شهدت الدبلوماسية البحرينية حراكاً مكثفاً خلال الأسبوع الماضي على مختلف المستويات، أثبتت من خلالها المملكة مكانتها وثقلها على المستوى الإقليمي والدولي، فقد كانت المباحثات التي أجراها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت تتسم بالصراحة والوضوح، كما وصفها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، حول مجمل العلاقات السياسية التي تربط البلدين وعلاقتهما التي تعود إلى حوالي ربع قرن، فروسيا تعتبر دولة لها تأثيرها على القرار العالمي باعتبارها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
وكانت المملكة قد استقبلت ملك إسبانيا ورئيس سيرلانكا، وجرت مباحثات رسمية بين جلالة الملك حفظه الله وضيفي البلاد الكريمين، أكد خلالها جلالته مع الرئيس السيرلانكي في البيان الختامي للزيارة على أهمية محاربة الإرهاب بكافة أشكاله وظواهره في إطار حوار التعاون الآسيوي وحركة بلدان عدم الانحياز ومنظومة الأمم المتحدة، فضلاً عن الاتفاقيات التي توقيعها خلال زيارة الرئيس للبلاد، وهو ما يعني فتح مجالات أوسع من التعاون بين البحرين وسريلانكا في المجالات التجارية والاستثمارية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وفي مجال التعليم والرياضة وكذلك في مجالي الثقافة والفن، في توجه واضح إلى دول شرق آسيا التي تعتبر مهمة بالنسبة لجميع دول مجلس التعاون.
الحراك الدبلوماسي النشط اتجه أيضاً إلى أوروبا من خلال وصول ملك مملكة إسبانيا، الذي تم في جلسة عمل وبحضور ملكي المملكتين على توقيع اتفاقية بين الحكومتين بشأن التعاون في مجال الدفاع، كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتبادل السياحي، هذا يعني أن بلادنا مرتبطة بالشرق والغرب من العالم بعلاقات طيبة ووطيدة قائمة على الاحترام المتبادل مع هذه الدول في مختلف الجوانب، وهذا إن دل إنما يدل على حسن سمعة البحرين لدى دول العالم، وهو ما جاء نتيجة لحكمة القيادة السياسية بقيادة جلالة الملك المفدى وكذلك للدبلوماسية البحرينية التي تتسم بالاعتدال والعقلانية في المواقف لكل من تولوا السياسة الخارجية للبحرين خلال السنوات الماضية.
هذه الدبلوماسية التي تتميز بها البحرين لم تأت من فراغ؛ بل جاءت بفضل من الله تعالى وبحكمة وتوجيهات القيادة الرشيدة ممثلة بجلالة الملك ورئيس الوزراء وولي العهد في السياسة المتزنة التي تسير عليها المملكة، كل ذلك كان له دور كبير إبان الأزمة التي شهدتها البلاد في عام 2011 كانت نتائجها هي السمعة الطيبة للبحرين وقيادتها لدى دول العالم، وفي المحافل الدولية استطاعت أن توضح للرأي العام الدولي أن ما حدث في بلادنا ليس إلا حركة طائفة وليست ثورة كما هي في باقي دول الربيع العربي، وهنا لابد من الإشادة بالنشاط الذي قام به وزير الخارجية وجولاته التي قام بها خلال تلك الفترة العصيبة التي مرت بها المملكة، فوزير الخارجية لديه من فن في التعامل بدبلوماسية كانت كفيلة بأن يصل صوت الحق للعالم بما حدث في البحرين، وكان له دور كبير في التوضيح للعالم الصورة الصحيحة.
البحرين ومنذ استقلالها عام 1971 كانت دبلوماسيتها خير واجهة للعالم من خلال حنكة وخبرة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء، والذي تولى حقيبة وزارة الخارجية بكل اقتدار ومسؤولية انعكست على مكانة البحرين على المستويين الإقليمي والدولي وتعزيز دورها وهويتها العربية، كان كل ذلك كفيلاً بأن يؤسس لسياسة خارجية تقوم على الاعتدال والاحترام على كل الصعد الخليجية والعربية والدولية.
- همسة..
قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة خلال حفل تكريم الوزارة لدبلوماسييها: «جميعنا تعلم على يد عميد الدبلوماسية البحرينية ومرسي قواعدها سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة»، هنا يتجلى بوضوح مكانة عميد دبلوماسية البحرين باعتباره أحد القامات الدبلوماسية على المستوى الخليجي والعربي.