لم أفهم المقصود من جملة «واللي في قلبه حرة.. يعصر عليه لومية»، والتي كان يرددها مجموعة من البحرينيين ممن اختاروا العيش في لندن واعتبروا أنفسهم «معارضة» أثناء مشاركتهم في «زفة» معرس بحريني في أحد شوارع العاصمة البريطانية يتقدمهم قاسم الهاشمي. كذلك لم أفهم العلاقة بين «الزفة» التي هي تعبير عن الفرح وبين ترديد كلمات مثل «شيعة البحرين» و»النصر من الله.. ومن أبو الحسنين»، ولم أفهم أيضاً لماذا تكوموا فجأة بعضهم على بعض في الشارع وعلا صراخهم والضحك بطريقة لا تليق بـ «لندنيين جدد» ولا بمن يرفع شعارات معارضة ويسعى إلى.. السلطة!
المحتوى السابق تضمنه فيلم فيديو قصير وصلني على «الواتس آب» يظهر فيه عدد من «وجوه المعارضة» البحرينية في لندن وهم يسيرون مرتدين البدل الأنيقة وربطات العنق محيطين بالمعرس البحريني، والذي كان يسير أمامهم خجلاً، في مشهد هو خليط بين الزفة والمظاهرة، وهو ما أكدته الكلمات والجمل التي كانوا يرددونها، والتي لا علاقة لها بالزفة ولا بالفرح.
سلوك لم يكن مناسباً ممارسته من قبل من يعتبرون أنفسهم معارضة، خصوصاً وأنهم في بلد غريب تعاطف معهم واستقبلهم، فمن يرى فيلم الفيديو يتساءل على الفور عما إذا كان هؤلاء بالفعل ممثلون لـ «معارضة» ويمارسون أنشطة سياسية يراد منها إسقاط نظام؟!
صديق شاركني مشاهدة الفيلم أبدى استياءه الشديد مما رأى، وقال إن البحريني عندما يكون في الخارج ينبغي أن يلتزم بأخلاق الإنسان البحريني، لأنه في كل الأحوال يعتبر سفيراً لهذا الوطن، وما شاهدته يسيء إلى البحرين والإنسان البحريني وإلى «المعارضة»، ويعبر عن مستوى دوني لا يليق، خصوصاً وأن بعض المشاركين في الزفة صاروا معروفين بالاسم وبالصورة، ويفترض أن يكونوا على قدر المسؤولية و«ثقال». وأضاف؛ أن تكون معارضاً لنظام الحكم فهذا حقك وقرارك، ولكن أن تسيء إلى وطنك وإلى الإنسان البحريني بتقديم مثل هذا المستوى المتخلف في شوارع لندن وترفع شعارات مثيرة للضحك والسخرية و«تتعافر» بطريقة مخجلة فهذا ليس من حقك، لأنك تسيء إلى وطن اسمه البحرين له تاريخه وامتداده الحضاري، وتسيء إلى شعب له سمعته التي أساسها الأخلاق و«لذرابة».
«دفاشة» هو العنوان الذي يبدو لائقاً لذلك الفيلم، فما كان يقوم به أولئك الذين شاركوا في الزفة كان بالفعل دفاشة وسلوكاً لا يليق بالإنسان البحريني، ويعبر عن مستوى يفترض أن تحرص «المعارضة» على الابتعاد عنه، خصوصاً في الخارج.
لدى البحرينيين الكثير من الأناشيد والأهازيج والشيلات الخاصة بهذه المناسبات تتضمن كلمات جميلة تعبر عن حالة الفرح والاستبشار بمستقبل هانئ للعريسين، لكن ليس بينها أبداً جمل مثل «اللي في قلبه حرة يعصر عليه لومية»! وليس فيها شعارات سياسية.. وحركات خشنة ومزاح لا يليق بشوارع لندن.
كان الأجدى أن يجتمعوا في بيت أحدهم أو في حديقته، حيث الجو اللندني المنعش لتهنئة العريسين، وفعل كل ما قد يخطر على بالهم فعله هناك، حيث لا يراهم أهل لندن وزوارها، ولكن أن يخرجوا إلى الشارع في مشهد كالذي احتواه فيلم الفيديو المشار إليه ويرفعوا شعارات سياسية وأخرى لا قيمة لها؛ فهذا ما كان ينبغي أن يقوموا به لأنه يسيء إليهم كأشخاص (المعروفين منهم على وجه الخصوص) ويسيء إلى المعارضة لأنهم يعبرون عنها بهذه الصورة البعيدة عن التحضر.
