جميل أن نحتفل بالعيد الوطني، فهو بالنسبة للمواطن يوم خاص، ومتميز ومختلف عن سائر أيام السنة، فيه يشعر بالفرحة، ويعلق الزينات ويشعل الأضواء تعبيراً عن فرحته هذه، وعن إحساسه بخصوصية هذا اليوم..
في هذا اليوم يحلو للكثيرين نظم القصائد وترداد الأناشيد والأغاني تغزلاً في الوطن الحاضن للجميع، وتأكيداً على الولاء لترابه، وامتناناً لما قدمه لهم من اهتمام ودعم ورعاية مكنتهم من الارتقاء بحياتهم، وصون كرامتهم، أو هكذا يأملون.
في العيد الوطني يزهو الإنسان بوطنه، ويفتخر به بين الأوطان، ويقول لزواره من الأوطان البعيدة كيف أن وطنه قد تميز في تطبيقه للمبادئ والمثل العليا المتعارف عليها بين الدول، وعلى رأسها مبادئ الحكم الصالح والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتوزيع العادل للثروة، وإعطاء كافة الحقوق لأبنائه بالتساوي.
قد تختلف الآراء وتتعارض، ويزعم البعض أن هذه مجرد أمنيات، لكن ذكرها في العيد الوطني يضاعف من أهميتها ويعجل من رؤيتها على أرض الواقع.
في يوم الوطن تتقابل الأجيال الماضية والحاضرة والمستقبلية المقولات والأخبار والذكريات عن كيف كنا قبل الاستقلال، وكيف أصبحنا بعد 42 سنة من الاستقلال، إلى أي حد أوضاعنا أفضل، وفي أي المجالات، وماذا نحن بحاجة إليه أو نتطلع إليه لكي نشعر بالفارق الكبير بين ما كنا عليه وما أصبحنا فيه.
مثل هذه الأحاديث والمناقشات مشروعة ومطلوبة ومن شأنها أن تعطي معنى أكبر وأكثر إيجابية لعوائد الاستقلال، ومغزى اليوم الوطني، ومن شأنها أيضاً أن تتوصل إلى نتائج مغايرة باستعراضها للإنجازات التي تحققت، وتوزيع هذه الإنجازات على سنوات الاستقلال الـ42، لكننا في كل الأحوال سنختم وقفتنا هذه بالتطلع إلى غدٍ أفضل وأكثر عطاءً.
العيد الوطني إذاً أيام فرحة، وتأمل وتذكر، وأيضاً محاسبة وتطلع إلى المستقبل، والتوصل إلى مقولة مفادها أن الإبداع والعطاء والتضحية هي ما تفرق المواطن عن الآخر، فالوطن يبنى بالكم والكيف من الأعمال التي يقدمها ويضحي بها أبناؤه، فالمواطن يحترم ويقدر الآخر نتيجة لما قدمه من إنجاز وإبداع وخدمة، بغض النظر عن الخلافات في الرأي والموقف، والتباين في النظرة إلى التطورات والأحداث.
في العيد الوطني نتذكر المواطنة الحقة والمخلصة، والمتساوية، وننبذ ذلك الصنف من المواطنين المنافقين دعاة التفرقة، وهواة شق الصف الوطني، واللاعبين على حبل التمييز الديني والمذهبي والطائفي والعرقي والقبلي والعائلي، ونفتخر فقط بالمواطن الذي ينظر لجميع أبناء وطنه بعين واحدة، ويكن لهم حباً واحداً، وتقديراً واحداً، وأنهم مهما تباينت توجهاتهم فهم جمعياً، وبلا استثناء، متساوون في حب وطنهم والتضحية من أجله.
وكما إن هناك واجباً للمواطن نحو وطنه يستذكره في العيد الوطني، فهو كذلك له حق على هذا الوطن وواجب على الدولة، التي يقف أمامها في هذا اليوم ليرى ويسمع منها، أو بالأحرى يسألها ماذا أعطته في الفترة السابقة على يوم العيد الوطني، بل إنه يفترض أن يبادر المسؤولون في الدولة إلى مصارحة المواطن بما كان مخططاً له من تطوير، وما تم إنجازه، وما أخفقت فيه الدولة ولماذا..
وفي هذا اليوم، يوم التطلعات، فكلما كان المسؤول صريحاً وواضحاً في ما يقدم من معلومات ويعرض من آراء، اكتسب ثقة وتقدير المواطن والتجاوب مع ما يطرح.
ففي هذه المناسبة، أكثر من غيرها، يريد المواطن أن يسمع طرحاً لمعاناته وهمومه، ومعالجة مقنعة ومبرمجة لها، هو يريد إشادة وتقديراً لصبره، وتطميناً له بأن الفرج قريب، ولا يريد إشادة وشكراً لمسؤولين آخرين، فالمسؤول مهما فعل فهو يؤدي واجبه، وبالتالي فلا شكر على واجب.
هذه هي المعاني الإنسانية والأخلاقية والوطنية التي نستخلصها من احتفالنا بالعيد الوطني، ونتمنى أن يقف الجميع أمامها يتأملونها، يعشقونها، يؤمنون بها، يجسدونها في حياتهم، يغرسونها في نفوس الأبناء، ينشرونها في ربوع البحرين الحبيبة، في أي وقت وأية مناسبة.
