لم تتوقع الإدارة الأمريكية أن تكون مصداقيتها على المحك، وتخسر نفوذها الهائل الذي استطاعت بناءه في الشرق الأوسط والخليج العربي على مدى أكثر من ثلاثة عقود بشكل مفاجئ.
مواقف واشنطن الداعمة لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، وتبنيها أجندة لدعم الجماعات الراديكالية في المنطقة دفع حلفائها الاستراتيجيين للتخلي عنها سريعاً، رغم قناعة هؤلاء الحلفاء بعمق المصالح المشتركة، مصالحهم مع واشنطن، ومصالح واشنطن معهم.
اليوم واشنطن في مأزق كبير فهي بالنسبة لحكومات وشعوب دول مجلس التعاون فاقدة المصداقية، وتحمل أجندة يمكن وصفها بأنها «معادية» للمنطقة، وهذا ما يدفع نحو مزيد من الكراهية للسياسة الخارجية الأمريكية.
المأزق الأمريكي مازال قيد التشكل، فهناك الرفض الخليجي للسياسة الأمريكية والذي بدأ يظهر في التصريحات الرسمية رغم كل المحاولات التي تبذلها إدارة البيت الأبيض لاحتواء المأزق. ويساعد على تعقيد المأزق نفسه ما تواجهه واشنطن في أوروبا وأمريكا الجنوبية بعد فضيحة التجسس على كبار المسؤولين، والذي حاول بعض السياسيين الأمريكيين تبريره بأنه «تجسس لصالح الحلفاء»!
لم تكترث واشنطن كثيراً لاستياء حلفائها الخليجيين تجاهها، بل واصلت علناً وفي تحد صريح لتضرب التحالف الاستراتيجي نفسه، وتبدأ بالعمل على تقارب تاريخي مع طهران. قد يكون مثل هذا التحالف مبرراً -من وجهة نظر أمريكية- ولكنه في النهاية لن يخدم بأي شكل من الأشكال العلاقات الخليجية - الأمريكية أو مستقبلها مهما كانت المبررات.
من غير المعروف طبيعة تقديرات الإدارة الأمريكية للخسائر التي يمكن أن تتحملها بعد خسارة حلفائها الخليجيين، ولكن يمكن التعرف على ملامح هذه الخسائر من خلال الدراسات والتحليلات المنشـــورة فـــي مراكـــز الأبحـــاث الأمريكية. وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، فإن الخيارات كثيرة لتكون بديلاً عن الحليف الأمريكي إذا رغب الحليف نفسه في الإضرار بهذه العلاقات، ولم يقدم ما يثبت جديته في الحفاظ على التحالف نفسه.
لن تنفع محاولات شن هجمات إعلامية على السعودية أو بقية دول مجلس التعاون، وكذلك حملات تشويه السمعة عبر إثارة قضايا حقوق الإنسان، فالمناعة السياسية والإعلامية التي تكونت لدى الرأي العام الخليجي خلال العامين الماضيين شكلت حصانة كبيرة، وكشفت ازدواج المعايير وخطورة الأجندة، ولن يغير هذه الصورة النمطية إلا عقود من العمل المتواصل، والأهم من ذلك الشروع في بدء إجراءات إعادة الثقة وليس بناءها.
كافة الخيارات مفتوحة أمام دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً بلاشك فإن الخيارات ستكون متاحة لواشنطن لتحديد خياراتها، وما يهم هنا استعداد دول المنظومة الخليجية للتعامل مع الخيارات الأمريكية بما يخدم مصالحها. ومادامت القمة الخليجية على الأبواب فإنه من الأهمية بمكان أن تكون العلاقات الخليجية - الأمريكية ضمن الأجندة التي سيناقشها أعضاء المجلس الأعلى لمجلس التعاون.
مواقف واشنطن الداعمة لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، وتبنيها أجندة لدعم الجماعات الراديكالية في المنطقة دفع حلفائها الاستراتيجيين للتخلي عنها سريعاً، رغم قناعة هؤلاء الحلفاء بعمق المصالح المشتركة، مصالحهم مع واشنطن، ومصالح واشنطن معهم.
اليوم واشنطن في مأزق كبير فهي بالنسبة لحكومات وشعوب دول مجلس التعاون فاقدة المصداقية، وتحمل أجندة يمكن وصفها بأنها «معادية» للمنطقة، وهذا ما يدفع نحو مزيد من الكراهية للسياسة الخارجية الأمريكية.
المأزق الأمريكي مازال قيد التشكل، فهناك الرفض الخليجي للسياسة الأمريكية والذي بدأ يظهر في التصريحات الرسمية رغم كل المحاولات التي تبذلها إدارة البيت الأبيض لاحتواء المأزق. ويساعد على تعقيد المأزق نفسه ما تواجهه واشنطن في أوروبا وأمريكا الجنوبية بعد فضيحة التجسس على كبار المسؤولين، والذي حاول بعض السياسيين الأمريكيين تبريره بأنه «تجسس لصالح الحلفاء»!
لم تكترث واشنطن كثيراً لاستياء حلفائها الخليجيين تجاهها، بل واصلت علناً وفي تحد صريح لتضرب التحالف الاستراتيجي نفسه، وتبدأ بالعمل على تقارب تاريخي مع طهران. قد يكون مثل هذا التحالف مبرراً -من وجهة نظر أمريكية- ولكنه في النهاية لن يخدم بأي شكل من الأشكال العلاقات الخليجية - الأمريكية أو مستقبلها مهما كانت المبررات.
من غير المعروف طبيعة تقديرات الإدارة الأمريكية للخسائر التي يمكن أن تتحملها بعد خسارة حلفائها الخليجيين، ولكن يمكن التعرف على ملامح هذه الخسائر من خلال الدراسات والتحليلات المنشـــورة فـــي مراكـــز الأبحـــاث الأمريكية. وبالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، فإن الخيارات كثيرة لتكون بديلاً عن الحليف الأمريكي إذا رغب الحليف نفسه في الإضرار بهذه العلاقات، ولم يقدم ما يثبت جديته في الحفاظ على التحالف نفسه.
لن تنفع محاولات شن هجمات إعلامية على السعودية أو بقية دول مجلس التعاون، وكذلك حملات تشويه السمعة عبر إثارة قضايا حقوق الإنسان، فالمناعة السياسية والإعلامية التي تكونت لدى الرأي العام الخليجي خلال العامين الماضيين شكلت حصانة كبيرة، وكشفت ازدواج المعايير وخطورة الأجندة، ولن يغير هذه الصورة النمطية إلا عقود من العمل المتواصل، والأهم من ذلك الشروع في بدء إجراءات إعادة الثقة وليس بناءها.
كافة الخيارات مفتوحة أمام دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً بلاشك فإن الخيارات ستكون متاحة لواشنطن لتحديد خياراتها، وما يهم هنا استعداد دول المنظومة الخليجية للتعامل مع الخيارات الأمريكية بما يخدم مصالحها. ومادامت القمة الخليجية على الأبواب فإنه من الأهمية بمكان أن تكون العلاقات الخليجية - الأمريكية ضمن الأجندة التي سيناقشها أعضاء المجلس الأعلى لمجلس التعاون.