من الواضح أن هناك تفاعلات ما تحدث في الساحة تنبئ بأن شهري نوفمبر وديسمبر سيكونان حافلين بالأحداث على الصعيد المحلي، وقد يفضيان إلى أخبار ربما تحمل مفاجآت على عدة أصعدة، بما فيها (وبتقدير شخصي) الموضوع المعيشي لأهل البحرين (مجرد تنبؤ كاتب).
لا يمكن لنا أن نعرف كل التفاصيل، ولا أن نطلع على بواطن الأمور، غير أنني ككاتب وصحافي أفعل كما يفعل من يحيك السجاد، يشابك الخيوط بعضها ببعض، لتخرج له في النهاية الصورة التي توقعها.
نشعر كمواطنين أن هناك أمراً ما يحدث، حتى وإن لم يفصح عنه أحد من الأطراف المعنية، لكني أجد أن هناك أمراً حاسماً جرى خارج البحرين أفضى إلى كل ما حدث ويحدث، فموقف المملكة العربية السعودية المزدوج من أمريكا وإيران معاً جعل الأمريكان يعيدون حساباتهم بشكل جدي في البحرين.
بل إن الأنباء تقول إن التحول الأمريكي أخذ يضغط على الجمعية الانقلابية من أجل التنازل عن أمور كثيرة، والقبول بالتسوية التي تطرحها الدولة والقوى الأخرى، من أجل أن تعود الجمعية الانقلابية إلى طاولة الحوار، مع التخلي عن الصلف والتعنت ومحاولة كسب ود القوى الأخرى على طاولة الحوار من أجل التوصل إلى نقاط ترضي شارع الجمعية الانقلابية.
وهذا يعني أن الجمعية الانقلابية التي جهزت قائمتها الانتخابية للانتخابات القادمة وعرفت الأسماء التي ستدخل بها بشكل كبير (تشبه حالتها حالة الفتاة التي تريد.. ولا تريد) وهي اليوم في أسوأ حالاتها من بعد فبراير 2011، وهي تعلم بذلك تماماً.
أن يأتي الولي الفقيه الموجه والمشرعن للجمعية الانقلابية ليتحدث في خطبته الأخيرة عن الإصلاح، ويكررها، هذا يعني بمثابة التمهيد للشارع من بعد التوجيهات الأمريكية للقبول بالعودة للحوار، وبالتالي الخروج بتوافقات من فوق الطاولة.
حالة الانكفاء الأمريكي حول العالم، والوضع المالي الخطير الذي تمر فيه أمريكا والصراع الداخلي بين الجمهوريين والديمقراطيين، وموقفها الضعيف والمتردد من سوريا، والموقف أيضاً في مصر، من بعد أن كانت أمريكا ترفض إقصاء مرسي، إلا أن تغير موقفها بالتسليم بالوضع الحالي، كل ذلك يظهر أن أمريكا أصبحت مثل رجل الثلج الذي يذوب ويصغر حجمه كلما دخلنا في الربيع أكثر.
مواقف القيادة السعودية المشرفة من البحرين، سواء من خادم الحرمين الشريفين أو من الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، أو من خلال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، أو الأمير تركي الفيصل، ومن عموم العائلة المالكة في السعودية جعلت الأمور تتغير في البحرين، حين تمت مواجهة أمريكا بموقف صلب وقوي، وأمريكا لا تفهم إلا لغتين؛ لغة القوة ولغة المال.
ليس بعيداً عن الموقف السعودي، فموقف الشقية الإمارات العربية المتحدة وأبناء زايد كلهم وجميعهم أيضاً كان له دور كبير لمجريات الأحداث في البحرين، خاصة في التعامل مع أمريكا بأن البحرين لا تُمس.
هذه الصورة الظاهرة أمامي، ليست لدي معلومات أكثر من المتاح للجميع، لكني أقرأ أن الموقف الأمريكي في البحرين قد يتغير أكثر لصالح شرعية الحكم والضغط على أيادي العنف والإرهاب للامتثال إلى ما هو متاح في الساحة (الحوار والعودة للحياة السياسية).
وهذا أيضاً تريده الوفاق وتسعى إليه، لكن بخجل، بل أنها تخشى أن يكون موقف شارعها عنيفاً ضدها، مما يفضي إلى وقوف الشارع خلف أصوات مناوئة للوفاق في لندن وفي الداخل، خصوصاً بعد أن تخلت عن كل الأسقف وجلست في الشمس..!
