أجمل ما في الديمقراطية أنها تأتي بحق الجميع في التعبير عن الرأي بما لا يخالف القانون، وإن كنت شخصياً لست من المصفقين كثيراً للديمقراطية البحرينية التي أتت بمن أتت إلى مجلس منتخب، وجعلت في حياة أهل البحرين شيئاً من المرارة بسبب من يستغل القوانين، ويستغل حقوق الإنسان، إلا أن حرية الرأي وحرية الصحافة تعني لنا الكثير، حتى وإن لم تكن حرية كاملة.
مع كامل احترامي وتقديري للمجلسين، ومع إيماني أن المجلس النيابي هو مفصل القوانين؛ إلا أن مجالسنا التي تعاقبت منذ إطلاق المشروع الإصلاحي كانت دون المستوى والمطلوب، أما السنوات الأربع الأخيرة من المجلس فهي للنسيان، ولا أريد أن أقول أكثر..!
ما تفعله الصحافة من تحريك لملفات وحل للقضايا الوطنية، في اعتقادي أكبر مما يقوم به البرلمان «وأعيد وأكرر مع احترامي للمحترمين في المجلس» والفضل من بعد الله، إنما هو بسبب تجاوب المسؤولين في الدولة، وفي حكومة مملكة البحرين سمو رئيس الوزراء حفظه الله وسمو ولي العهد حفظه الله، فقد حلت الكثير من القضايا بتوجيهات من سموهما بعد نشر الصحافة للقضايا، وهذا محل اعتزاز.
لم يكن هناك تكريم للكتاب والصحافيين أكثر مما حظوا به في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى -حفظه الله ورعاه- من بعد الله، فهو أول سند وهو الداعم الأول لنا، فهو الذي قال لن يسجن صحافي أو كاتب، وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا، وأيضاً إنما ذلك بمثابة مسؤولية كبيرة على عاتقنا، فالرقيب الذاتي والضمير الإنساني هما أكبر من كل القوانين، ولكل قاعدة شواذ.
تكريم جلالة الملك بأن أطلق يوم الصحافة البحرينية فكرة جميلة، ونتمنى أن يكون في هذا اليوم تكريم سنوي للصحافيين والصحافيات الذين خدموا وطنهم، خاصة المخضرمين منهم ومن يستحق التكريم، فهم أولى بالتكريم من غيرهم في الجسد الصحافي، على أن يأتي دور البقية لاحقاً، نضع هذا الاقتراح أمام الديوان الملكي؛ أغلب المهن لها يوم تكرم فيه، إلا الصحافيين والكتاب، رغم أن الديوان الملكي يقوم مشكوراً بتكريم أسماء منهم في يوم ميثاق العمل الوطني.
كلمة الرجل الأول كانت دوماً متقدمة على أفكار ورؤى بعض الوزراء وبعض أعضاء السلطتين، جلالة الملك -حفظه الله- هو شخصياً الحامي لحرية الكلمة، وهذا مبعث فخر من أعلى سلطة بالدولة، لذلك ينبغي أن يتعلم من تهجم على الصحافة الوطنية قبل أيام من خطابات جلالته، فقد كان معيباً أن يصدر من عضو بالسلطة التشريعية كلام يتهجم به على الصحافة الوطنية، بل من المعيب أن يجلس بعض ضيقي الأفق والنظرة الضحلة على تلك القاعدة.
وإن كان الحديث عن التقدير للصحافة وأصحاب الكلمة الحرة، فنقول إن أكبر تقدير معنوي، وأكبر تقدير من خلال الاهتمام والتقدير ومن خلال التصريحات والتوجيهات، ومن خلال الاستجابة لما ينشر بالصحافة، فإن ذلك كان يأتي من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان -حفظه الله ورعاه- هو صاحب أجمل الكلمات التقديرية والمحفزة التي تشعرنا أن صوتنا مسموع، وأن هناك من يقدر ويهتم ويتابع الصحافة الوطنية، ويستجيب مع ما يتطلب الاستجابة إليه.
