قدمت قناة المنار وإذاعة النور اعتذاراً رسمياً إلى هيئة شؤون الإعلام على تغطياتهما الإخبارية المكذوبة والملفقة عن البحرين، والتي لا تمت للحقيقة بصلة، حيث تعمدتا هذه التغطيات الإخبارية التي تشوه سمعة البحرين ومن بها، ولم تلتزما بالمصداقية والموضوعية في نقل ونشر الأخبار. قناة المنار وإذاعة النور، قنوات طائفية متعصبة ومتشددة لأيديولوجية ولاية الفقيه وتابعة لحزب الله اللبناني، فقد لعبت المنار دوراً قذراً في ترويج الشائعات والأخبار الكاذبة والملفقة عن البحرين والمؤامرة الدنيئة عليها، والتي استعانت بمجموعة من المأجورين والعابثين بأمن الوطن، عملاء إيران أهل النفاق.
إعلام حزب الله لماذا يعتذر اليوم ويعترف ويقر بأخطائه وانتهاكه للمواثيق الإعلامية والمعاهدات الدولية في الإعلام وبميثاق شرف المهنة؟ وهي أسمى مهنة يجب أن تتسم بالمصداقية، وهي أيضاً أخطر مهنة لأنها من خلال الإعلام الكاذب والمأجور يمكن أن تسلب الحقوق الإنسانية للشعوب، أو قد ينتهي المطاف بأي دولة كما حدث للعراق، فقد سلبت حقوق الشعب العراقي وثرواته ودمرت والعالم يشاهد ويسمع أكذوبة الإعلام الأمريكي بحق العراق. ولم تكتفِ أمريكا بأكذوبتها حتى سلمت العراق لإيران، الحليفة لأمريكا وإسرائيل. الإعلام ووسائله المختلفة تستطيع أن تطيح بأمم وشعوب وأوطان ورؤساء دول وحكام من خلال أكاذيب متتالية وأخبار مفبركة وبمساعدة خونة الوطن.
هناك من لايزال يحيك للبحرين مؤامرة تلو المؤامرة، وهناك من يتحرك في الخفاء من أجل الإطاحة بالبحرين، وهناك أيضاً من يحاول أن تكون له مع البحرين هدنة مؤقتة ومثل ما يقول المثل البحريني الشعبي «الذيب ما يهرول عبث». وبما أننا نعرف ونوقن بأن هذا الاعتذار وهذه هدنة أشبه بالقنبلة الموقوتة، فما هي الخطوة التالية التي يجب أن تخطوها الحكومة غير قبول الاعتذار من إعلام حزب الله.
مشكلة الحكومة بأنها تعلم جيداً أعداء البحرين، وتعلم من هم الشياطين الذين تزعموا المؤامرة على البحرين، وتعلم خونة الوطن وعبيد إيران ومواليهم. ومع ذلك لا يتغير موقفها تجاههم وتتجاهل بعد فترة من الزمن بل تتغاضى عما تفعله هذه الثلة المأجورة.
هناك أشخاص نعلم مواقفهم الشيطانية تجاه البحرين، ومع ذلك يتوددون للحكومة مرة أخرى وتحاول هذه الفئة أن تستغل الفرص لأن تستعيد مراكزها ومناصبها في الدولة بعد أن شهد الجميع على مؤامرتهم الرخيصة على البحرين ونظامها الشرعي. ويحاولون من خلال قنواتهم الاتصالية المختلفة الوصول إلى قلوب الناس واستمالة الحكومة حتى يكونوا أهلاً للثقة بعد أن كشفت الأيام سوء نواياهم وأسقطت أقنعتهم البالية.
المنار والنور مثال واضح لانتهاك حقوق الإنسان وانتهاك مواثيق الشرف الإعلامية تعتذران اليوم لحكومة البحرين فقط بعد هذه الفترة من التعمد في نشر مواضيع كاذبة ومفبركة عن البحرين وقادتها. والمفروض على حكومة البحرين ألا تقبل الاعتذار إلا من خلال تصحيح كل ما نشر كذباً عن البحرين، على هيئة شؤون الإعلام أن تجبر إعلام حزب الله أن ينشر أفلاماً وثائقية عن حقيقة شعب البحرين والتفافه بقيادته، على المنار والنور أن تعترفا بخطئهما تجاه شعب البحرين، وأن تقرّا بأنهما تمادتا في رواياتهما بحق شعب مسالم وقيادة شرعية.
الهدنة الشيطانية هي هدنة تكاتف حولها مثلت الشيطان -أمريكا وإسرائيل وإيران- وعملاؤهم. نتمنى من حكومتنا الرشيدة ألا تلتفت لهذه الهدنة ولا تستعيد ثقتها بأصحابها، فحزب الله يخطط لما هو أكبر من الاعتذار أو أن تعري المنار نفسها للعالم بأنها أخطأت بحق البحرين.