أمران آخران لست متأكداً منهما؛ الأول هو ما إذا كانت المسيرة مرخصة أم لا، والثاني هو ما إذا كان تكوم البعض من المشاركين في الزفة على بعضهم في لحظة معينة وهم يصرخون كان لممارسة نفس السلوك المشين الذي كان البعض يمارسه في زفة المعرس بطريقة أول أم لا؟!
{{ article.visit_count }}
المحتوى السابق تضمنه فيلم فيديو قصير وصلني على «الواتس آب» يظهر فيه عدد من «وجوه المعارضة» البحرينية في لندن وهم يسيرون مرتدين البدل الأنيقة وربطات العنق محيطين بالمعرس البحريني، والذي كان يسير أمامهم خجلاً، في مشهد هو خليط بين الزفة والمظاهرة، وهو ما أكدته الكلمات والجمل التي كانوا يرددونها، والتي لا علاقة لها بالزفة ولا بالفرح.
سلوك لم يكن مناسباً ممارسته من قبل من يعتبرون أنفسهم معارضة، خصوصاً وأنهم في بلد غريب تعاطف معهم واستقبلهم، فمن يرى فيلم الفيديو يتساءل على الفور عما إذا كان هؤلاء بالفعل ممثلون لـ «معارضة» ويمارسون أنشطة سياسية يراد منها إسقاط نظام؟!
صديق شاركني مشاهدة الفيلم أبدى استياءه الشديد مما رأى، وقال إن البحريني عندما يكون في الخارج ينبغي أن يلتزم بأخلاق الإنسان البحريني، لأنه في كل الأحوال يعتبر سفيراً لهذا الوطن، وما شاهدته يسيء إلى البحرين والإنسان البحريني وإلى «المعارضة»، ويعبر عن مستوى دوني لا يليق، خصوصاً وأن بعض المشاركين في الزفة صاروا معروفين بالاسم وبالصورة، ويفترض أن يكونوا على قدر المسؤولية و«ثقال». وأضاف؛ أن تكون معارضاً لنظام الحكم فهذا حقك وقرارك، ولكن أن تسيء إلى وطنك وإلى الإنسان البحريني بتقديم مثل هذا المستوى المتخلف في شوارع لندن وترفع شعارات مثيرة للضحك والسخرية و«تتعافر» بطريقة مخجلة فهذا ليس من حقك، لأنك تسيء إلى وطن اسمه البحرين له تاريخه وامتداده الحضاري، وتسيء إلى شعب له سمعته التي أساسها الأخلاق و«لذرابة».
«دفاشة» هو العنوان الذي يبدو لائقاً لذلك الفيلم، فما كان يقوم به أولئك الذين شاركوا في الزفة كان بالفعل دفاشة وسلوكاً لا يليق بالإنسان البحريني، ويعبر عن مستوى يفترض أن تحرص «المعارضة» على الابتعاد عنه، خصوصاً في الخارج.
لدى البحرينيين الكثير من الأناشيد والأهازيج والشيلات الخاصة بهذه المناسبات تتضمن كلمات جميلة تعبر عن حالة الفرح والاستبشار بمستقبل هانئ للعريسين، لكن ليس بينها أبداً جمل مثل «اللي في قلبه حرة يعصر عليه لومية»! وليس فيها شعارات سياسية.. وحركات خشنة ومزاح لا يليق بشوارع لندن.
كان الأجدى أن يجتمعوا في بيت أحدهم أو في حديقته، حيث الجو اللندني المنعش لتهنئة العريسين، وفعل كل ما قد يخطر على بالهم فعله هناك، حيث لا يراهم أهل لندن وزوارها، ولكن أن يخرجوا إلى الشارع في مشهد كالذي احتواه فيلم الفيديو المشار إليه ويرفعوا شعارات سياسية وأخرى لا قيمة لها؛ فهذا ما كان ينبغي أن يقوموا به لأنه يسيء إليهم كأشخاص (المعروفين منهم على وجه الخصوص) ويسيء إلى المعارضة لأنهم يعبرون عنها بهذه الصورة البعيدة عن التحضر.
أمران آخران لست متأكداً منهما؛ الأول هو ما إذا كانت المسيرة مرخصة أم لا، والثاني هو ما إذا كان تكوم البعض من المشاركين في الزفة على بعضهم في لحظة معينة وهم يصرخون كان لممارسة نفس السلوك المشين الذي كان البعض يمارسه في زفة المعرس بطريقة أول أم لا؟!