تقابله في أول الصباح، فيقول لك مقالك اليوم ممتاز، متى قرأ ومتى اطلع، وعلى عاتقه مسؤوليات كبيرة؟
هذا هو رئيس الحكومة الذي يتابع أغلب ما يستطيع، ولديه فريق كفء يرصد كل شيء في الداخل والخارج.
خليفة بن سلمان دوماً كانت كلماته لنا مثل الوقود الذي يجعلنا نستمر ونسير، وتجعلنا نشعر أن هناك سنداً وظهراً قوياً للصحافة الوطنية، أحياناً الإنسان منا يحتاج إلى كلمات بسيطة تشعره أن هناك من يقدر عمله وجهوده، وكنا نسمع كل هذا من رئيس الحكومة -حفظه الله- في كل مرة نقابله، ولساننا يعجز عن شكره على كل هذه المساندة والدعم وهذا التقدير من سموه.
الصحافة الوطنية هي سياج الوطن الأول، أو كما قال القائد العام الشيخ خليفة بن أحمد حفظه الله «هذا الرجل الذي وقف وقفات وطنية يشهد لها تاريخ البحرين الحديث وستذكرها الأجيال بإذن الله»، قال لنا في وقت حاسم من عمر الدولة البحرينية بعد أن هدأت أمواج 2011، وكان ذلك خلال زيارته لصحيفة «الوطن»: «كنتم أنتم خط الدفاع الأول عن الوطن، وليس نحن»، كان كلامه عطفاً على مواقف الصحافة الوطنية من الأزمة، وهذا تقدير كبير من رجل كبير، وتواضع منه، ومعرفة لدور الإعلام في الأزمات.
لذلك وجود صحافة وطنية بصوت قوي ومؤثر أمر صحي وحاجة وطنية وحاجة مجتمعية، وحاجة للرقابة وكشف مواطن القصور والفساد. من أجل ذلك نقول؛ يجب تحمل الأصوات الوطنية حتى وإن انتقدت بقوة، وحتى وإن علا صوتها، فالنية «لدى الغالبية هكذا أحسبهم» ليست لضرب أشخاص أو ضرب الوطن، إنما الهدف يكون الإصلاح والتصحيح.
لا تحترم صحافة العلاقات العامة في أي دولة أو صحافة المجاملات، الذي يحترم هو الصوت الحر، والصوت الذي يعبر عن ضمير الناس والأمة، من هنا نقول يجب تحمل «حدة» أو «قسوة» الصحافة في بعض الأحيان، فحتى الأب يقسو على أبنائه في بعض المواقف، وهو أكثر شخص محب لهم، من أجل أن يخرج الأبناء على قدر المسؤولية ويستطيعون مواجهة المجتمع.
هناك وزراء ومسؤولون يريدون إسكات الصحافة الوطنية، أو يقومون بإيغال صدور المسؤولين من أجل إسكات أصوات أو كتاب أو كاتبات، وهذا مخجل ومحبط، إلا أن -ونقول ذلك بصراحة تامة- من يتصدى لهم كان سمو رئيس الوزراء -حفظه الله ورعاه-.
هناك من هم أخطر من الوزراء والمسؤولين؛ الأخطر هم الوشاة الذين يذهبون يوغلون صدور المسؤولين من أجل أن يتم إسكات كاتب وصحافي، ليقولوا لهم إن فلاناً «أو فلانة» إنما يقصد بما كتب شخصكم، إخوتنا المصريون يقولون «الزن على الودان أمر من السحر»، وهؤلاء يمارسون الزن على الودان، وأحسبهم في الدرك الأسفل من النار..!
يحرفون الكلم عن مواضعه من أجل أن يظهروا للمسؤولين أن فلاناً الصحافي أو الكاتب أو الكاتبة ضدهم ويعنيهم بما كتب.
رغم أننا نطالب بمزيد من حرية الصحافة من الدولة والقوانين، إلا أن أغلب الحواجز والممنوعات تأتي من عقول وأفكار وخوف إدارات الصحف نفسها، والتي تخاف أن تلام إن نشر هذا المقال أو ذلك، رغم أن ذلك لا يحدث، فما يعانيه الكتاب داخل أسوار الصحيفة أكبر مما يعانيه من خارجه، وكأن فقرة أو مقالاً عابراً سيسبب ثورة في الشارع..!!
