الوحم؛ هو الرغبة الملحة في اشتهاء أكلة معينة أو مواد غير صالحة للأكل لفترة من الزمن أو النفور من أكلات أو روائح معينة، وهو عند النساء علامة من علامات الحمـل ويظهر غالباً في الشهور الثلاثة الأولى منه ويبدو أن له علاقة بالتغيرات الهرمونية واختلاف سكر الدم في فترة الحمل.
من الأخبار الطريفة التي تم تداولها مؤخراً أن شاباً كويتياً كان متهماً في قضية تفحيط (تقحص) قال للمحكمة وهو برفقة زوجته؛ إنه ليس من هواة التفحيط، لكنه اضطر لفعل ذلك لأن زوجته حامل، وأنها كانت تتوحم على الرائحة التي تنبعث من إطارات السيارة لحظة التفحيط!
الخبر ظريف وتناقلته مواقع إخبارية كويتية عديدة، لكنه في كل الأحوال ليس غريباً، لأن عندنا في البحرين من يبدو أنه صار يتوحم على رائحة إطارات السيارات التي يتم إشعال النيران فيها، وإلا ما هو الســر وراء كل هذه «العمليات» التي لا تتوقف؟!
وكما نشاهد في الأفلام المصرية على وجه الخصوص؛ فإن أم الزوجة تهتم بحث زوجها على توفير ما تشتهيه زوجته فترة الحمل كي لا تظهر في المولود (وحمة أو شامة)، وهو اعتقاد متوفر لدى النساء في البحرين أيضاً. وإذا كان اشتهاء المرأة الحامل لنوع معين من الفواكه أو نفورها من نوع من الأكل أمراً عادياً، وكذلك قضمها لأنواع من المواد الغريبة غير الصالحة للأكل؛ كالطباشير والفحم والورق والتراب والكبريت مروراً بالحجارة ووصولاً إلى مساحيـــق الغسيل، فإن ما هو غير عادي أن تتوحم المرأة على رائحة الإطارات ساعة التفحيط. وإذا كان ما قاله ذلك الكويتي «مبلوعاً» ويمكن تصديقه إلى حد ما؛ فإن ما لا يمكن تصديقه هو اشتهاء البعض في البحرين رائحة الإطارات التي يتم إشعال النيران فيها عند قطع الشوارع واختطافها.
حقيقة لم أسمع حتى الآن عن بحرينية توحمت على رائحة إطارات الشر هذه؛ إلا أنني لا أستبعد حصول مثل هذا الأمر، لكني أتمنى ألا يحصل بعد تجاوز المرحلــة التي نمر بها لأنه سيتسبب في الكثير من المشاكل لذوي العلاقة!
هذا كلام ساخر المراد منه الدعوة إلى بحث سبل التوقف عن هذا النشاط الشيطاني الذي لا فائدة من ورائه، ولا يضر الحكومة أبداً، ويتسبب في تعطيل حياة الناس الذين لا ذنب لهم ولا علاقة.
السؤال الذي ينبغي طرحه بقوة هو؛ متى سيعي هؤلاء أن إشعال النيران في إطارات السيارات لا يأتي منه سوى الأضرار؟ ومتى سينتبه هؤلاء أن المتضرر هنا والضحية هو المواطن والمقيم اللذين لا ينبغي أن يكونا الهدف أبدا؟ ومتى سينتبه هؤلاء إلى أنه لا مردود أبدا من وراء هذه العمليات التي تسيء إلى «المعارضة» بدل أن تثبت مكانتها في القلوب؟
باستثناء فئتين، الجميع تحدث عن الأضرار الناتجة عن هذا السلوك، والجميع عبر عن رأيه فيه ووصفه بالمتخلف، والجميع يؤكد أن الحكومة لا تتأثر بهذه العمليات وإن تسببت في إزعاجها وإرباك حياة المواطنين والمقيمين المسؤولة عن توفير الأمن والأمان لهم. لكن كل هذا الحديث والتنبيه والنصح لم ينتج مفيدا.
أما الفئتان اللتان لم تكلفا نفسيهما حتى بتوجيه النصح لهؤلاء فهما «علماء الدين» و«علماء السياسة»، حيث لم تصدر حتى الآن رغم تأكد الأضرار الناتجة عن هذه الممارسات الخاطئة ما يعبر عن رفض علماء الدين -ومن ثم الشرع- لها، ولا تزال الجمعيات السياسية دون القدرة على أن يكون لها دور في وضع حد لكل هذا الاستهتار.