{{ article.visit_count }}
في هذا اليوم يحلو للكثيرين نظم القصائد وترداد الأناشيد والأغاني تغزلاً في الوطن الحاضن للجميع، وتأكيداً على الولاء لترابه، وامتناناً لما قدمه لهم من اهتمام ودعم ورعاية مكنتهم من الارتقاء بحياتهم، وصون كرامتهم، أو هكذا يأملون.
في العيد الوطني يزهو الإنسان بوطنه، ويفتخر به بين الأوطان، ويقول لزواره من الأوطان البعيدة كيف أن وطنه قد تميز في تطبيقه للمبادئ والمثل العليا المتعارف عليها بين الدول، وعلى رأسها مبادئ الحكم الصالح والديمقراطية وحقوق الإنسان، والتوزيع العادل للثروة، وإعطاء كافة الحقوق لأبنائه بالتساوي.
قد تختلف الآراء وتتعارض، ويزعم البعض أن هذه مجرد أمنيات، لكن ذكرها في العيد الوطني يضاعف من أهميتها ويعجل من رؤيتها على أرض الواقع.
في يوم الوطن تتقابل الأجيال الماضية والحاضرة والمستقبلية المقولات والأخبار والذكريات عن كيف كنا قبل الاستقلال، وكيف أصبحنا بعد 42 سنة من الاستقلال، إلى أي حد أوضاعنا أفضل، وفي أي المجالات، وماذا نحن بحاجة إليه أو نتطلع إليه لكي نشعر بالفارق الكبير بين ما كنا عليه وما أصبحنا فيه.
مثل هذه الأحاديث والمناقشات مشروعة ومطلوبة ومن شأنها أن تعطي معنى أكبر وأكثر إيجابية لعوائد الاستقلال، ومغزى اليوم الوطني، ومن شأنها أيضاً أن تتوصل إلى نتائج مغايرة باستعراضها للإنجازات التي تحققت، وتوزيع هذه الإنجازات على سنوات الاستقلال الـ42، لكننا في كل الأحوال سنختم وقفتنا هذه بالتطلع إلى غدٍ أفضل وأكثر عطاءً.
العيد الوطني إذاً أيام فرحة، وتأمل وتذكر، وأيضاً محاسبة وتطلع إلى المستقبل، والتوصل إلى مقولة مفادها أن الإبداع والعطاء والتضحية هي ما تفرق المواطن عن الآخر، فالوطن يبنى بالكم والكيف من الأعمال التي يقدمها ويضحي بها أبناؤه، فالمواطن يحترم ويقدر الآخر نتيجة لما قدمه من إنجاز وإبداع وخدمة، بغض النظر عن الخلافات في الرأي والموقف، والتباين في النظرة إلى التطورات والأحداث.
في العيد الوطني نتذكر المواطنة الحقة والمخلصة، والمتساوية، وننبذ ذلك الصنف من المواطنين المنافقين دعاة التفرقة، وهواة شق الصف الوطني، واللاعبين على حبل التمييز الديني والمذهبي والطائفي والعرقي والقبلي والعائلي، ونفتخر فقط بالمواطن الذي ينظر لجميع أبناء وطنه بعين واحدة، ويكن لهم حباً واحداً، وتقديراً واحداً، وأنهم مهما تباينت توجهاتهم فهم جمعياً، وبلا استثناء، متساوون في حب وطنهم والتضحية من أجله.
وكما إن هناك واجباً للمواطن نحو وطنه يستذكره في العيد الوطني، فهو كذلك له حق على هذا الوطن وواجب على الدولة، التي يقف أمامها في هذا اليوم ليرى ويسمع منها، أو بالأحرى يسألها ماذا أعطته في الفترة السابقة على يوم العيد الوطني، بل إنه يفترض أن يبادر المسؤولون في الدولة إلى مصارحة المواطن بما كان مخططاً له من تطوير، وما تم إنجازه، وما أخفقت فيه الدولة ولماذا..
وفي هذا اليوم، يوم التطلعات، فكلما كان المسؤول صريحاً وواضحاً في ما يقدم من معلومات ويعرض من آراء، اكتسب ثقة وتقدير المواطن والتجاوب مع ما يطرح.
ففي هذه المناسبة، أكثر من غيرها، يريد المواطن أن يسمع طرحاً لمعاناته وهمومه، ومعالجة مقنعة ومبرمجة لها، هو يريد إشادة وتقديراً لصبره، وتطميناً له بأن الفرج قريب، ولا يريد إشادة وشكراً لمسؤولين آخرين، فالمسؤول مهما فعل فهو يؤدي واجبه، وبالتالي فلا شكر على واجب.
هذه هي المعاني الإنسانية والأخلاقية والوطنية التي نستخلصها من احتفالنا بالعيد الوطني، ونتمنى أن يقف الجميع أمامها يتأملونها، يعشقونها، يؤمنون بها، يجسدونها في حياتهم، يغرسونها في نفوس الأبناء، ينشرونها في ربوع البحرين الحبيبة، في أي وقت وأية مناسبة.