الشكر كل الشكر إلى جلالة الملك حفظه الله على كلماته وتوجيهاته وهو حامي الصحافيين الأول، والشكر لسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد على مواقفهم تجاه الصحافة، قادة البلد كانوا أكبر سند لنا من أجل إيصال رسالتنا حفظهم الله.. فالشكر لهم جميعاً.
** رجاء إلى سمو رئيس الوزراء
توجيهات جلالة الملك حول إسكان الصحافيين كانت واضحة وصريحة، ليست منذ أمس الأول إنما منذ أن أصدر جلالته أمره السامي الأول بهذا الخصوص.
غير أنه يبدو أن هناك جهة تعرقل إسكان الصحافيين، أو أنها لا تكترث لهذا المشروع لأنه لا يعنيها، ولا تشعر بمشكلة السكن للشعب البحريني، وخاصة الصحافيين، الذين ربما بعضهم يتعرض لضغوط وتهديدات.
تحدثت قبل فترة مع أحد الأشخاص في وزارة الإسكان، وجاء الحديث على مشروع إسكان الصحافيين، فقلت له ماذا حدث حول إسكان الصحافيين؟
قال: «يبدو أن هناك من لا يكترث لهذا المشروع في هيئة شؤون الإعلام، وأن المشروع معلق..!». انتهى كلامه.
أقول لا ينبغي أن يكون مشروع إسكان الصحافيين بيد أشخاص لا يتمنون الخير للصحافيين ويشون ضدهم، هؤلاء ليسوا أهلاً للمسؤولية.
أقترح نقل مشروع إسكان الصحافيين من هيئة الإعلام إلى مجلس الوزراء، هذا أفضل للمشروع، وسوف يكون هناك أمل في إنجازه.
أما بخصوص التأمين الصحي «وقد أشار جلالة الملك في كلمته إلى ذلك» أعتقد أن هناك مشكلة كبيرة في هذا الجانب لدى الصحافيين رغم أن جمعية الصحافيين -بحسب طاقتها المادية المحدودة- غطت بعض الصحافيين في التأمين الصحي، إلا أن الغالبية من دون تأمين.
الأزمة هي أن هناك كتاباً وكاتبات وصحافيين لا يستطيعون الذهاب لمستشفيات بعينها، وأولها المستشفى المريض، مستشفى السلمانية، بسبب مواقفهم الوطنية، وبسبب الطائفية التي بالمستشفى، لذلك هناك مشكلة في العلاج عند الصحافيين، ليس هذا وحسب بل إن الصحافيين لا يستطيعون أخذ أهاليهم للعلاج هناك «زوجاتهم وأبنائهم ووالديهم»، فإن ذهبوا للمستشفى العسكري تمت معاملتهم على القطاع الخاص وهو مكلف للغاية.
وإن ذهبوا للمستشفيات الخاصة، ففيها بعض ما في مستشفى السلمانية من مرض وأسعارها نار.
هناك مشكلة حقيقة يعاني منها الصحافيون في العلاج والصحة، من هنا نأمل من سمو رئيس الوزراء التدخل في موضوع التأمين الصحي للصحافيين والكتاب، فهو لا يقبل أن يكون هذا حالهم، وأن يتعرضوا لذلك بسبب مواقفهم الوطنية.
السلمانية لديهم رد جاهز؛ لا توجد طائفية بالمستشفى، وهذا هراء، ولا نريد أن نزيد، فأغلب الصحافيين لا يستطيعون أخذ العلاج في هذا المستشفى، أو كما قال أحد الكتاب «شوية هوى في الإبرة وسيقال لك خطأ طبي غير مقصود»، والبديل هي المستشفيات الخاصة غاليه الأسعار، وكذلك المستشفى العسكري الذي أصبحت أسعاره أغلى من المستشفيات الخاصة..!