ما يعنينا اليوم كمواطنين، وما يعنيني كمراقب أو مشاهد، أن لا تقع الدولة في أخطاء التسعينيات وبداية الألفية، حين أتمت الدولة صفقات، دون أن تقضي على الإرهاب الذي ضرب البحرين في الفترتين.
عدم القضاء على الإرهاب بشكل نهائي هو بمثابة الجلوس مع خصم لك، ويقول أن ليس في يده شيء، ويده ممدودة إليك، بينما هو يخفي خلف ظهره سلاحه القديم الذي يكبر مع الوقت، فما أن تغفل عنه حتى يجهز عليك، هكذا فعلنا في التسعينيات وبداية الألفية، عقدنا صفقات وأوهمنا الناس أن الأمور انتهت، أسرفنا في التفاؤل، إلى أن جاء عام 2011، (حين أخرج ذلك الجالس معنا السلاح من وراء ظهره، يريد أن يقضي على الجميع) ويقول: أنا الآن الآمر الناهي، فيتكرر مشهد العراق في الشوارع.. ويقول للبقية ارحلوا للزبارة..!!
** من الناس.. ومع الناس
- وزارة التربية؛ بعد الحادث المروري الذي تعرض له الأستاذ خليفة الحوطي وبعد توجيهات سمو رئيس الوزراء -حفظه الله- ما زال الأستاذ خليفة الحوطي دون علاج في المستشفى العسكري، فقد صدرت تقارير تقول إن علاجه خارج البحرين، بينما لا وزارة التربية تتحرك ولا وزارة الصحة تنفذ التوجيهات من سمو رئيس الوزراء.
أسرة الأستاذ الحوطي تقول إن بالإمكان علاجه بالرياض في المستشفى التخصصي، وإنهم راسلوا المستشفى، فإلى متى يبقى الأستاذ الحوطي دون علاج في البحرين، ووزارتا التربية والصحة تتفرجان..؟
الأمر يرفع إلى مجلس الوزراء للنظر في الموضوع من بعد مرور زمن طويل على وقوع الحادث المروري..!
- وزارة التربية؛ اشتكت مدرسات في وزارة التربية من أن الوزارة خصمت من رواتبهن مبالغ وصلت إلى 250 ديناراً، وحين راجعن الوزارة قيل لهن أن ذلك بسبب خطأ، وسيعاد لهن المبلغ الشهر القادم.. المدرسات لديهن التزامات وأسر وقروض، كيف يحدث مثل هذا الخطأ..!
- وزارة الصحة: وقع أمس حادث مروري قرب مدينة عيسى عند الساعة العاشرة صباحاً لفتاة، تروي الأحداث والدة الفتاة فتقول؛ إنهم أخذوا يتصلون بالإسعاف مدة طويلة وابنتها في الشارع مصابة تحتاج إلى الإسعاف، بينما يتقاذف المسؤولية إسعاف السلمانية وإسعاف العسكري، تقول والدة المصابة إنها كانت تسمع اتصالاتهم وهي تنتظر على الخط، فسمعت كل طرف يقول للآخر أنتم الذين تذهبون هذا اختصاصكم، والمصابة في الشارع، الحادث وقع في العاشرة صباحاً ووصل الإسعاف بعد ساعة وأربعين دقيقة تقريباً..!
هل وصلنا إلى هذا الحد من عدم المسؤولية والاستهتار حتى بأرواح الناس؟
من المسؤول عن الطرفين إسعاف السلمانية وإسعاف العسكري؟
ألا يجب أن تكون هناك جهة مركزية هي التي تأمر الإسعاف بالتحرك في الطرفين، حتى لا يحدث ما حدث؟
والله إنها مهزلة واستخفاف بحياة المواطنين من أشخاص عديمي المسؤولية، فيجب محاسبة هؤلاء محاسبة شديدة، فالدقيقة الواحدة قد تنقذ حياة مواطن من الموت.
- هيئة الكهرباء والماء؛ اتصل مواطنون يشتكون من تكرار الأخطاء في فرع تسديد الفواتير في مدينة عيسى، وقالوا إن مثل هذه الأخطاء تتكرر مع نزول الراتب، فتجد هناك من الموظفين من يقول لك إن هناك خللاً في نظام الكمبيوتر، فيتكدس الناس، بينما هم أتوا لدفع الفواتير وهذا ما تريده هيئة الكهرباء.
المواطنون أبدوا استياءهم الشديد مما يجري في فرع مدينة عيسى حتى أن أحدهم تساءل هل يحدث ذلك بشكل متعمد من بعض الموظفين.. لا ندري؟