أخشى ما أخشاه هو أن يكون بين الفاعلين والمؤيدين لهم من يتوحم على رائحة إطارات السيارات المحترقة، فالوحم لا يقتصر على الحوامل!
{{ article.visit_count }}
من الأخبار الطريفة التي تم تداولها مؤخراً أن شاباً كويتياً كان متهماً في قضية تفحيط (تقحص) قال للمحكمة وهو برفقة زوجته؛ إنه ليس من هواة التفحيط، لكنه اضطر لفعل ذلك لأن زوجته حامل، وأنها كانت تتوحم على الرائحة التي تنبعث من إطارات السيارة لحظة التفحيط!
الخبر ظريف وتناقلته مواقع إخبارية كويتية عديدة، لكنه في كل الأحوال ليس غريباً، لأن عندنا في البحرين من يبدو أنه صار يتوحم على رائحة إطارات السيارات التي يتم إشعال النيران فيها، وإلا ما هو الســر وراء كل هذه «العمليات» التي لا تتوقف؟!
وكما نشاهد في الأفلام المصرية على وجه الخصوص؛ فإن أم الزوجة تهتم بحث زوجها على توفير ما تشتهيه زوجته فترة الحمل كي لا تظهر في المولود (وحمة أو شامة)، وهو اعتقاد متوفر لدى النساء في البحرين أيضاً. وإذا كان اشتهاء المرأة الحامل لنوع معين من الفواكه أو نفورها من نوع من الأكل أمراً عادياً، وكذلك قضمها لأنواع من المواد الغريبة غير الصالحة للأكل؛ كالطباشير والفحم والورق والتراب والكبريت مروراً بالحجارة ووصولاً إلى مساحيـــق الغسيل، فإن ما هو غير عادي أن تتوحم المرأة على رائحة الإطارات ساعة التفحيط. وإذا كان ما قاله ذلك الكويتي «مبلوعاً» ويمكن تصديقه إلى حد ما؛ فإن ما لا يمكن تصديقه هو اشتهاء البعض في البحرين رائحة الإطارات التي يتم إشعال النيران فيها عند قطع الشوارع واختطافها.
حقيقة لم أسمع حتى الآن عن بحرينية توحمت على رائحة إطارات الشر هذه؛ إلا أنني لا أستبعد حصول مثل هذا الأمر، لكني أتمنى ألا يحصل بعد تجاوز المرحلــة التي نمر بها لأنه سيتسبب في الكثير من المشاكل لذوي العلاقة!
هذا كلام ساخر المراد منه الدعوة إلى بحث سبل التوقف عن هذا النشاط الشيطاني الذي لا فائدة من ورائه، ولا يضر الحكومة أبداً، ويتسبب في تعطيل حياة الناس الذين لا ذنب لهم ولا علاقة.
السؤال الذي ينبغي طرحه بقوة هو؛ متى سيعي هؤلاء أن إشعال النيران في إطارات السيارات لا يأتي منه سوى الأضرار؟ ومتى سينتبه هؤلاء أن المتضرر هنا والضحية هو المواطن والمقيم اللذين لا ينبغي أن يكونا الهدف أبدا؟ ومتى سينتبه هؤلاء إلى أنه لا مردود أبدا من وراء هذه العمليات التي تسيء إلى «المعارضة» بدل أن تثبت مكانتها في القلوب؟
باستثناء فئتين، الجميع تحدث عن الأضرار الناتجة عن هذا السلوك، والجميع عبر عن رأيه فيه ووصفه بالمتخلف، والجميع يؤكد أن الحكومة لا تتأثر بهذه العمليات وإن تسببت في إزعاجها وإرباك حياة المواطنين والمقيمين المسؤولة عن توفير الأمن والأمان لهم. لكن كل هذا الحديث والتنبيه والنصح لم ينتج مفيدا.
أما الفئتان اللتان لم تكلفا نفسيهما حتى بتوجيه النصح لهؤلاء فهما «علماء الدين» و«علماء السياسة»، حيث لم تصدر حتى الآن رغم تأكد الأضرار الناتجة عن هذه الممارسات الخاطئة ما يعبر عن رفض علماء الدين -ومن ثم الشرع- لها، ولا تزال الجمعيات السياسية دون القدرة على أن يكون لها دور في وضع حد لكل هذا الاستهتار.
أخشى ما أخشاه هو أن يكون بين الفاعلين والمؤيدين لهم من يتوحم على رائحة إطارات السيارات المحترقة، فالوحم لا يقتصر على الحوامل!