نتمنى من الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء -حفظه الله- ورعاه أن يبحث هذا الموضوع، وأن يصدر أمره، كما هي عادة سموه، في الاستجابة لقضايا المواطنين والصحافيين لحل هذه المشكلة، وسيكون لذلك وقع وسمعة دولية أن يحدث هذا الأمر مصادفة لليوم العالمي لحرية الصحافة.
مع كامل احترامي وتقديري للمجلسين، ومع إيماني أن المجلس النيابي هو مفصل القوانين؛ إلا أن مجالسنا التي تعاقبت منذ إطلاق المشروع الإصلاحي كانت دون المستوى والمطلوب، أما السنوات الأربع الأخيرة من المجلس فهي للنسيان، ولا أريد أن أقول أكثر..!
ما تفعله الصحافة من تحريك لملفات وحل للقضايا الوطنية، في اعتقادي أكبر مما يقوم به البرلمان «وأعيد وأكرر مع احترامي للمحترمين في المجلس» والفضل من بعد الله، إنما هو بسبب تجاوب المسؤولين في الدولة، وفي حكومة مملكة البحرين سمو رئيس الوزراء حفظه الله وسمو ولي العهد حفظه الله، فقد حلت الكثير من القضايا بتوجيهات من سموهما بعد نشر الصحافة للقضايا، وهذا محل اعتزاز.
لم يكن هناك تكريم للكتاب والصحافيين أكثر مما حظوا به في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى -حفظه الله ورعاه- من بعد الله، فهو أول سند وهو الداعم الأول لنا، فهو الذي قال لن يسجن صحافي أو كاتب، وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا، وأيضاً إنما ذلك بمثابة مسؤولية كبيرة على عاتقنا، فالرقيب الذاتي والضمير الإنساني هما أكبر من كل القوانين، ولكل قاعدة شواذ.
تكريم جلالة الملك بأن أطلق يوم الصحافة البحرينية فكرة جميلة، ونتمنى أن يكون في هذا اليوم تكريم سنوي للصحافيين والصحافيات الذين خدموا وطنهم، خاصة المخضرمين منهم ومن يستحق التكريم، فهم أولى بالتكريم من غيرهم في الجسد الصحافي، على أن يأتي دور البقية لاحقاً، نضع هذا الاقتراح أمام الديوان الملكي؛ أغلب المهن لها يوم تكرم فيه، إلا الصحافيين والكتاب، رغم أن الديوان الملكي يقوم مشكوراً بتكريم أسماء منهم في يوم ميثاق العمل الوطني.
كلمة الرجل الأول كانت دوماً متقدمة على أفكار ورؤى بعض الوزراء وبعض أعضاء السلطتين، جلالة الملك -حفظه الله- هو شخصياً الحامي لحرية الكلمة، وهذا مبعث فخر من أعلى سلطة بالدولة، لذلك ينبغي أن يتعلم من تهجم على الصحافة الوطنية قبل أيام من خطابات جلالته، فقد كان معيباً أن يصدر من عضو بالسلطة التشريعية كلام يتهجم به على الصحافة الوطنية، بل من المعيب أن يجلس بعض ضيقي الأفق والنظرة الضحلة على تلك القاعدة.
وإن كان الحديث عن التقدير للصحافة وأصحاب الكلمة الحرة، فنقول إن أكبر تقدير معنوي، وأكبر تقدير من خلال الاهتمام والتقدير ومن خلال التصريحات والتوجيهات، ومن خلال الاستجابة لما ينشر بالصحافة، فإن ذلك كان يأتي من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان -حفظه الله ورعاه- هو صاحب أجمل الكلمات التقديرية والمحفزة التي تشعرنا أن صوتنا مسموع، وأن هناك من يقدر ويهتم ويتابع الصحافة الوطنية، ويستجيب مع ما يتطلب الاستجابة إليه.
تقابله في أول الصباح، فيقول لك مقالك اليوم ممتاز، متى قرأ ومتى اطلع، وعلى عاتقه مسؤوليات كبيرة؟
هذا هو رئيس الحكومة الذي يتابع أغلب ما يستطيع، ولديه فريق كفء يرصد كل شيء في الداخل والخارج.
