن تصنيع هذه القنابل وزرعها أمر واقع، والدليل أن واحدة منها انفجرت في هذا الشاب الذي «رحل في مهمة ثورية خاصة»؛ أي أنه كان مكلفاً بزرعها في مكان معين.. ليقتل بها!
حتى بعد انفجار القنبلة في شاب بني جمرة بساعات كانت روايات «المعارضة» عن أي حادثة تجد القبول والتصديق من الكثيرين، وأولهم «المنظمات الحقوقية الدولية»، التي تنطلق من قاعدة أن العاملين ضد الحكومات صادقون وإن كذبوا، وأن الحكومات كاذبة وإن توفر ألف دليل ودليل على صدقها.
ترى كم هو عدد الذين فقدوا أرواحهم ورحلوا عن هذه الدنيا وهم «في مهمة ثورية خاصة»؟
الاعتراف جميل والمأمول أن يستمروا في هذا النهج دون أن ينسوا سرد القصص الحقيقية عن الحوادث السابقة.