خليفة بن سلمان دوماً كانت كلماته لنا مثل الوقود الذي يجعلنا نستمر ونسير، وتجعلنا نشعر أن هناك سنداً وظهراً قوياً للصحافة الوطنية، أحياناً الإنسان منا يحتاج إلى كلمات بسيطة تشعره أن هناك من يقدر عمله وجهوده، وكنا نسمع كل هذا من رئيس الحكومة -حفظه الله- في كل مرة نقابله، ولساننا يعجز عن شكره على كل هذه المساندة والدعم وهذا التقدير من سموه.
الصحافة الوطنية هي سياج الوطن الأول، أو كما قال القائد العام الشيخ خليفة بن أحمد حفظه الله «هذا الرجل الذي وقف وقفات وطنية يشهد لها تاريخ البحرين الحديث وستذكرها الأجيال بإذن الله»، قال لنا في وقت حاسم من عمر الدولة البحرينية بعد أن هدأت أمواج 2011، وكان ذلك خلال زيارته لصحيفة «الوطن»: «كنتم أنتم خط الدفاع الأول عن الوطن، وليس نحن»، كان كلامه عطفاً على مواقف الصحافة الوطنية من الأزمة، وهذا تقدير كبير من رجل كبير، وتواضع منه، ومعرفة لدور الإعلام في الأزمات.
لذلك وجود صحافة وطنية بصوت قوي ومؤثر أمر صحي وحاجة وطنية وحاجة مجتمعية، وحاجة للرقابة وكشف مواطن القصور والفساد. من أجل ذلك نقول؛ يجب تحمل الأصوات الوطنية حتى وإن انتقدت بقوة، وحتى وإن علا صوتها، فالنية «لدى الغالبية هكذا أحسبهم» ليست لضرب أشخاص أو ضرب الوطن، إنما الهدف يكون الإصلاح والتصحيح.
لا تحترم صحافة العلاقات العامة في أي دولة أو صحافة المجاملات، الذي يحترم هو الصوت الحر، والصوت الذي يعبر عن ضمير الناس والأمة، من هنا نقول يجب تحمل «حدة» أو «قسوة» الصحافة في بعض الأحيان، فحتى الأب يقسو على أبنائه في بعض المواقف، وهو أكثر شخص محب لهم، من أجل أن يخرج الأبناء على قدر المسؤولية ويستطيعون مواجهة المجتمع.
هناك وزراء ومسؤولون يريدون إسكات الصحافة الوطنية، أو يقومون بإيغال صدور المسؤولين من أجل إسكات أصوات أو كتاب أو كاتبات، وهذا مخجل ومحبط، إلا أن -ونقول ذلك بصراحة تامة- من يتصدى لهم كان سمو رئيس الوزراء -حفظه الله ورعاه-.
هناك من هم أخطر من الوزراء والمسؤولين؛ الأخطر هم الوشاة الذين يذهبون يوغلون صدور المسؤولين من أجل أن يتم إسكات كاتب وصحافي، ليقولوا لهم إن فلاناً «أو فلانة» إنما يقصد بما كتب شخصكم، إخوتنا المصريون يقولون «الزن على الودان أمر من السحر»، وهؤلاء يمارسون الزن على الودان، وأحسبهم في الدرك الأسفل من النار..!
يحرفون الكلم عن مواضعه من أجل أن يظهروا للمسؤولين أن فلاناً الصحافي أو الكاتب أو الكاتبة ضدهم ويعنيهم بما كتب.
رغم أننا نطالب بمزيد من حرية الصحافة من الدولة والقوانين، إلا أن أغلب الحواجز والممنوعات تأتي من عقول وأفكار وخوف إدارات الصحف نفسها، والتي تخاف أن تلام إن نشر هذا المقال أو ذلك، رغم أن ذلك لا يحدث، فما يعانيه الكتاب داخل أسوار الصحيفة أكبر مما يعانيه من خارجه، وكأن فقرة أو مقالاً عابراً سيسبب ثورة في الشارع..!!
الشكر كل الشكر إلى جلالة الملك حفظه الله على كلماته وتوجيهاته وهو حامي الصحافيين الأول، والشكر لسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد على مواقفهم تجاه الصحافة، قادة البلد كانوا أكبر سند لنا من أجل إيصال رسالتنا حفظهم الله.. فالشكر لهم جميعاً.
** رجاء إلى سمو رئيس الوزراء
توجيهات جلالة الملك حول إسكان الصحافيين كانت واضحة وصريحة، ليست منذ أمس الأول إنما منذ أن أصدر جلالته أمره السامي الأول بهذا الخصوص.
غير أنه يبدو أن هناك جهة تعرقل إسكان الصحافيين، أو أنها لا تكترث لهذا المشروع لأنه لا يعنيها، ولا تشعر بمشكلة السكن للشعب البحريني، وخاصة الصحافيين، الذين ربما بعضهم يتعرض لضغوط وتهديدات.
تحدثت قبل فترة مع أحد الأشخاص في وزارة الإسكان، وجاء الحديث على مشروع إسكان الصحافيين، فقلت له ماذا حدث حول إسكان الصحافيين؟
قال: «يبدو أن هناك من لا يكترث لهذا المشروع في هيئة شؤون الإعلام، وأن المشروع معلق..!». انتهى كلامه.
أقول لا ينبغي أن يكون مشروع إسكان الصحافيين بيد أشخاص لا يتمنون الخير للصحافيين ويشون ضدهم، هؤلاء ليسوا أهلاً للمسؤولية.
أقترح نقل مشروع إسكان الصحافيين من هيئة الإعلام إلى مجلس الوزراء، هذا أفضل للمشروع، وسوف يكون هناك أمل في إنجازه.
أما بخصوص التأمين الصحي «وقد أشار جلالة الملك في كلمته إلى ذلك» أعتقد أن هناك مشكلة كبيرة في هذا الجانب لدى الصحافيين رغم أن جمعية الصحافيين -بحسب طاقتها المادية المحدودة- غطت بعض الصحافيين في التأمين الصحي، إلا أن الغالبية من دون تأمين.
الأزمة هي أن هناك كتاباً وكاتبات وصحافيين لا يستطيعون الذهاب لمستشفيات بعينها، وأولها المستشفى المريض، مستشفى السلمانية، بسبب مواقفهم الوطنية، وبسبب الطائفية التي بالمستشفى، لذلك هناك مشكلة في العلاج عند الصحافيين، ليس هذا وحسب بل إن الصحافيين لا يستطيعون أخذ أهاليهم للعلاج هناك «زوجاتهم وأبنائهم ووالديهم»، فإن ذهبوا للمستشفى العسكري تمت معاملتهم على القطاع الخاص وهو مكلف للغاية.
وإن ذهبوا للمستشفيات الخاصة، ففيها بعض ما في مستشفى السلمانية من مرض وأسعارها نار.
هناك مشكلة حقيقة يعاني منها الصحافيون في العلاج والصحة، من هنا نأمل من سمو رئيس الوزراء التدخل في موضوع التأمين الصحي للصحافيين والكتاب، فهو لا يقبل أن يكون هذا حالهم، وأن يتعرضوا لذلك بسبب مواقفهم الوطنية.
السلمانية لديهم رد جاهز؛ لا توجد طائفية بالمستشفى، وهذا هراء، ولا نريد أن نزيد، فأغلب الصحافيين لا يستطيعون أخذ العلاج في هذا المستشفى، أو كما قال أحد الكتاب «شوية هوى في الإبرة وسيقال لك خطأ طبي غير مقصود»، والبديل هي المستشفيات الخاصة غاليه الأسعار، وكذلك المستشفى العسكري الذي أصبحت أسعاره أغلى من المستشفيات الخاصة..!
نتمنى من الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء -حفظه الله- ورعاه أن يبحث هذا الموضوع، وأن يصدر أمره، كما هي عادة سموه، في الاستجابة لقضايا المواطنين والصحافيين لحل هذه المشكلة، وسيكون لذلك وقع وسمعة دولية أن يحدث هذا الأمر مصادفة لليوم العالمي لحرية الصحافة.